توضح دراسة جديدة كيفية علاج حالة خطيرة قد تسبب توقف مفاجئ لعمل الكليتين عن طريق عقارات حالية.

وجد العلماء -في دراسة بالفئران- أن العلاجات المستخدمة عادةً لعلاج الذبحة الصدرية وضغط الدم المرتفع تمنع معظم الضرر الذي يلحق بالكلى والجهاز القلبي الوعائي نتيجة للإصابة بالقصور الكلوى الحاد.

يأمل الخبراء أن تمهد النتائج الطريق لعقار مُطوَّر لعلاج القصور الكلوى الحاد، وهي حالة مرضية شائعة تحدث تقريبًا في 20% من حالات الدخول لقسم الطوارئ بالمستشفى في المملكة المتحدة.

تحدث هذه الحالة عادةً بسبب أمراض أخرى تقلل تدفق الدم للكلى، أو بسبب تسمم ناتج عن بعض العقارات.

يجب أن يُعالَج القصور الكلوى الحاد سريعًا لتجنب الوفاة. قد يسبب القصور الكلوى الحاد ضررًا طويل الأمد للكليتين والجهاز القلبي الوعائي حتى ما إذا تعافت الكليتان.

تبقى نسبة 30% مصابة بالمرض الكلوي المزمن من هؤلاء المرضى الذين ينجون من نوبة القصور الكلوى الحاد. بينما تظل نسبة 70% الباقية التي تسترجع وظائف الكلى كاملةً عرضةً بمعدل 30 ضعفًا تقريبًا لخطر الإصابة بالمرض الكلوي المزمن.

وجد فريق بجامعة إدنبرة أن المرضى المصابين بالقصور الكلوي الحاد لديهم معدلات مرتفعة في الدم من الإندوثيلين-هو بروتين ينشط الالتهاب ويسبب انقباض الأوعية الدموية. تبقى معدلات الإندوثيلين مرتفعة بعد فترة طويلة من تعافي وظائف الكلى.

عالج الخبراء الحيوانات بواسطة عقارات تعيق الإندوثيلين، بعد أن وجدوا نفس الارتفاع في معدله في الفئران المصابة بالقصور الكلوى الحاد. تعمل العقارات التي تستخدم عادةً لعلاج الذبحة الصدرية وضغط الدم المرتفع عن طريق وقف إنتاج الإندوثيلين أو تعطيل مستقبلات الإندوثيلين في الخلايا.

تُراقَب الفئران طيلة فترة أربعة أسابيع بعد الإصابة بالقصور الكلوى الحاد. كان لدى الفئران التي عولجت بالعقارات المحصرة للإندوثيلين ضغط دم منخفض، والتهاب أقل، وندبات أقل بالكلى.

كانت أوعيتهم الدموية أكثر استرخاءً وتحسنت أيضًا وظيفة الكلى مقارنةً بالفئران غير المعالجة.

نُشِرَت هذه الدراسة بمجلة ساينس ترانزليشنال ميديسن Science Translational Medicine.

قال د. بين داون -المحاضر الإكلينيكي والاستشاري الشرفي لأمراض الكلى بمركز علوم القلب والأوعية الدموية بجامعة إدنبرة: “إن القصور الكلوي الحاد حالة ضارة، خاصةً لكبار السن، وقد يحدث ضررًا طويل الأمد على صحة الشخص حتى بعد التعافي. أوضحت دراستنا أن تعطيل الإندوثيلين يمنع الضرر طويل الأمد الناتج عن القصور الكلوى الحاد في الفئران. نأمل أن نستطيع التحرك سريعًا لنرى ما إذا كانت الآثار المفيدة عينها ستحدث في المرضى، طالما هذه العقارات متاحة للاستخدام البشري بالفعل”.

يقول بروفيسور جيمس ليبير -المدير الطبي، المساعد بالمؤسسة البريطانية للقلب: “يستطيع اختلال وظائف الكلى الناتج عن القصور الكلوي الحاد أن يزيد فرصة إصابة الشخص  بأمراض القلب والدورة الدموية والوفاة بسببها؛ لذلك إنه لأمر حيوي جدًا أن نجد طرق لتقليص هذا الخطر”.

وأضاف: “يقترح هذا البحث الواعد أن العقارات المتوفرة بكثرة قد تساعد في مواجهة أثر القصور الكلوى الحاد قبل أن يسبب الضرر وتعقيدات إضافية. رُغم أننا سنحتاج مزيد من الدراسات لنستعرض ما إذا كان هذا العلاج آمنًا وفعَّالًا للمرضى، يعد هذا البحث الباكر خطوة أولى تشجيعية”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: د. سلمى السيد عبد السلام

مراجعة وتدقيق: زينب محمد