تحذير من تحطيم المحيطات لرقم قياسي آخر في درجة الحرارة لعام 2022

تحذير من تحطيم المحيطات لرقم قياسي آخر في درجة الحرارة لعام 2022

7 فبراير , 2023

ترجم بواسطة:

آية العوادلي

دقق بواسطة:

زينب محمد

عام آخر وتحطيم لرقم قياسي آخر للمناخ. في عام 2022 قام فريق دولي من العلماء بقياس أعلي درجة حرارة للمحيطات العالمية في تاريخ البشرية.

مما جعل عام 2022 العام السابع على التوالي الذي حطمت فيه درجة حرارة المحيطات أرقام قياسية جديدة.

يستند هذا التسجيل إلي جدولين زمنيين لبيانات عن درجة حرارة المحيطات والتي تعود للخمسينات من القرن الماضي. نفذ باحثو الحكومة بالولايات المتحدة الأمريكية أحدهما، والآخر نفذه باحثو الحكومة في الصين.

تُظهر كلتا المجموعتين من البيانات أن مياه المحيط التي تصل إلى عمق 2,000 متر (حوالي  6600 قدم) تمتص الآن 10 زيتاجول (ZJ) من الحرارة أكثر مما كانت عليه في عام 2021. وهذه طاقة تزيد بمئات المرات عن فاتورة استهلاك الكهرباء للعالم كل عام.

وبوجود ما يسمى السعة الحرارية النوعية يمكن للماء بصفة استثنائية امتصاص كميات ضخمة من الطاقة الحرارية دون الارتفاع بشكل سريع في درجة حرارتها. علاوةً علي ذلك، فالمحيطات تحتوي على كميات كبيرة من الماء. ولكن تخزين 10 (ZJ) بواسطة خزان في المحيط لن يخلو من العواقب.

فالمحيطات العالمية على وجه الأرض تمتص حوالي 90% من نسبة الحرارة الزائدة في غلافنا الجوي. وهذا التأثير يغير بشكل أساسي الكثافة والقوى الحركية والهيكلة للمحيط كتأثير امتصاص الإسفنج للماء.

وصل التباين بين ملوحة المحيطات اليوم إلى أعلى مستوياته على الإطلاق. يقول العلماء إن المياه في كلٍ من المحيط الهادي وشرق المحيط الهندي تزداد في عذوبتها بينما مياه منطقة خط العرض المتوسط للمحيط الأطلسي ومياه البحر الأبيض المتوسط وغرب المحيط الهندي تزداد ملوحة.

وأشار علماء المناخ في الأكاديمية الصينية للعلوم أن المناطق المالحة تزداد ملوحة والمناطق العذبة تصبح أكثر عذوبة؛ بسبب التزايد المستمر في شدة الدورة الهيدرولوجية (حركة الماء على الأرض وداخلها وفوقها).

فمن حيث المبدأ يشير هذا إلى أن طبقات مياه المحيط لا تختلط كالمعتاد، مما أدى إلى اضطراب في الدورة الطبيعية للحرارة والكربون والأكسجين في الغلاف الجوي أعلى  من مياه المحيط.

فعلى سبيل المثال في عام 2022 وصلت الحرارة في مسافة 2000 متر فوق سطح المحيط الهادي إلى مستوى قياسي “بفارق كبير”  فكما أوضح الباحثون أن هذا ساعد في ظهور ظواهر مناخية كارثية كموجات الحرارة الشديدة ونقص الأكسجين وظهور خطر كبير على الحياة البحرية في هذه المنطقة”.

على الأرجح أن نقص اختلاط طبقات مياه المحيط تسبب في ظهور مساحة واسعة ومستمرة في الاتساع من الماء الدافئ في منطقة شمال غرب المحيط الهادئ والتي بدأت في الانتشار في عام 2013 مهددة لحياة كلٍ من الطيور والحياة البحرية لأعوام قادمة.

في عام 2022 وصلت درجة حرارة هذه المنطقة من المحيط إلى ثالث أعلى مستوى لها على الإطلاق وهذا يعني أننا لن نستطيع تحديد الحد النهائي لدرجة حرارة هذه المنطقة من الماء.

وليست الحياة البحرية وحدها التي تعاني من هذه الظاهرة.                                                                      

فالمحيط والغلاف الجوي مترابطين بشكلٍ وثيق، وهذا يعني أنه كلما أصبحت المياه أكثر حرارة وملوحة سيؤثر هذا بقوة على أنماط الطقس العالمية وارتفاع مستوى البحر.

فإذا استحوذت المياه الأعلى في درجة الحرارة والأكثر ملوحة على طبقات أكثر من المحيط سيؤدي ذلك إلى خطر عدم قدرة المحيط على امتصاص أكبر قدر من الكربون كما هو معتاد وستتركز الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري، مما سيؤدي إلى تأثُر المناخ بشدة.

سُميت المسطحات المائية على وجه الأرض “بالحليف الأكبر ضد تغيرات المناخ” وذلك لأنها تعمل كسترة مضادة للرصاص ضد أسوأ الكوارث المناخية ولكن لم يعد هناك سوى القليل من الضربات التي يمكن أن يتصدى لها المحيط قبل انهياره.

وبالرغم من توالي التحذيرات، لم يتم اتخاذ سوى إجراءات محدودة للحد من الزيادة المستمرة في انبعاث الغازات المسببة للانبعاث الحراري مما يعني استمرار امتصاص المحيط للتلوث المتزايد لدينا.

فمنذ عام 1980 وجد الباحثون أن هناك زيادة بمعدل ثلاثة إلى أربع أضعاف في مستوي درجة حرارة المحيط. وفي عام 2022 وُجِد أن مستوى قياس التقسيم الطبقي لمياه المحيط يعد من بين المراكز السبعة الأولى المسجلة.

يقول عالم المناخ مايكل مان من جامعة بنسلفانيا: “حتى نصل إلى أن يكون صافي الانبعاثات صفر، سيستمر ارتفاع درجة الحرارة وسنستمر في تحطيم الأرقام القياسية لدرجة حرارة المحيطات كما فعلنا هذا العام”.

وأضاف: “يشكل تحسين وعينا بالمحيطات وفهمنا لها أساسًا للإجراءات المتخذة لمكافحة تغير المناخ”.

فالمناخ القاسي هو واقعنا ومستقبلنا ومدى قسوته هو أمر متروك لنا.

نُشرت الدراسة في دورية Advances in atmospheric sciences

المصدر: https://www.sciencealert.com

ترجمة: آية العوادلي

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!