المقص الجيني واكتشافه لنقطة هجوم ضد سرطان الخصية

المقص الجيني واكتشافه لنقطة هجوم ضد سرطان الخصية

17 أبريل , 2023

ترجم بواسطة:

شيماء مجدي

دقق بواسطة:

زينب محمد

تمكن الباحثون مؤخرًا في المستشفى الجامعي في بون الألمانية من معرفة آلية فشل العلاج بدواء سيسبلاتين وسبب مقاومة سرطان الخصية له. ومن خلال استخدام تقنية كريسبر أو المقص الجيني؛ توصَلوا إلى الجين المسبب لتلك المشكلة وهو (NAE1 ) وإيقاف عمل ذلك الجين باستخدام مركب عُرف مؤخرًا وهو (MLN4924)، لم يحافظ على تأثير السيسبلاتين فقط بل ساهم أيضًا في قتل خلايا الأورام تمامًا. نُشرت تلك الدراسة في المجلة العلمية الدورية (بريتيش جورنال أوف كانسر).

يُعد سرطان الخصية أكثر الأنواع شيوعًا في الشباب. وهو يُعرَف أيضًا بأورام الخلايا الجرثومية بالخصية. يوقف السيسبلاتين نمو تلك الخلايا السرطانية ثم تموت، ذلك لأن العقّارات التي توقف نمو الخلايا؛ تسبب تدمير للمادة الوراثية الموجودة بالخلية وبالتالي تتوقف الدورة الخلوية وينتهي الأمر بموتها.

أوضح د.هوبرت  شورلي من معهد علم الأمراض بجامعة بون قائلاً: “تُرسل إشارة تنبيهية إلى الخلية وتتضمن أوامر بالانتباه والإصلاح وأمر بعدم الانقسام”. وأضاف أنه يوجد جينات مثبطة للورم توقف نمو تلك الخلايا حتى يتم إصلاحها. وأن فرص نجاح العلاج بذلك العقّارعالية بين مرضى سرطان الخصية. لكن ظهرت حالات حدث فيها مقاومة للسيسبلاتين، مما أدى إلى انخفاض معدل النجاة.

النشاط الزائد لجين (NAE1) وتأثيره على نمو الخلايا

استخدم فريق البحث بجامعة بون تقنية كريسبر أو المقص الجيني للتوصُّل إلى السر وراء تلك المقاومة. فقاموا بتنشيط كل جين في تلك الخلايا السرطانية. ثم عولِجت تلك الخلايا المُعدَّلة وراثيًا بعقّار سيسبلاتين، بعد ذلك تم انتقاء الخلايا التي قاومت العقّار؛ مما يدل على فشله في إيقاف نمو تلك الخلايا.

وأضاف كاي فيونك، وهو المؤلف الأول للدراسة ومن طلاب الدكتوراه لدى دكتور شورل، أن من خلال تحليل الحمض النووي لتلك الخلايا تمكنوا من تحديد الجينات المسؤولة عن تلك المقاومة. وذكر أنه لم يكن من المتوقَع أن يكون جين (NAE1) له دور في تلك المقاومة. ذلك الجين هو المنظم لعملية حيوية تحدث في الجسم تُعرَف باسم (neddylation cascade) -وهي عملية حيوية يرتبط فيها نوع معين البروتينات ببروتين آخر لتكسيره.

مهم جدًا أن تتحكم الخلية في نوع البروتينات المتكونة فيها وكذلك كميتها، بالإضافة إلى التحكم في التكسير المستهدف لتلك البروتينات. مشكلة المقاومة نتجت بسبب أن البروتينات المتحكمة في إيقاف نمو الخلايا، دمرتها عملية (neddylation cascade).

و أضاف د. شورل أن سبب النشاط الزائد لتلك العملية هو التنظيم الجيني الزائد لجين (NAE1). ذلك يعني أن ذلك الجين يُستخدم استخدامًا زائدًا عن الطبيعي من أجل إنتاج البروتينات المسؤولة عن عملية (neddylation cascade) التي بدورها تكسر الفرامل المتحكمة في نمو الخلايا، لذا نمو الخلية السرطانية لا يتوقف حتى باستخدام سيسبلاتين.

الحل لزيادة حساسية الخلايا الجرثومية بالخصية للسيسبلاتين

يكمن الحل لتلك المعضلة في إيقاف عملية (neddylation)؛ مما يؤدي إلى تراكم البروتينات المثبطة لنمو الخلايا لذا يتوقف انقسام الخلايا السرطانية. ذلك تم باستخدام بروتين (MLN4924) المثبط لجين (NAE1) وكانت النتيجة إيجابية وبالفعل رجعت حساسية الخلايا لسيسبلاتين. ووجود آثار جانبية قليلة بسبب عدم تأثر خلايا النسيج الضام بالعلاج؛ أعطى أملًا للباحثين أن يكون التأثير الإضافي لتثبيط جين (NAE1) مع السيسبلاتين خيار جديد لعلاج سرطان الخصية.

قال البروفيسور شورل: “نوضح هنا للمرة الأولى استخدام عملية (neddylation) كهدف لعلاج أورام الخلايا الجرثومية بالخصية. وتُجرى حاليًا تجارب سريرية للاستفادة من ذلك العلاج في أنواع أخرى من الأورام. فاستخدام (MLN4924) مع سيسبلاتين أظهر نجاحًا في علاج سرطان البنكرياس”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: د. شيماء مجدي

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!