crossorigin="anonymous">
29 أكتوبر , 2022
كشفت دراسة حديثة عن دور هرمون “الأكسيتوسين”، الذي يُلقب أحيانًا بهرمون الحب، في تضميد القلوب المجروحة، وذلك من تجارب أجريت على الخلايا البشرية وسمك الزرد. وجد العلماء أن المخ يُنشط الهرمون للمساعدة علي التئام الأنسجة بعد الإصابة.
ويُمكن الاستفادة من هذه النظرية مستقبلاً في الطرق العلاجية للنوبات القلبية كما أشار الباحثون، وعلى الرغم من التجارب العملية لهذه الدراسة، إلا أنها لاتزال نظرية قد تكون بعيدة كل البعد عن التنفيذ.
يُلقب هرمون الأكسيتوسين بهرمون الحب أو بهرمون العناق، حيث يرتفع مستواه عند عناق الناس لبعضهم البعض، مما يجعل له دورًا فعالاً في تشكيل الروابط الاجتماعية والثقة المتبادلة بين الناس.
كما أن له وظائف أخري في الجسم ذكرتها مراجعة منشورة في دورية Frontiers in psychology بعام ٢٠٢٠، مثل تحفيز سرعة الانقباضات عند الولادة وتحفيز إدرار اللبن من أجل الرضاعة، بالإضافة إلى أنه يساعد في وقاية الأوعية الدموية والقلب من انخفاض ضغط الدم وحدوث التهاب أو انتشار الجزيئات الحرة (ناتج ثانوي من عملية أيض الخلايا الطبيعية).
نُشرت دراسة جديدة في دورية Frontiers in cell and Development biology
تُسلط الضوء علي الفوائد المحتملة لهرمون الأكسيتوسين، المُكتشفة من خلال التجارب على أسماك الزرد؛ حيث يلعب دورًا أساسيًا في التئام الجروح، واستبدال الخلايا العضلية القلبية الميتة والمصابة، فضلاً عن تحفيز انقباضات القلب. وقد أشارت نتائج سابقة لتجارب أجريت على خلايا بشرية أنه قد تحدث نفس الفوائد في البشر، في حال الحصول على الهرمون بالجرعة الكافية وفي التوقيت المناسب.
لاحظ القائمون على الدراسة في تقاريرهم إمكانية القلب المحدودة في تجديد، واستبدال الأنسجة الميتة والتالفة، لكن تشير العديد من الدراسات أنه إذا أصيب القلب بنوبة قلبية على مثال، فإن مجموعة فرعية من خلايا الغشاء الخارجي للقلب (التامور) تُعرف باسم (النخاب) تتحول إلي خلايا جديدة، والتي تنتقل إلي أنسجة القلب، حيث تتواجد في العضلات لتتحول إلي خلايا شبيهة بالخلايا الجذعية، والتي تشكل عدة أنواع من خلايا القلب، من بينها الخلايا العضلية (cardiomyocytes).
أوضح مؤلفو الدراسة في بيان: “هذه العملية دُرست بتوسع في الحيوانات، وتُشير الدلائل أنها تحدث في البشر البالغين أيضًا، ولكن للأسف إذا حدثت هذه العملية في البشر، فستكون النتيجة غير فعالة، حيث ينتج عدد قليل من الخلايا المسؤولة عن تعزيز عملية تجديد الأنسجة عند حدوث النوبات القلبية. كما أشار الباحثون أنه بطريقةٍ ما تتحول الخلايا النُخابية إلي خلايا عضلية قلبية.
أوضح مؤلفو الدراسة أنه بإمكان العلماء جعل القلب يُجدد نفسه ذاتيًا بعد الإصابة مباشرةً.
كشف مؤلفو الدراسة أنهم باستطاعتهم تحقيق قفزة سريعة للخلايا البشرية المُختبرة، وذلك بتعريضها للأكسيتوسين، حيث قاموا بفحص ١٤ هرمون آخر من صنع المخ، وتبين أن لا أحد منهم يستطيع تحفيز الخلايا الشبيهة بالخلايا الجذعية المطلوبة؛ لإنتاج خلايا جديدة لعضلة القلب وذلك طبقًا للبيان.
واصل الفريق إجراء التجارب علي أسماك الزرد، وهي سمكة في عائلة المينو المعروفة بقدرتها علي تجديد أنسجة جسمها بطريقة تثير الإعجاب وتشمل: ( المخ – العظام – القلب).
وفي غضون ثلاثة أيام من الإصابة بالأمراض القلبية، وجدوا أيضًا أن مخ الأسماك يبدأ في ضخ هرمون الأكسيتوسين بكمية غير مسبوقة، وإنتاج معدل أكثر ٢٠ مرة قبل الإصابة، ويتصل الهرمون بمستقبلات القلب عند الانتقال إليه، لتبدأ عملية تحويل الخلايا النخابية إلي خلايا عضلية جديدة.
اختتم مؤلفو الدراسة موضحين أن هذه النتائج ستساعد في تطوير طرق علاجية جديدة؛ لدعم عملية تعافي المرضي من الإصابة بالنوبات القلبية، وتجنب حدوث قصور للقلب.
وقد تتضمن الطرق العلاجية، أدوية تحتوي علي الأكسيتوسين أو جزئيات يمكنها الاتصال بمستقبلات الهرمون.
وأوضح كبير المؤلفين أيتور أغيري، أستاذ مساعد في قسم الهندسة الطبية الحيوية بجامعة ولاية ميشيغان في بيان: “وأخيرًا، نحتاج إلي التركيز على هرمون الأكسيتوسين لدي البشر بعد الإصابة بالأمراض القلبية”.
خلاصة القول أن إجراء التجارب قبل السريرية علي الحيوانات، والتجارب السريرية علي البشر ضرورية للمضي قدمًا.
المصدر: https://www.livescience.com
ترجمة: جهاد محمد البلتاجي حسين
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً