وجدت دراسة جديدة أجراها باحثون في Intermountain Healthcare أنه قد يكون هناك خيار علاجي أفضل وأكثر أمانًا لقسم الطوارئ والمرضى في المستشفيات من المحلول الملحي، والذي يستخدم كسائل وريدي وهو أحد العلاجات الطبية الأكثر وصفًا في الولايات المتحدة.

في دراسة جديدة لما يقرب من 150.000 مريض في المستشفى، وجد باحثو Intermountain Healthcare أن المرضى الذين تلقوا محلول رينجر (LR) بدلاً من المحلول الملحي العادي للسوائل الوريدية كان لديهم خطر أقل لإصابة الكلى والوفاة مما كانوا عليه عندما أُعطوا المحلول الملحي.

يُستخدم المحلول الملحي لتعويض السوائل المفقودة وإيصال الأدوية وغسل الجروح وإدامة المرضى أثناء العمليات الجراحية، لطالما كان هو المعيار للسوائل الوريدية مع أكثر من 200 مليون لتر تُعطى لمرضى المستشفيات سنويًا في الولايات المتحدة – واحد من أكثر العلاجات الطبية الموصوفة في البلاد.

وجد باحثو Intermountain أن المرضى الذين أُعطوا محلول رينجر اللاكتاتي لاستبدال السوائل بديلاً للمحلول الملحي انخفض لديهم خطر إصابة الكلى والوفاة بنسبة 2.2٪.

قال جوزيف بليدسو، الباحث الرئيسي في الدراسة ومدير أبحاث طب الطوارئ لمركز Intermountain Healthcare: “قد لا يبدو هذا فرقًا كبيرًا، لكن بالنظر إلى عدد المرضى الذين يتلقون السوائل الوريدية يوميًا، فقد يؤدي ذلك إلى تحسن كبير في النتائج الصحية. بالنسبة إلى نظامنا الصحي وحده، هناك 3000 شخص كل عام قد يتجنبون المضاعفات الناجمة عن المحلول الملحي العادي، دون أي تكلفة إضافية”.

في دراسة Intermountain واسعة النطاق، والتي نُشرت نتائجها في JAMA Network Open، شجع الباحثون الأطباء، من خلال التعليم وتنبيهات إدخال الطلبات الإلكترونية، على استخدام محلول رينجر اللاكتاتي بدلاً من المحلول الملحي للعلاج بالسوائل الوريدية.

 المحلول الملحي هو مزيج من كلوريد الصوديوم والماء بتركيز 9 جرامات من الملح لكل لتر (0.9%) وهي مستويات أعلى من الدم، ويُعرف عادةً باسم المحلول الملحي العادي.

تًشير الأدلة المتزايدة إلى أن المحلول الملحي العادي عن طريق الوريد يُزيد من خطر الإصابة بالحماض الاستقلابي، وإصابة الكلى الحادة، والوفاة. يفسر الباحثون ذلك  لاحتواء المحلول الملحي العادي على مستويات أعلى من الكلوريد وكونه أكثر حمضية قليلاً من السوائل في جسم الإنسان.

يحتوي محلول رينجر اللاكتاتي والمحلول الملحي العادي على مكونات مختلفة تؤثر على طريقة عملها في الجسم. يُستخدم كلاهما لاستبدال السوائل والإلكتروليتات في مرضى المستشفى الذين يعانون من انخفاض كمية أو ضغط الدم.

يحتوي محلول رينجر اللاكتاتي على إلكتروليتات تشبه بلازما الدم أكثر من المحلول الملحي. محلول رينجر اللاكتاتي، وهو نوع من البلورات المتوازنة، أقرب إلى الرقم الهيدروجيني للسائل البشري ولم يُظهر نفس المخاطر المرتبطة بإصابة الكلى، تماشيًا مع دراسات سابقة أصغر.

شملت الدراسة 148423 مريضًا بالغًا حُجزوا بقسم الطوارئ أو وحدات المرضى المقيمين في 22 مستشفى Intermountain Healthcare في يوتا وأيداهو بين 1 نوفمبر 2018 و29 فبراير 2020.

في غضون 30 يومًا بعد العلاج، وجد الباحثون انخفاضًا بنسبة 2.2٪ في أحداث الكلى العكسية الرئيسية، بما في ذلك الخلل الكلوي المستمر، والبدء الجديد في غسيل الكلى، والوفاة في المرضى الذين أُعطوا محلول رينجر اللاكتاتي بدلاً من المحلول الملحي العادي أثناء العلاج بقسم الطوارئ أو بالمستشفى.

كان التأثير أكبر على المرضى الذين يعانون من تعفن الدم والعدوى الشديدة. والمرضى الذين تلقوا المزيد من السوائل كجزء من علاجهم. لا يستفيد جميع المرضى من محلول الرينجر اللاكتاتي، ولا سيما المرضى الذين يعانون من إصابات في الدماغ قد يستمرون في الاستفادة من المحلول الملحي العادي، ولكن هناك حاجة إلى مزيدٍ من الدراسات.

قرر الباحثون قبل الدراسة، تلقى ما يقرب من 25٪ من المرضى محلول رينجر اللاكتاتي، وحصل 75٪ منهم على المحلول الملحي العادي. بعد ذلك، انقلبت النسب إلى 25٪ يتلقون محلول ملحي عادي و75٪ محلول رينجر اللاكتاتي.

وجد الباحثون أن التنبيهات في نظام الطلب الإلكتروني Intermountain كانت أكثر فعالية في تغيير عادات الأطباء من الاعتماد على التعليم.

وأضاف دكتور بليدسو: “نظرًا لنجاح التنبيهات في إجراء هذا التغيير، يمكن تكرار نجاحنا في أنظمة صحية أخرى وإتاحة الفرصة للتحسين المستمر. بالنظر إلى نطاق هذه الدراسة ونجاحها بالإضافة إلى الدراسات السابقة، يجب على المستشفيات في جميع أنحاء البلاد إعادة النظر في ما تستخدمه للسوائل الوريدية أيضًا”.

في مقال افتتاحي حول هذه النتائج نُشر في نفس العدد من JAMA Network Open، كتب ماثيو دبليو سيملر، دكتوراه في الطب وماجستير،  أستاذ مساعد في الطب في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت، أن الدراسة “تثير أسئلة مهمة حول الاختيار بين محلول رينجر اللاكتاتي والمحلول الملحي، وعلى نطاق أوسع، كيف ينبغي لنا أن نتخذ خيارات قائمة على الأدلة بين بدائل العلاج المتاحة والمستخدمة بشكل شائع في الرعاية الحرجة”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: ميرنا عماد

مراجعة وتدقيق: زينب محمد