استحداث مؤشر رقمي لمرض الشريان التاجي

استحداث مؤشر رقمي لمرض الشريان التاجي

1 فبراير , 2023

أنشأ الباحثون في مدرسة إيكان للطب في جبل سيناء، نيويورك مؤشرًا رقميًا لمرض الشريان التاجي (CAD) لقياس الخصائص السريرية المهمة للمرض بشكل أفضل، باستخدام التعلم الآلي والبيانات السريرية من السجلات الصحية الإلكترونية.

وتُشير النتائج، التي نُشرت عبر شبكة الإنترنت في ديسمبر الماضي بمجلة “ذا لانسيت” “The Lancet” الطبية البريطانية، إلى تشخيص أكثر استهدافًا ومعالجة لمرض الشريان التاجي بشكل أفضل.  ويُعَدُّ مرض الشريان التاجي، النوع الأكثر شيوعًا من أمراض القلب والمُسبب الرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم. هذه الدراسة هي أول بحث معروف لتعيين خصائص مرض الشريان التاجي على الطيف الخاص بالمرض. بينما ركزت الدراسات السابقة على تحديد ما إذا كان المريض مصابًا بأمراض القلب التاجية أم لا.

تواجد مرض الشريان التاجي والأمراض الشائعة الأخرى على طيف المرض، يُحدِد حالة كل فرد عن طريق تركيبة من عوامل الخطر وتطورات المرض، حيث يُحَدَد مكان إدراجها على الطيف. ومع ذلك، فإن معظم هذه الدراسات تُقسِّم طيف المرض هذا إلى فئات ثابتة من حالة (المريض مُصاب بالمرض) أو ( ليس مُصابًا بالمرض). و يقول الباحثون إن هذا قد يؤدي إلى  تأخير التشخيص وعلاج غير مناسب ونتائج إكلينيكية سيئة.

يقول رون دو، الحاصل على الدكتوراه، وكبير مؤلفي الدراسة، وتشارلز برونفمان أستاذ الطب الشخصي في مدرسة إيكان للطب في جبل سيناء، نيويورك: “يُمكن للمعلومات المكتسبة من هذه الوسائل غير الجراحية للمرض تمكين الأطباء من تقييم حالة المريض على نحو أكثر دقة، وبالتالي، وضع خُطط علاجية أكثر استهدافًا”.

وأضافا: “ويُحدد نموذجنا مجموعات المُصابين بمرض الشريان التاجي حسب طيف المرض؛ يُمكن أن يوفر هذا مزيدًا من الأفكار حول تدهور المرض وكيف سيستجيب المصابون للعلاج. إن امتلاك القدرة على الكشف عن التطورات الواضحة لخطر المرض، وتصلب الشرايين، والبقاء على قيد الحياة، على سبيل المثال، والتي لا يُمكن تحقيقها بطريقةٍ أخرى مع إطار عمل ثُنائي تقليدي، أمر بالغ الأهمية”.

لقد درَّب الباحثون، في الدراسة ذات الأثر الرجعي نموذج التعلم الآلي، المُسمى  مؤشر رقمي لمرض الشريان التاجي أو ISCAD، لقياس مرض الشريان التاجي بدقة على الطيف باستخدام أكثر من 80000  سجلات إلكترونية صحية  من اثنين من أضخم البنوك الحيوية القائمة على النظام الصحي، البنك الحيوي BioMe في النظام الصحي لمدرسة جبل سيناء والبنك الحيوي في المملكة المتحدة.

ويشمل النموذج الذي أطلق عليه الباحثون اسم  “الدليل الرقمي” مئات السمات السريرية المُختلفة من سجلات الصحة الإلكترونية بما في ذلك العلامات الحيوية، ونتائج الاختبارات المعملية، والأدوية، والأعراض، والتشخيصات، ومقارنتها بكل من السجل السريري الموجود لمرض الشريان التاجي، والذي يستخدم عددًا صغيرًا من السمات المُحددة سابقًا، والسجل الجيني لمرض الشريان التاجي.

وجد الباحثون أن الاحتماليات المُستمدة من النموذج تتبعت بدقة درجة تضيق الشرايين التاجية (تَضَيُّقُ الشريان التَّاجِيّ) والوفيات والمضاعفات مثل النوبة القلبية.

أوضح المؤلف الرئيسي إيان إس فورست، حاصل على الدكتوراه، وزميل ما بعد الدكتوراه في مختبر دكتور دو وطالب دكتوراه في الطب التابع لبرنامج تدريب العلماء الطبيُّون في مدرسة إيكان للطب في جبل سيناء: “يُمكن لنماذج التعلم الآلي مثل هذه أن تفيد أيضًا قطاع الرعاية الصحية بوجه عام، من خلال إعداد التجارب السريرية بناءًا على التصنيف المناسب للمرضى. وقد يؤدي ذلك أيضًا إلى استراتيجيات علاجية فردية أكثر كفاءة تعتمد على البيانات”.

وأضاف: “وعلى الرغم من هذا التقدم، ألا أن من المهم معرفة أن التشخيص الطبي القائم على الإجراءات وعلاج مرض الشريان التاجي لا يتم استبداله بالذكاء الاصطناعي، بل يحتمل أن يكون مدعومًا بواسطة مؤشر رقمي لمرض الشريان التاجي (ISCAD) كأداة قوية أخرى تُساعد الطبيب في التشخيص والعلاج”.

يتوقع المحققون إجراء دراسة مستقبلية واسعة النطاق للتحقق بشكل أكبر من الفائدة السريرية وإمكانية عمل مؤشر رقمي باستخدام الحاسوب، لمرض الشريان التاجي (ISCAD)، وتطبيق ذلك على مجموعات أخرى. كما يخططون أيضًا لتقييم عِدة نسخ محمولة من النموذج يمكن استخدامها على كافة الأنظمة الصحية.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: صفاء عمران كيشار  

مراجعة وتدقيق: د. فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!