قد يساعد التعليم والوظيفة والحياة الاجتماعية على حماية العقل من التدهور المعرفي

قد يساعد التعليم والوظيفة والحياة الاجتماعية على حماية العقل من التدهور المعرفي

31 أغسطس , 2022

ترجم بواسطة:

سهير محمد

دقق بواسطة:

زينب محمد

لماذا لا يُظهر بعض الأشخاص الذين لديهم لويحات من بروتين الأميلويد في المخ، المرتبط بمرض الزهايمر، أي علامات للإصابة بالمرض، بينما يعاني آخرون من مشاكل في الذاكرة والتفكير رغم أن لديهم نفس العدد من اللويحات؟ نظر العلماء في العلامات الجينية والحياتية التي قد تساعد في خلق احتياطي معرفي قد يقي من المرض. وقد نُشرت هذه الدراسة في النشرة الدورية لعلم الأعصاب بتاريخ 3 أغسطس 2022.

وتوصلوا إلى أن عوامل، مثل المشاركة في النوادي والأنشطة الرياضية أو الفنية على مدار مرحلة التعليم حتى عمر 26، والوظيفة والقدرة على القراءة، قد تؤثر على الاحتياطي المعرفي للمخ. وتقترح الدراسة أن الاستمرار في التعلُّم على مدار الحياة قد يساعد على حماية المخ، وهو أمر صحيح حتى مع الحاصلين على معدلات أقل باختبارات المعرفة أثناء مرحلة الطفولة. وقد أوضحت دراسات سابقة أن الحاصلين على معدلات قليلة في الطفولة أكثر عرضة لتدهور معرفي أكثر حدة من أصحاب المعدلات العالية.

تقول مؤلفة الدراسة دورين كادار، الحاصلة على درجة الدكتوراة من مدرسة طب برايتون وسوسيكس في المملكة المتحدة، “هذه النتائج مثيرة لأنها تشير إلى أن القدرة المعرفية تخضع لعوامل على مدار حياتنا، بالإضافة إلى المشاركة في أسلوب حياة نشط عقليًا واجتماعيًا وجسديًا لتأخير الإصابة بالتدهور المعرفي والخَرَف.. ومن المشجع أن نكتشف أن بناء الاحتياطي المعرفي للشخص قد يحبط التأثير السلبي للإدراك المنخفض في مرحلة الطفولة لمن يحتمل استفادتهم من مرحلة طفولة قوية ويحققون مرونة عقلية أقوى حتى عمر متقدم”.

شملت الدراسة 1184 شخص ولدوا في عام 1946 في المملكة المتحدة. وخضعوا لاختبارات عندما كان عمرهم ثماني سنوات ولاختبارات مماثلة عندما بلغوا 69 عامًا. جمع مؤشر الاحتياطي المعرفي بين أشخاص بمرحلة التعليم بعمر 26، ومشاركين في أنشطة ترفيهية مقوية بعمر 43 وأشخاص بسن العمل حتى عمر 53. واختُبرت قدرتهم على القراءة بعمر 53 عامًا كمقياس لتعلمهم على مدار حياتهم بعيدًا عن التعليم والعمل.

وكانت النتيجة الكلية العظمى للاختبار المعرفي للمشاركين بعمر 69 هي 100 نقطة. أما متوسط النتيجة لهذه المجموعة فكان 92 نقطة، إذ كانت أقل نتيجة 53 نقطة، وأعلى نتيجة 100 نقطة.

اكتشف الباحثون أن المهارات المعرفية الأعلى بمرحلة الطفولة، ومؤشر الاحتياطي المعرفي الأعلى والقدرة على القراءة، ترتبط جميعًا بالحصول على درجات أعلى في الاختبار المعرفي بعمر 69. واكتشفوا أيضًا أن مع كل ارتفاع بمعدل نقطة واحدة في نتائج الاختبارات في مرحلة الطفولة، كان هناك ارتفاع بمعدل 0.10 نقطة في الاختبار الإدراكي في السن المتقدمة. فمع كل نقطة إضافية في مؤشر الاحتياطي المعرفي، ارتفعت نتائج الإدراك بمعدل 0.07 نقطة، ومع كل نقطة إضافية في القدرة على القراءة، ارتفعت نتائج الإدراك بمعدل 0.22 نقطة في المتوسط.

وحقق الأشخاص الحاصلون على درجة البكالوريوس أو مؤهلات تعليمية أعلى 1.22 نقطة أكثر من غير الحاصلين على تعليم رسمي. أما من شاركوا في ست أنشطة ترفيهية أو أكثر مثل فصول تعليمية للبالغين ونوادي وعمل تطوعي وأنشطة اجتماعية وأعمال بستنة، فقد حققوا متوسط 1.53 نقطة أعلى ممن شاركوا فيما يصل إلى أربعة أنشطة ترفيهية. ومن كانوا يعملون بمستوى محترف أو متخصص فقد حققوا متوسط 1.5 نقطة أعلى من العاملين في وظائف بمهارات جزئية أو بدون مهارات.

اكتشفت الدراسة أيضًا أن الأشخاص الحاصلين على مؤشرات أعلى للاحتياطي المعرفي والقدرة على القراءة، لم تقل نتائج اختبارات الإدراك لديهم بنفس السرعة لدى الأشخاص ذوي النتائج المنخفضة، بغض النظر عن نتائج اختباراتهم بعمر الثامنة.

كتب دكتور مايكل سكنايدر بيري الحاصل على درجة الدكتوراة من مدرسة اكاهن للطب في ماونت سيناي، نيويورك مقدمة عن الدراسة قال فيها: “من وجهة نظر الصحة العامة والمجتمعية، قد تكون هناك فوائد عميقة طويلة الأجل من الاستثمار في التعليم العالي، وتوسيع الفرص للأنشطة الترفيهية وتوفير أنشطة تحدي معرفي لمن يعملون في وظائف بمهارات أقل بصفة خاصة”.

باختصار تقول هذه الدراسة أن من استمروا في التعلم حتى عمر 69 قد يكونون أصحاء أكثر ويتمتعون بمهارات تفكير أفضل كليًا ويستفيدوا اجتماعيًا أكثر ممن لم يكملوا دراستهم. لذلك قد لا تعكس الدراسة عامة السكان.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: سهير محمد

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!