هل تعلم أن الحرارة الشديدة والتلوث سيئين بما يكفي، ولكن إذا اجتمع كلاهما يكونان أكثر فتكًا؟

هل تعلم أن الحرارة الشديدة والتلوث سيئين بما يكفي، ولكن إذا اجتمع كلاهما يكونان أكثر فتكًا؟

5 أكتوبر , 2022

ترجم بواسطة:

نبيلة السيد

دقق بواسطة:

زينب محمد

عندما تقرأ النشرة الجوية في أخبار الصباح عادةً، وتكون درجات الحرارة مرتفعة تتمنى لو أن الطقس يتحسن ورغم ذلك موجة أخرى تأتي وتهدد صحة الإنسان وتزيد فرصة حدوث حرائق هائلة، وعلاوةً على الأيام والليالي الحارة أظهرت بيانات جودة الهواء مستويات غير صحية للتلوث.

يبدو هذا السيناريو مألوفًا ويتزايد في أجزاء مختلفة من العالم، حيث تسبب كلٌ من الحرارة العالية وتلوث الهواء مشاكل صحية للإنسان، وخصوصًا كبار السن، ولكن ماذا يحدث إذا حل كلاهما في نفس الوقت؟

أجريت دراسة و فُحص حوالي مليون ونصف ميت مقيدين في ولاية كاليفورنيا -وهي ولاية معرضة لموجات حرارة الصيف وتلوث الهواء من حرائق الغابات- وذلك في الفترة من عام  2014 لعام2020.

تصاعد الوفيات بارتفاع خطر الحرارة والتلوث معًا

اُكتشف أن عدد الوفيات ارتفع في الأيام الحارة، أو التي يزيد فيها مستوى تلوث الهواء ويزداد المعدل عندما تضرب المنطقة موجة مزدوجة من كليهما بمعدل أكبر من الناتج عن كونهما منفردين.

حيث إنه لوحِظ  ارتفاع معدل الوفاة في الأيام التي يجتمع فيها كل من الحرارة والتلوث معًا بمقدار ثلاث مرات عن الأيام التي يكون أيًا منهما بمفرده.

وقد أظهرت هذه الدراسة أن أعلى 10% من الأيام الحارة والأكثر تلوثًا يعادلها زيادة في نسبة الوفيات بمقدار 4% مقارنةً بالأيام التي لا يوجد  بها خطر العاملين معًا وأنه في غضون أعلى 1% من هذه الأيام الأكثر حرارة وتلوثًا تزداد نسبة الوفاة بمعدل 21% وخاصةً مع كبار السن ممن تزيد أعمارهم عن 75 عامًا.

لماذا تزيد الخطورة عندما تجتمع الحرارة الشديدة مع التلوث؟

 تتضرر صحة الإنسان عند التعرض لكل من الحرارة والتلوث الشديدين بعدة طرق، أهمها الإجهاد التأكسدي والذي يعد أكثر الطرق البيولوجية المعروفة المرتبطة بكليهما.

تجدر الإشارة إلى أن الإجهاد التأكسدي هو عبارة عن انعدام التوازن بين إنتاج جزيئات شديدة التفاعل معروفة بمركبات الأكسجين التفاعلية ومقدرة جسم الإنسان على التخلص منها وهو مرتبط بأمراض الرئة.

وعلى الرغم من مساهمة مضادات الأكسدة في عملية تنظيف الجسم والتخلص من هذه الجزيئات، إلا أن تلوث الهواء والحرارة الشديدة يعرقلان التوازن عن طريق زيادة إنتاج هذه الجزيئات وتقليل نشاط مضادات الأكسدة.

 هذا البحث يبين إن تأثير تلوث الهواء الجسيمي والحرارة الشديدة يكون كبيرًا وخصوصًا في الليل، لتعارضهما مع النوم الطبيعي ومن المحتمل أن يساهما في الحالات الصحية المزمنة، كأمراض القلب والسمنة، وتعيق قدرة الجسم على تنظيم الحرارة.

ويعتبر كبار السن أكثر عرضة لتأثيرات الحرارة الشديدة وتلوث الهواء، نظرًا لتصدر الإجهاد مقدمة الحالات الصحية المزمنة المرتبطة بالسن، مثل أمراض القلب والضغط والسكر وأمراض الرئة المزمنة. ومع التقدم في السن، يضعف تنظيم درجة حرارة الجسم عند التعرض للحرارة، وبما أن كبار السن أقل حركة فهم أقل مقدرة للتوجه لمراكز التبريد أو الرعاية الصحية.

المستقبل في ظل الحرارة العالية وتلوث الهواء

إن تغير المناخ سيزيد من التعرض للحرارة العالية والتلوث الجوي ليس فقط في كاليفورنيا، ولكن في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، حيث يصل متوسط درجات الحرارة سنويًا في الولايات المتحدة إلى أكثر من 1.8 درجة فهرنهايت (أي ما يعادل 1 درجة سيليزيوس) بدايةً من عام 1900 وما تلاه من أعوام.

وبنهاية هذا القرن، فإن درجة الحرارة العالمية قد ترتفع لخمس درجات فهرنهايت (2.7 درجة سيليزيوس) وستصبح موجات الحرارة الشديدة النادرة أكثر شيوعًا.

سيؤثر أيضًا تغير المناخ على مستويات تلوث الهواء الجسيمي، فعلى سبيل المثال تغيرات الطقس كركود الهواء أو العواصف الترابية والرياح وغيرها، قد تسهم بصورة متزايدة في تكرار حدوث الحرائق الشديدة.

ماذا نفعل لنبقى في أمان؟

نحتاج للمزيد من الأبحاث لنفهم جيدًا هذه التأثيرات، مثل التأثير الكامل للتعرض لدخان حرائق الغابات.

ومع ذلك من المهم أن يتخذ الأشخاص الاحتياطات الكاملة، لتقليل التعرض لفترات الحرارة الشديدة والتلوث الجوي.

هذا يعني أن الترطيب الجيد والبقاء في جو بارد، كمولات التسوق والأماكن العامة جيدة التهوية التب توفر ملجأ من الحرارة، واستخدام التكييف المنزلي لاسيما في المساء يقلل من معدل الوفيات، كما وأن استعمال مرشح الهواء المحمول يقلل من مستويات التلوث بشدة.

بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الإجهاد الحراري كالصداع، والغثيان، والدوار  أو الاضطراب، فلابد لهم من طلب الرعاية الطبية.

وحاليًا تتأهب العديد من دوائر الصحة في المقاطعات والولايات، لمواجهة الحرارة وتلوث الهواء الشديدين.

أما عن دور الحكومات، فعليها اتخاذ خطوات لتجنب أسوء سيناريوهات تغير الطقس في المستقبل، وأحد أفضل الممارسات التي تقدمها المدن تتمثل في إنشاء غطاء للتبريد ومساحات خضراء لتقليل التلوث.

المصدر: https://www.sciencealert.com

ترجمة: نبيلة السيد

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!