الاتجاه نحو فئة دوائية جديدة لعلاج مرض السكري من النوع الثاني

الاتجاه نحو فئة دوائية جديدة لعلاج مرض السكري من النوع الثاني

25 أغسطس , 2022

ترجم بواسطة:

مي راغب

دقق بواسطة:

زينب محمد

يعد مرض السكري من النوع الثاني مشكلة عظمى من مشاكل الصحة العامة التي تؤثر على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم. لذلك فإن تطوير أدوية جديدة للمساعدة في علاج أفضل للأسباب التي تؤدي إليه من أولويات الأبحاث، في دراسة جديدة نسقها الباحث فينسنت ماريون بالمعهد الوطني الفرنسي للبحوث الصحية والطبية بالتعاون مع جامعة برمنغهام في إنجلترا وجامعة موناش في أستراليا بالإضافة إلى ألكسندر فلمنغ كبير أطباء الغدد الصماء السابق في إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، طور العلماء PATAS وهو عبارة عن ببتيد (سلسلة من الأحماض الأمينية) الذي هو جزء من فئة الأدوية الجديدة لعلاج مرض السكري.

يصحح ببتيد PATAS عيوب التمثيل الغذائي التي تؤدي إلى مرض السكري النوع الثاني، والأمراض المصاحبة له ويشمل ذلك مقاومة الأنسولين. يعمل ببتيد PATAS عن طريق استهداف الخلايا الدهنية على وجه التحديد، وإعادة دخول الجلوكوز للخلايا بالتالي تصحيح وإعادة فيزيولوجيا التمثيل الغذاثي للأنسجة الدهنية. يأمل فريق البحث لإعداد تجربة سريرية قريبًا لاختبار هذا العلاج الجديد. نُشرت الدراسة في مجلة السكري.

مرض السكري هو مرض مزمن يؤثر على 537 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، مع إصابة الغالبية العظمى بمرض السكري من النوع الثاني. معدل الانتشار أعلى للنوع الثاني من مرض السكري، الذي يتميز بارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم، والذي يتزايد منذ عقود نتيجة شيخوخة السكان والخمول والنظام الغذائي السيء. أيضًا إن سن بدء المرض يتناقص، وعلى الرغم من أن المرض يعتبر “مرض يصيب البالغين” إلا أنه يشاهد الآن بشكل متكرر عند المراهقين والأطفال.

رغم الحاجة الملحة لتطوير علاجات جديدة وأكثر فاعلية، إلا أنه لم توجد ابتكارات علاجية مختلفة تصل إلى السوق منذ أكثر من عقد.

وهذا هو بالضبط هدف الدراسة الذي يقودها الباحث فينسنت ماريون بالمعهد الوطني الفرنسي للبحوث الصحية والطبية بجامعة ستراسبورغ وفريقه في مختبر علم الوراثة الطبي. فقد طور العلماء في دراسة حديثة بالتعاون مع جامعة برمنغهام وجامعة موناش منتجًا يسمى PATAS في فئة جديدة من أدوية السكري تسمى “Adipeutics” (للعلاجات التي تستهدف على وجه التحديد الخلايا الدهنية).

أُجريت دراستهم على نماذج حيوانية وأظهرت أن هذا العلاج الجديد يعيد امتصاص الجلوكوز على وجه التحديد إلى الخلايا الدهنية، مما يؤدي إلى معالجة مقاومة الأنسولين مع وجود تأثيرات أخرى مفيدة على كامل الجسم. أصبح هذا واعدًا أكثر مع حقيقة أن علاج مقاومة الأنسولين لديه القدرة لمعالجة ليس فقط مرض السكري من النوع الثاني، ولكن مجموعة كبيرة من الحالات الطبية الحرجة الناتجة عنه.

دور الخلايا الدهنية

تتبع هذه الدراسة سنوات من العمل الدقيق المفصل الذي أُجري في المختبر. نُشرت في مجلة السكري عام 2020 دراسة سابقة، عرف فيها العلماء هدفًا علاجيًا جديدًا لمرض السكري من النوع الثاني عند البحث في مرض نادر جدًا أحادي الجين معروف باسم متلازمة ألستروم.

قد وجد العلماء أن تشوهات الأنسجة الدهنية الناتج عن الاختلال الوظيفي في البروتين المسمى ALMS1، يؤدي إلى مقاومة أنسولين شديدة للغاية مقترنة ببداية مبكرة لمرض السكري من النوع الثاني لدى الأشخاص المصابين بمتلازمة ألستروم. وُجد أنه إعادة وظيفة هذا البروتين في النماذج الحيوانية داخل الخلايا الدهنية يعيد توازن الجلوكوز في الدم.

واصل فريق البحث التركيز بمزيد من الدقة على ALMS1 وكيفية تفاعله مع البروتينات الأخرى داخل الخلايا الدهنية. بالتحديد  أثبتوا أنه في غياب الأنسولين، يرتبط ALMS1 ببروتين آخر يسمى كيناز البروتين سي ألفا. وأن تنشيط الأنسولين في الخلايا الدهنية يحث على الفصل بين هذين البروتينين ALMS1 وكيناز البروتين سي ألفا، مما يؤدي إلى دخول الجلوكوز إلى الخلايا. كما أنه في الأشخاص المصابين بمرض السكري ولديهم مقاومة الأنسولين الرابط بين البروتينين محفوظ.

في نماذج الفئران لمرض السكري، وُجد أن PATAS لديه القدرة على إعادة فيسيولوجيا الخلايا الدهنية إلى طبيعتها عن طريق استعادة القدرة على امتصاص الجلوكوز. يشرح فنسنت ماريون: ” بفضل PATAS، الخلايا الدهنية التي لا تستطيع الوصول إلى الجلوكوز استعادت قدرتها مرة أخرى على امتصاصه وهضمه من أجل تجميع الدهون وإفرازها مما يعود بالفائدة على كامل الجسم. هذا التأثير الإيجابي مرئي في نماذجنا الحيوانية مع تحسن ملحوظ في مقاومة الأنسولين. كما تحسنت المؤشرات الأخرى والأمراض المصاحبة، ويشمل ذلك تحسن التحكم في جلوكوز الدم وانخفاض تليف الكبد والارتشاح الشحمي”.

هذه النتائج الواعدة في الحيوانات مهدت الطريق للباحثين لتنظيم تجربة سريرية من أجل اختبار PATAS على البشر في أقرب وقت ممكن. الاستحداث الناجح لفئة جديدة من الأدوية المضادة لمرض السكري يمكن أن يكون له تأثيرات كبيرة على الصحة العامة ليس فقط لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، ولكن أيضًا علاج العديد من اضطرابات القلب والأيض الأخرى، التي تكون فيها الخلايا الدهنية المختلة وظيفيًا ومقاومة الأنسولين معضلة كبيرة.

المصدر:  https://medicalxpress.com

ترجمة: مي راغب

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!