طريقة ممتعة لتحسين الأكل غير المنتظم

طريقة ممتعة لتحسين الأكل غير المنتظم

12 فبراير , 2023

ترجم بواسطة:

هبة العطار

دقق بواسطة:

زينب محمد

على الرغم من أن الاضطراب ثنائي القطب يمكن أن يخل بنظام الأكل، إلا أن اليقظة يمكن أن تساعد.

النقاط الرئيسية

  • يمكن أن تؤثر تقلبات المزاج على طبيعة استهلاك الطعام.
  • قد تؤثر الأدوية ذات المؤثرات العقلية على التمثيل الغذائي.
  • يمكن أن يكون للأكل الواعي تأثير مفيد على علاقة المرء بالطعام.



كتبت ذات مرة أنه من المستحيل عمليًا تكوين علاقة طبيعية مع الطعام في حال كنت تعاني من اضطراب ثنائي القطب. حيث ينعكس مزاجي السيئ على شهيتي. فعندما أكون في حالة من الهوس (شعور عالٍ من الابتهاج والنشاط والحماس)، تجدني مشغولاً جدًا بتغيير العالم لدرجة أنه لا وقت لدي للتكاسل ولا حتى لتناول الطعام.  كل ما أفعله أهم بكثير من احتياجات جسدي، لذلك يمكنني قضاء أيام دون التفكير في الطعام. غالبًا ما يكون فمي مشغولاً بالحديث، فمتى يكون هناك وقت لمضغ أي شيء سوى عمق أفكاري؟

لكن في المقابل، عندما أكون مكتئبًا يصبح الوقت بطيئًا ويتكاسل معه جسدي. أُصبح كالدُّبِّ الكبير المتثاقل الذي يستعد للدخول في سبات، أستهلك السعرات الحرارية كما لو أن حياتي تعتمد عليها لملء جوفي الفارغ المتسع بداخلي. فتناول الطعام يخدرني ويجعلني أتوقف عن الإحساس، شعور مروع للغاية لدرجة أنني أفضل عدم تجربته. لذلك أبذل قصارى جهدي للحفاظ على إيقاع ثابت من الطعام ابتداءً من التقاطه بالشوكة ووصولاً إلى مضغه بالفم، أشعر أني أستطيع البقاء على قيد الحياة من خلال تلك المساحة الصغيرة والروتين الذي لا يرحم.

بالإضافة غلى أدويتي لعلاج ثنائية القطب، والتي يتسبب الكثير منها في زيادة الوزن غير المبررة. اكتسبت مرة 40 رطلاً في شهر واحد، وبسبب الذعر، جوعت نفسي وعانيت من سوء التغذية السريري في محاولة للتخلص من هذه الزيادة. لم ينجح ذلك سوى بإيقاف الدواء، الأمر الذي أغرقني مرة أخرى في الاكتئاب. أعيش في رعب من حدوث ذلك مرة أخرى، لأنني أعلم أن مضادات الذهان ومضادات الاكتئاب التي يجب أن أتناولها لأبقى متزنًا لديها تأثيرات جانبية مشهورة في زيادة الوزن.

يعالج طبيبي النفسي هذا من خلال وصف المحفزات النفسية، والتي من المفترض أنها تتصدى لهذا الخطر. لكن بالطبع، لها آثار جانبية خاصة بها، لذا أحتاج إلى تناول أدوية أخرى معها. إنها حلقة سيئة ومفرغة وجسدي يدفع الثمن.

لكن هناك شعاع ضئيل من الأمل يخترق هذه الصورة القاتمة. أتردد أن أطلق عليه اسمًا أو حتى أن أدعوه بالأمل. إني مستاءٌ جدًا من العناد الظاهر في ذهني حول موضوع أنّ الأمل يبدو كتساهل خطر. ما زلت أريد أن أصدق، لذا سأغتنم الفرصة. لابد أن الجواب على هذا ببساطة هو: اليقظة.

أن تكون متيقظًا يعني أن تكون مدركًا وفضوليًا، وأن تعيش اللحظة الحالية دون أن تصدر أحكامًا على ما تقوم بتجربته. إنك إن كنت تأكل بانتباه ستستشعر تمامًا بالنكهة والقوام و الإحساس لكل ما تضعه في فمك.

هذا لا يعدّ نشاطًا سلبيًا؛ إنها علاقة تشكلها مع التغذية التي تعطيها لجسمك. كما يصفه عالم النفس جوزيف ب. نيلسون قائلاً: “ليس الغرض من الأكل اليقظ إنقاص الوزن، على الرغم من أنه من المحتمل جدًا أن يفقد أولئك الذين يتبنَّون هذا النمط من الأكل الوزن، القصد هو مساعدة الأفراد على  تذوق الطعام وعيش اللحظة وتشجيع حضورهم الكامل لتجربة الأكل”.

توصي كلية الطب بجامعة هارفارد بأنه للحصول على أفضل النتائج، يجب على من يأكلون بوعي، الانتباه إلى اللون وإحساس الفم والرائحة وحتى الأصوات التي تصنعها الأطعمة المختلفة ؛ وأخذ لقيمات صغيرة؛ والمضغ جيدًا؛ والأكل ببطء، مع أقل قدر ممكن من المشتتات.

في الماضي، عندما كنت أغرف الطعام وأنا في حالة من الإحباط، لم أكن أهتم بما أضعه في جسدي (عادةً الكربوهيدرات والكثير منها). كما لم ألاحظ أنني كنت أتجاهل احتياجاتي الغذائية الأساسية لدرجة الهزال عندما أكون في حالة من الهوس. في كلتا الحالتين، لم أكن أعتني بهذا الوعاء الثمين الذي أُعطيَ لي. لقد تعاملت معه على أنها أضرار جانبية، ولابدّ له أن يعاني منها معي بسبب تقلبات مزاجي.

 لم يعد لدي رفاهية إساءة معاملة جسدي بعد الآن؛ فأنا في عمر يستطيع المقاومة.

لذا حاولت الليلة أن آكل بحذر، وأظن أنه يمكنني أن أروي لكم بكل شاعرية ما أكلته لقمة تلو لقمة.

نعم، لقد كان مجرد طبق بسيط من الدجاج مع الأرز، لكن كل لقمة أتناولها كانت تدفئ فمي، كل لقمة ابتلعها كانت تخفف من جوعي، استنشقت البخار المتصاعد من طبقي – لقد وضِع القليل من الزعفران ونُثِر الكثير من الكركم. لقد تفحصت طعامي وأنا أتناوله، متسائلاً كيف جعلت طرق الصدفة من هذه الوجبة بالذات عشاءي. كان طعمه جيدًا جدًا، وأعترف أنني حتى لعقت بعض الملح بأصابعي عندما انتهيت؛ كوصمة أخيرة على لساني.

لقد تناولت العديد من وجبات العشاء في مطاعم الخمس نجوم التي بالكاد أتذكرها، وقد تركني ذلك متعطشًا أكثر – ليس بالضرورة للطعام، ولكن للمتعة الحسية.


تعاملت الليلة مع حواسي بكل الاحترام والاهتمام الذي تستحقه؛ كنت ممتنًا لمدخلاتهم، وفي المقابل، جعلوني أشعر بالرضا. أنا في هذه اللحظة لست متحمسًا بشكل جنوني ولا مكتئبًا بوحشية، لذلك لم أضع الأكل اليقظ في اختباره النهائي. لكنني أؤمن ببساطة وعده: تناول الطعام بحكمة، وستتغذى.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: هبة الحمصي العطار

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!