الانتحار هو سبب رئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم، ومحاولات الانتحار غير المميتة، والتي تحدث بشكل متكرر، هي مصدر رئيسي للإعاقة والعبء الاجتماعي والاقتصادي. وكلاهما له مسببات وراثية كبيرة، والتي يتم مشاركتها جزئيًا مع الاضطرابات النفسية ذات الصلة، مع إمكانية تمييزها.

 وفي الدراسة التي أجراها فريق بحثي عالمي مكون من مجموعة من المختصين في علم الوراثة والنفس والأحياء الجزيئية من عدة دول، أجرى الفريق البحثي مسح للبيانات لمعرفة الارتباط على مستوى الجينوم (GWAS) لـعدد 29،782 حالة محاولة الانتحار ومقارنتها مع 519،961 عامل جيني في قاعدة البيانات الدولية لعلم الوراثة الانتحارية (ISGC). وتم تكييف البيانات على المستوى الجيني مع الاضطرابات النفسية، عبر التحليل الشرطي والمشترك متعدد الصور، لإزالة التأثيرات الوراثية على  حالات محاولة الانتحار وتمييزها عن الاضطرابات النفسية. وتم البحث في البنى الجينية المشتركة والمتباينة لمحاولة الانتحار، والاضطرابات النفسية، وعوامل الخطر الأخرى المصاحبة.

وتوصل الفريق البحثي إلى موقعين على مستوى الجينيات تحمل أهمية في حالات محاولات الانتحار، هما مجمع التوافق النسيجي الرئيسي والموضع الجيني على الكروموسوم رقم سبعة، والموقع الأخير مرتبط بـحالات محاولة الانتحار وكذلك في سلوكيات المخاطرة والتدخين والأرق.  كما أظهرت حالات محاولات الانتحار قيد الدراسة، ارتباطًا وراثيًا قويًا بالاضطرابات النفسية، لاسيما الاكتئاب الشديد، وأيضًا مع التدخين والألم وسلوك المخاطرة واضطرابات النوم وانخفاض التحصيل التعليمي والصفات الإنجابية والوضع الاجتماعي والاقتصادي المنخفض والصحة العامة السيئة. وبعد  تكييف البيانات عبر إزالة حالات الاضطرابات النفسية، انخفض الارتباط الجيني بين محاولات الانتحار والاضطرابات النفسية، في حين بقي أولئك الذين لديهم سمات غير نفسية دون تغيير إلى حدٍ كبير. مما يؤكد أهمية الموقع الجيني في الحالات التي ظهرت لديها محاولة انتحار مع عوامل المخاطرة المصاحبة دون وجود اضطراب نفسي. 

المصدر: https://www.sciencedirect.com

ترجمة: د. فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri

مراجعة وتدقيق: زينب محمد