كيف تهدئ الأمهات أطفالهن المنزعجين؟

كيف تهدئ الأمهات أطفالهن المنزعجين؟

22 يوليو , 2022

ترجم بواسطة:

إيمان محمد بهائي

دقق بواسطة:

زينب محمد

يَعرف معظم الآباء هذا حتى إن لم يتمكنوا من إثباته: عندما يصبح الطفل منزعجًا، فإن أمه لديها قوة فريدة في تسكينه وتهدئته من خلال عناق محبة وبعض الكلمات الرقيقة الحنونة.

فيما يتعلق بالأشخاص العاديين، إنه أحد ألغاز الحياة، كما لو أنه سحر، وحتى في مجالات البحث في طب الأطفال وعلم الأعصاب السلوكي لا تُفهم هذه العملية جيدًا.

تختلف القصة أيضًا فيما يخص الأمهات الجدد اللائي يعانين اكتئاب ما بعد الولادة، والتي تؤثر على ما يصل إلى 20% من النساء التي تلد.

قال جون كرزيكوفسكي، زميل ما بعد الدكتوراه بقسم علم النفس مع مركز لامارش لبحوث الأطفال والشباب: “أظهرت دراسات لا تعد ولا تحصى أن الأمهات اللاتي يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة يكافحن لتهدئة أطفالهن المنزعجين، ومع ذلك ليس معروفًا كيف تنتقل إشارات الأمهات المهدئة إلى أطفالهن المنزعجين، وكيف لاكتئاب ما بعد الولادة أن يقاطع هذه العملية، أو إذا كان علاج الأمهات المكتئبات يمكنه أن يغير هذه الإشارات”.

“للتحقيق في ذلك فحصت أنا وفريقي الروابط بين الأم وفسيولوجيا الطفل عندما يكون الأطفال منزعجين”.

كرزيكوفسكي هو المؤلف الرئيسي لدراسة “اتبعوا القائد: الانتقال الفوري للدعم التنظيمي الفسيولوجي من الأمهات إلى الأطفال المنزعجين”.

فريق كرزيكوفسكي يتضمن أساتذة علم الأعصاب السلوكي: لويس أ. شميدت (ماكماستر)، ومارك أ. فيرو (جامعة واترلو)، بالإضافة إلى دكتور رايان ج. فان ليشوت أستاذ في الطب وباحث بعلم الأعصاب بماكماستر، عملوا مع مجموعتين من ثنائيات الأم _ الطفل: في مجموعة المقارنة: كلًا من الأمهات والأطفال أصحاء، في المجموعة الأخرى: الأمهات شُخصن باكتئاب ما بعد الولادة في غضون عام من الولادة.

أخضعت طريقة الدراسة الأمهات والأطفال لثلاث مراحل من الدراسة. في مرحلة اللعب: تلعب الأمهات مع أطفالهن كما يفعلون عادةً (كالغناء والتحدث واللمس)، في مرحلة الوجه الثابت: تلقت الأمهات تعليمات بعدم لمس أطفالهن أو التحدث إليهم مع الحفاظ على الاتصال بالأعين وتبني وجه خالٍ من التعابير كوجه البوكر، حتى يصاب الرضيع بالانزعاج والهياج، مرحلة لم الشمل النهائية هي محور الدراسة: هنا سُمح للأمهات بإعادة التواصل مع أطفالهن المنزعجين كما فعلوا في مرحلة اللعب.

خلال هذه المراحل راقب الفريق كلًا من الأم والطفل لقياس تقلب معدل ضربات القلب يسمى اضطراب النُظم الجيبي التنفسي، وهو مؤشر معروف للحالة العاطفية للفرد.

بمرحلة لم الشمل: راقب الباحثون هذه القراءات بحثًا عن دليل لحلقة مردود الفعل لإشارات معدل ضربات القلب المتبادلة التي تمر بين الأم والطفل.

اُختبرت المجموعات بهذه الطريقة مرتين: المرة الأولى من أجل وضع معايير أساسية ثم بعدها المرة الثانية، بعد عدة أسابيع، بعد أن تلقت الأمهات المصابات باكتئاب ما بعد الولادة العلاج السلوكي المعرفي لوحظ أنهن يستفدن منه في تحسين حالتهن العاطفية.

في مجموعة المقارنة الصحية: وجد فريق كرزيكوفسكي أن تغيرات معدل ضربات قلب الأمهات كما قيست خلال قراءات اضطراب النُظم الجيبي التنفسي سبقت أولئك في الأطفال، مما يشير إلى أنهم كانوا يقودون ما يسميه كرزيكوفسكي “الرقصة المهدئة”.

وعلى النقيض من ذلك، المجموعة المصابة باكتئاب ما بعد الولادة كان الأطفال هم من قادت إشاراتهم الفسيولوجية هذه الرقصة، ولكن بعد العلاج السلوكي المعرفي تحسنت الإشارات الفسيولوجية للأمهات المصابات باكتئاب ما بعد الولادة لدرجة أنهم قادوها ذهابًا وإيابًا تمامًا كما كان لدى الأمهات الأصحاء.

قال كرزيكوفسكي: “تمثل هذه النتائج طفرة في ما كان مجهولاً منذ فترة طويلة في علم الأعصاب السلوكي”.

“توضح هذه الدراسة تجريبيًا للمرة الأولى، أن الفسيولوجيا المتزامنة بين الأمهات والأطفال تلعب دورًا في تهدئة الأطفال المنزعجين. وكذلك علاج اكتئاب ما بعد الولادة بالعلاج السلوكي المعرفي يمكنه أن يحسن نمط التزامن وبالتالي زيادة قدرة الأمهات على تهدئة أطفالهن المنزعجين”.

“لذا نعرف الآن أكثر قليلاً مما كنا من قبل حول كيفية انتقال الإشارات المهدئة فوريًا على نطاق لحظة بلحظة بين الأمهات والرضع”.

يدعو البحث إلى إجراء دراسات مستقبلية لاختبار ما إذا كان التحسن في التأثيرات المهدئة بحلقة مردود الفعل في اضطراب النُظم الجيبي التنفسي مرتبطة مصادفةً بالعلاج السلوكي المعرفي للأمهات المصابات باكتئاب ما بعد الولادة.

قال كرزيكوفسكي: “بسبب دراستنا القائمة على الملاحظة، لا يمكننا التأكيد قطعيًا بأن التغييرات الإيجابية كانت على وجه التحديد بسبب العلاج السلوكي المعرفي. الاثنان مرتبطان ولكن يمكن أن تتواجد عوامل خارجية، على سبيل المثال، الطرق المحددة التي تستخدمها الأم لتهدئة أطفالها كالغناء والتحدث واللمس. لكننا نريد أن تحصل المزيد من النساء على علاج اكتئاب ما بعد الولادة. ونأمل أن من خلال إظهار السببية والفعالية زيادة فكرة أن هذه البرامج يمكن أن تفيدهم”.

المصدر: https://medicalxpress.com

 ترجمة: إيمان محمد

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!