أعياد القلوب المكسورة: متلازمة القلب المكسور حقيقية فعلاً

أعياد القلوب المكسورة: متلازمة القلب المكسور حقيقية فعلاً

9 فبراير , 2023

ترجم بواسطة:

بلقيس الصالح

دقق بواسطة:

زينب محمد

من الممكن أن يقتلك قلبك المكسور، وتزيد الأعياد من احتمالية حدوث ذلك.

سمعنا جميعًا قصصًا حول أولئك الذين فقدوا أعزاءهم، ثم سرعان ما قتلتهم قلوبهم المكسورة. قد يشكك البعض في حقيقة هذا الأمر، لكن الأبحاث تشير إلى أن متلازمة القلب المكسور أو اعتلال عضلة القلب الناتج عن الإجهاد حالة حقيقية وموجودة بالفعل. يعد اعتلال عضلة القلب الناتج عن الإجهاد استجابة فسيولوجية لعدة أشكال من الصدمات، كالحزن وانكسار القلب أو فقد عزيز أو أية ضغوطات نفسية شديدة.

يعاني المصابون بمتلازمة القلب المكسور أو اعتلال عضلة القلب الناتج عن الإجهاد من أعراض مشابهة لتلك التي تصاحب نوبة قلبية حقيقية، بما في ذلك الألم الضاغط على الصدر، لكن شرايينهم تبدو طبيعية وغير مسدودة. عادةً ما يُعالج هذا النوع من الاضطراب الوظيفي في القلب باستخدام حاصرات مستقبلات بيتا*، كما يُنصح المصاب بالراحة. يتضح أن الصحة النفسية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالصحة الجسدية؛ حيث لوحظ أثناء أزمة كورونا وارتفاع معدل الضغوط لمستوى لم يمر به الأغلب من قبل، أن معدل الإصابة بهذا الاضطراب ازدادت، كما طالت مدة بقاء المصابين في المستشفيات.

القلب المكسور حرفيًا

يشبه القلب المكسور التاكوتسوبو، وهو المرادف الياباني لوعاء صيد السمك. يصبح شكل القلب في هذه الحالة وكأنه كُسر فعلاً، حيث يتمدد البطين الأيسر إلى الخارج بشكل عنقي ضيق. أوجد أطباء يابانيون هذا التشخيص في عام ١٩٩٠، وأسموه متلازمة اعتلال عضلة القلب تاكوتسوبو.

من غير المفاجئ أن تسبب متلازمة القلب المكسور الوفاة، حتى لو كان سببها وفاة حيوان أليف. نشرت مجلة الاتحاد الطبي الأمريكي قصة سيدة توفت بعمر ٣٧ عامًا إثر إصابتها بمتلازمة القلب المكسور بعد وفاة كلبها. ليس الضغط مجرد لعبة ذهنية، بل قد يهزمنا جسديًا.

ضغوط الأعياد على القلب

صدمة فقد أحد الأحبة هي أحد أسباب متلازمة اعتلال القلب، ولكن ضغوط الأعياد قد تؤدي للإصابة بالمتلازمة أيضًا. قد تثقل فترات الأعياد كاهل الناس بالضغوط، وخصوصًا النساء، ففضلاً عن الضغوط اليومية المعتادة فهن يسعين أيضًا لخلق أجواء عيد مثالية للجميع.

إضافةً إلى ذلك، فإن أعداد المصابين بالنوبات القلبية الأخرى تزداد في أعياد الشتاء أكثر من أي وقتٍ آخر في السنة، حيث إن احتمالية الإصابة بالنوبة القلبية ترتفع بمعدل ٣٧٪ أثناء إجازة عيد الميلاد المجيد، كما ترتفع معلات الإصابة في رأس السنة كذلك. أشارت دراسة حديثة إلى أن حلويات العيد والأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية، والتي كانت الفارق بين مجموعتي المشاركين في الدراسة كانت بريئة من التسبب في النوبات القلبية، وإنما مستوى الضغوطات والمشاعر السيئة هي من شكلت الفارق.

قد تبدو أجسادنا قوية، لكن لابد من المحافظة على الصحة النفسية لتبقى صحية قدر الإمكان. إن سماحنا لأنفسنا بأن نغرق في مشاكل الآخرين، ونحمل ثقل الأرض على كواهلنا، ونتمسك بالأحقاد والغل، ونعيد التفكير مرارًا وتكرارًا في أخطاء الماضي، أو نخشى تحديات المستقبل فإن ذلك ما يؤدي بأجسادنا إلى التهلكة.

قدم لقلبك بداية جديدة

سواء أكنت تمر بوقت عصيب في علاقة ما أو تندب فقد عزيز أو كنت مثقلاً بما يتعين عليك فعله لجعل اليوم مميزًا للآخرين، فكن واعيًا بالضرر الذي يمكن أن تسببه حالتك النفسية على صحتك الجسدية. إن الأعراض التي تصاحب متلازمة القلب المكسور وقلب الأعياد مشابهة لتلك التي تصاحب النوبات القلبية، ولا يمكن التوصل لتشخيص حقيقي قبل الفحص الطبي للقلب. مازال السبب الفسيولوجي للمتلازمة غير مؤكد، ولكن الأبحاث تشير إلى أن البعض قد يكون حساسًا للهرمونات التي تفرز عند تلقي الصدمات كوفاة عزيز أو رفض شريك أو أي حدث مأساوي كالكوارث الطبيعية وخسارة الوظائف.

يمكن أن تكون الأعياد أيضًا سببًا لتدهور صحة القلب، فكن مستعدًا لإدارة الضغوطات بضبط صحتك النفسية منذ الآن.

نتطرق هنا لبعض الطرق لتحسين الصحة النفسية ووقاية القلب:

1. ادخل التأمل والاسترخاء إلى عاداتك اليومية

يساعد الوعي وتقدير اللحظة الحالية على التركيز على الحاضر وتلاشي الارتباط مع الماضي أو مخاوف المستقبل.

2. تناول حمية صحية غنية بالخضار والفواكه

وجدت الدراسات أن الحمية الصحية تؤثر بشكل إيجابي على المزاج والصحة النفسية، كما تقلل من مشاعر الاكتئاب والقلق.

3. مارس الرياضة بانتظام

إن لم تكن من محبي التمارين المنتظمة، فيمكنك المشي مع كلبك أو على المشاية الرياضية لتحصل على الفائدة، حيث ستقلل أيضًا من احتمالية الإصابة بالزهايمر.

4. اقضِ وقتًا مع من تهتم لأمرهم ويهتمون لأمرك

يلعب الدعم الاجتماعي دورًا هامًا في صحتنا، لذا اقضِ وقتًا مع أولئك الذين يحفزون المشاعر الإيجابية لديك حتى في خضم تداعي الحياة.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: بلقيس الصالح

تويتر: @sol_o_bella

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!