crossorigin="anonymous">
11 فبراير , 2023
تمثل العقد اللمفاوية جزءًا حيويًا من جهازنا المناعي، حيث تتجمع الخلايا المناعية بها وتنشط وتتكاثر لتعطي ردًا مناعيًا فعالاً عند الإصابة بالعدوى أو الحصول على اللقاح، ومع التقدم في العمر تُبدل الأنسجة الطبيعية في العقد اللمفاوية (السدى أو اللُحمة) بالأنسجة الدهنية، في ظاهرة تعرف بتشحم العقد اللمفاوية (lipomatosis)، وبالرغم من أن هذه الظاهرة شائعة للغاية وتزداد مع التقدم في العمر، فإن الباحثين لم يخصصوا لها مُسبقًا سوى القليل من البحث والنقاش.
استطاعت مجموعة ماريا أولفمار اثبات أن التشحم يبدأ في الجزء المركزي للعقد اللمفاوية المسمى بالنخاع، عن طريق تحليل أكثر من 200 عقدة لمفاوية، وقد قدموا أدلة تربط بين التشحم وتحول الخلايا الداعمة للعقد اللمفاوية (الخلايا الليفية) إلى خلايا دهنية، وأوضحوا أيضًا أن هناك نوع محدد من الخلايا الليفية في النخاع أكثر عرضة للتحول إلى خلايا دهنية.
توضح الدراسة أن حتى في المراحل المبكرة من التشحم، هناك تغيرات سلبية تعيق قدرة العقد اللمفاوية على الرد المناعي الفعال، فمن ضمن هذه التغيرات وجدوا أن الأوعية الدموية واللمفاوية المتخصصة والتي تكون عادةً بمثابة قنوات للخلايا المناعية لنقلها داخل وخارج العقدة، قد تدمرت في الأماكن التي تكونت فيها الدهون.
تشحم العقد اللمفاوية حتى في مراحله المبكرة قد يكون تفسيرًا مهمًا لضعف قدرة اللقاحات في كبار السن. ففي النهاية تستحوذ الدهون على العقدة اللمفاوية بالكامل، مدمرةً قدرتها المناعية.
يقول توف بيكهوس، المؤلف الأول للدراسة: “هذا البحث هو الخطوة الأولى لمعرفة لماذا يحدث التشحم؟ وربما على المدى البعيد نجد طرق لإبطائه ومنع تدمير العقد اللمفاوية”.
لا يستطيع الباحثون محاكاة التأثيرات التي لوحظت في العقد اللمفاوية البشرية في نماذج الحيوانات المستخدمة في دراسات التقدم في العمر، مما يوضح أهمية الدراسات التي تحلل العينات البشرية مباشرة في مثل تلك الدراسات.
تشرح ماريا إتش. أولفمار، الباحثة في جامعة أوبسالا، والتي قادت الدراسة: “آمل أن يشعل عملنا اهتمام الباحثين الآخرين في تضمين التشحم كعامل عند دراسة استجابة كبار السن للتطعيمات والعدوى، كما أن ملاحظتنا في غاية الأهمية في دراسة السرطان، حيث إن العديد من السرطانات تنتشر إلى الغدد اللمفاوية أولاً”.
وتتابع أولفمار: “هذه الدراسة هي الفصل الأول من قصة الدهون ودمار العقد الليمفاوية مع التقدم في العمر، والآن سنواصل في تطوير هذه القصة من خلال إعداد دراسات جديدة لمعرفة المزيد عن الأسباب الكامنة وتوابع هذه التغييرات”.
العينات الرئيسية التي حُللت في هذه الدراسة، أخُذت من بنك اوبسالا الحيوي، وقد حٌللت عن طريق تحليل الصور المتقدم. وتتضمن الدراسة أيضًا تحليلات وتجارب باستخدام مزارع الخلايا من الخلايا السدوية الأولية وتحليل المعلومات الحيوية للتعبيرات الجينية [قياس مستوى الحمض النووي الريبي (RNA)] في مجموعتين من مجموعات بيانات تسلسل الحمض النووي الريبي أحادي الخلية (RNAseq)، وهما للفئران والبشر. والتي نُشرت في أبحاث سابقة، ولكن عندما حللناها في هذه الدراسة كان من أجل العثور على إجابات لأسئلة محددة وجديدة.
نُشر العمل في دورية علم الأمراض.
المصدر: https://medicalxpress.com
ترجمة: أحمد عاطف
مراجعة وتدقيق: صفاء عمران
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً