ذكر وليول خان وهو أستاذ علم الأمراض والطب الجزيئي في جامعة ماكماستر أنه قد يحفز الاستهلاك المُفرط لصبغة الطعام الألورا الحمراء احتمالية الإصابة بأمراض الأمعاء الالتهابية مثل: داء كرون والتهاب القولون التقرحي.

واستخدم الباحثون حيوانات التجارب لدراسة مرض التهاب الأمعاء ووجدوا أن التعرض المُستمر للألورا الحمراء آي سي يضر بصحة الأمعاء ويؤدي لالتهابها.

كما تُعطل الصبغة وظيفة جدار الأمعاء فورًا وتزيد من إنتاج السيروتونين، وهو هرمون أو ناقل عصبي موجود في الأمعاء، الذي يُغير بِنية البكتيريا النافعة التي تعيش فيها مُؤديًا إلى زيادة احتمالية الإصابة بالتهاب القولون.

وأعلن خان أن الألورا الحمراء (وتسمى أيضًا بالمُضافات الغذائية والألوان أحمر 40 FD&C Red 40 والطعام الأحمر17) هى المُكون الشائع استخدامه في الحلوى والمشروبات الغازية ومُنتجات الألبان وبعض الحبوب، وتستخدم هذه الصبغة لإضافة اللون والقوام للمواد الغذائية لجذب الأطفال إليها.

كما ازداد استخدام صبغات الطعام المُصنعة، مثل الألورا الحمراء على نحوٍ ملحوظ  خلال العقود الأخيرة الماضية، ولكن كان هناك القليل من الدراسات السابقة بشأن تأثير هذه الصبغات على صحة الأمعاء، وقد نشر خان وفريقه نتائجهم في مجلة نيتشر كوميونيكاشن Nature communications. ويعد يون هان (إريك) هون المُعِد الأول لهذه الدراسة، الذي حصل حديثًا على درجة الدكتوراه في معمل خان.

وقد صرح خان، وهو كبير مُعدي الدراسة، وأستاذ قسم الأمراض والطب الجزيئي والمُحقق الرئيسي في معهد فارنكوب لأبحاث صحة الجهاز الهضمي قائلًا: “توضح هذه الدراسة الآثار الضارة الكبيرة للألورا الحمراء على صحة الأمعاء وتُحدد أن السيروتونين الذي يفرز في الأمعاء هو العامل الأساسي المُسبب لهذه الآثار، كما أن لهذه النتائج تأثير هام في الوقاية ومُعالجة التهاب الأمعاء”.

وأضاف: “ما وجدناه كان مُدهشًا ومُفزعًا، حيث إن صبغات الطعام المُصنعة هى المُحفز الغذائي الذي يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض الأمعاء الالتهابية، كما يعد هذا البحث إثباتًا هامًا لتنبيه المُجتمع بشأن الأضرار المُحتملة لصبغات الأطعمة التي نستهلكها يوميًا”.

“وأشارت الدراسات السابقة إلى أن استهلاك الألورا الحمراء يسبب أيضًا بعض الحساسية والاضطرابات المناعة والمشاكل السلوكية في الأطفال، مثل اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه”.

وقال خان إن أمراض الأمعاء الالتهابية هى حالات التهابية مزمنة وخطيرة  تحدث في أمعاء الإنسان وتصيب ملايين الأشخاص عالميًا، في حين أن المُسببات الحقيقية لها ما زالت غير مفهومة حتى الآن، فقد أوضحت الدراسات أن خلل الاستجابة المناعية والعوامل الجينية وخلل بكتيريا الأمعاء والعوامل البيئية يمكنها أن تُحفز حدوثها.

وأضاف أنه يوجد تقدم كبير في السنوات الأخيرة في تحديد الجينات المسؤولة عن زيادة احتمالية الإصابة وفهم دور الجهاز المناعي وخلايا الأمعاء المُضيفة في حدوث ونشأة هذا المرض، بالرغم من تأخُر بعض التطورات المُشابهة في تحديد عوامل الخطر البيئية.

وَرَوى خان أن المُحفزات البيئية المُسببة لأمراض الأمعاء الالتهابية تشمل ما يلي: اتباع نظام الحمية الغذائية الغربية الذي يعتمد على تناول الدهون المُصنعة واللحوم الحمراء والأخرى المُصنعة والسكريات ونقص الألياف، وأوضح أن الحمية الغذائية الغربية والأطعمة المُصنعة تحتوي أيضًا على كميات كبيرة من الصبغات والمُضافات الغذائية.

وأضاف أن هذه الدراسة تُشير إلى وجود علاقة ما بين الاستخدام الشائع لصبغات الأطعمة وأمراض الأمعاء الالتهابية وأن هذا الأمر يستحق المزيد من الاستكشاف على الأصعدة التجربية والوبائية والسريرية.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: د. هالة عبد اللطيف السحيمي

مراجعة وتدقيق: زينب محمد