لماذا يكون كبار السن أكثر عرضة للإنفلونزا؟

لماذا يكون كبار السن أكثر عرضة للإنفلونزا؟

18 يناير , 2023

ترجم بواسطة:

دنيا عطيه

دقق بواسطة:

دعاء ممدوح

مع أنّ وباء كوفيد-19 قدم استراحة قصيرة إلا أن فيروس الإنفلونزا عاد للانتشار مجددًا، وكالعادة فإنه يُشكل خطرًا خاصًا على الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عامًا. ولكن لماذا كبار السن أكثر عرضة للإنفلونزا؟

قدمت كلية الطب بجامعة ميشيغان الأدلة في بحثها الجديد الذي نُشر في دورية nature communications.

وتبحث الدراسة تحت إشراف جودي شين المؤلفة الرئيسة والمرشحة للدكتوراه، وكبار الباحثين دانيال غولدشتاين الحاصل على الدكتوراه، وإليزا ماريا موشر الأستاذ الجامعي في الطب الباطني وأستاذ علم الأحياء الدقيقة وعلم المناعة، وفريقهم سبب ضعف الخلايا المسماه بالخلايا الغبارية، خط الدفاع الأول في الرئتين مع التقدم في العمر.

تلك الخلايا البلعمية هي خلايا مناعية تهاجم الأجسام الغريبة، مثل فيروس الإنفلونزا وتعيش في أكياس الهواء الصغيرة، أو الحويصلات الهوائية داخل الرئتين. ومن الجدير بالذكر أننا نفقد تلك الخلايا كلما تقدمنا في العمر.

أوضح بحث سابق أجراه فريق آخر أنه عند وضع خلايا بلعمية من فأر كبير في السن في آخر أصغر سنًا؛ فإن الخلايا تبدو أصغر مجددًا. وقالت تشين: “دفعنا هذا للاعتقاد أن شيئًا في طبيعة الرئتين يُساهم في ذلك”.

أشارت الدلائل إلى معدِل مناعي دهني يُعرف بالبروستاجلاندين (E2) ذي تأثيرات واسعة النطاق، بدءً بتحفيز المخاض في الحمل حتى التهاب المفاصل، واكتشف فريق البحث أنه هناك المزيد من البروستاجلاندين (E2) في الرئتين بمرور العمر. وأوضحت تشين أن هذا الازدياد في البروستاجلاندين (E2) يعمل على الخلايا البلعمية في الرئتين مما يقلل من صحتها العامة وقدرتها على التوليد.

يشتبه الفريق في أن تراكم البروستاجلاندين (E2) هو علامة أخرى لعملية بيولوجية تُسمى الشيخوخة التي غالبًا تُرى مع التقدم في العمر، حيثُ تعمل الشيخوخة كضمان ضد الانقسام الجامح للخلايا التالفة، فالخلايا التي أصابتها الشيخوخة لم تعد قادرة على التكاثر.

وقالت تشين: “أحد الأشياء الممتعة بشأن تلك الخلايا أنها تفرز الكثير من مسببات الالتهاب”، حيثُ أظهرت الدراسة أنه مع التقدم في العمر تصاب الخلايا المبطنة للأكياس الهوائية في الرئتين بالشيخوخة مسببة زيادة إنتاج البروستاجلاندين (E2) وتثبيط الاستجابة المناعية.

وقد تلقت الفئران الأكبر سنًا دواء لحجب مستقبل البروستاجلاندين (E2)؛ وذلك لاختبار الرابط بينه وبين زيادة القابلية للإصابة بالإنفلونزا. وأوضحت تشين: “في الواقع، إن الفئران الأكبر سنًا التي تلقت ذلك الدواء قد انتهى بها الأمر إلى امتلاكها المزيد من الخلايا الغبارية، ومنحها فرصة أفضل للنجاة من عدوى الإنفلونزا مقارنةً بالفئران الأكبر سنًا التي لم تتلق الدواء”.

ويُخطط الفريق لاحقًا لدراسة الطرق المختلفة التي يؤثر بها البروستاجلاندين (E2) على الخلايا البلعمية في الرئتين بالإضافة إلى دوره المحتمل في الالتهاب في جميع أنحاء الجسم. أضافت تشين: “كلما تقدمنا في العمر، أصبحنا أكثر عرضة ليس فقط للإنفلونزا، بل لأى عدوى أخرى، والأورام السرطانية، وأمراض المناعة الذاتية أيضًا”.

المصدر: https://www.sciencedaily.com

 ترجمة: دنيا عطيه سعدون

تويتر: @DoniaSadoun

مراجعة وتدقيق: دعاء ممدوح الزيادي


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!