وجد الباحثون أنه يمكن لأنواع معينة من الكلمات التي يتعلمها الأطفال أولًا أن تكون مؤشرًا مبكرًا لمشاكل النطق، وذلك في دراسة جديدة قادتها الأستاذة المساعدة لين بيري.

يقترح البحث “تأخر النضج أم اضطراب اللغة؟ اختلافات الطفل في تكوين المفردات وعلاقته بالمخرجات التعليمية طويلة الأمد”، والذي نُشر مؤخرًا في مجلة العلوم التنموية، أن عدد الكلمات التي يعرفها الطفل والمتعلقة بالأشياء المتشابهة في الشكل، مثل الكوب والكرة والملعقة (الأسماء المتعلقة بالأشكال)، يمكن أن يميز بين الأطفال متأخري النضج، وأولئك الذين لديهم تأخر دائم لشهور أو لسنوات لاحقة.

قالت بيري، التي نَدرس تنمية لغة الطفل بقسم علم النفس: “بعض الأطفال الذين يتحدثون متأخرًا والذين يُظهرون تأخرًا مبدئيًا في مفرداتهم ينتهي بهم الأمر إلى امتلاك حصيلة لغوية مكتملة الحجم، ونلقب هؤلاء الأطفال بمتأخري النضج”، وأكملت: “لكن بعض الأطفال متأخرو النطق قد لا يلحقون بأقرانهم، لذا فالباحثون لا يستطيعون التنبؤ مبكرًا من سيكونون”.

وأضافت أيضًا: “أردنا في دراستنا اكتشاف أي من الأطفال الذين لديهم بطء مبدئي في تنمية المفردات سيكون متأخر النضج، وأيهم سيكون لديه تأخر دائم في نمو المفردات”.

ومن الجدير بالذكر أن التأخر الدائم قد يكون أيضًا مؤشرًا لاضطراب اللغة التنموي. حيث يعاني 7% من السكان اضطراب اللغة التنموي، لكن هذا الاضطراب ليس معروفًا مقارنةً بالإعاقات التنموية الأخرى.

وقد صرحت سارة كوكر، المؤلفة المساعدة والأستاذة المساعدة بقسم علم النفس في جامعة ولاية أوكلاهوما: “أن الطفل الذي يُعاني من  اضطراب اللغة التنموي يتصف بتأخر دائم وصعوبات في النطق طوال العمر، لكن لا يمكن تشخيصه تشخيصًا نموذجيًا حتى بلوغ سن الدراسة؛ لأنه لا يوجد أي مؤشرات مبكرة جيدة تحدد من يمكنه اللحاق بأقرانه ومن يحتاج لمزيد من الدعم”.

واستكملت حديثها قائلةً: “هذا هو هدف دراستنا الحالية، معرفة ما إذا كان نوع الكلام الذي يحصّله الطفل في طفولته يمكن أن يتنبأ بالتأخر اللاحق”.

حيث تقترح الأعمال السابقة لفريق البحث أن معظم الأطفال الذين لديهم تطور نموذجي للمفردات، يتعلمون الكثير من الأسماء المتعلقة بالأشكال خلال طفولتهم.

وقالت بيري: “حينما يتعلم الأطفال كلمة مثل “كوب”، فإنهم يدركون أنه بالرغم من أن هناك أشكال وألوان وخامات عديدة للكوب إلا أن جميعهم يمتلكون الشكل نفسه تقريبًا، هكذا الحال مع الملعقة والكرة والطاولة إلى آخره.” وأكملت: “بمجرد أن يتعلم الأطفال العديد من الأسماء المتعلقة بالأشكال؛ فإنهم ينتبهون تلقائيًا للأشكال وهم يتعلمون الكلمات الجديدة، كما أنهم يتعلمونها بشكل أسرع. لذا نعتقد أن معرفة الأسماء المرتبطة بالأشكال قد تكون مهمة للاستثمار في الأطفال الذين يعانون تأخرًا في الكلام”.

وقد استخدم الفريق مجموعة مكثفة من بيانات تنمية المرادفات في ثلاث مجموعات تتكون من أكثر من 800 طفل– أولئك الذين عانوا تأخر الكلام في طفولتهم لكن تبين امتلاكهم لحصيلة لغوية مكتملة بعد شهور لاحقة (متأخري النضج)، وأولئك الذين عانوا تأخر الكلام في طفولتهم واستمروا في معاناة تأخر في المفردات بعد شهور لاحقة (متأخري الكلام بشكل دائم)، والأطفال الذين لديهم حصيلة لغوية مكتملة طيلة الفترتين الزمنيتين.

علاوةً على ذلك استخدم الفريق تقرير أولياء الأمور كمقياس لمعرفة الأطفال للمفردات، وذلك في سن 16 شهرًا ومجددًا في سن 28 شهرًا؛ لتقييم مقدار الأسماء المتعلقة بالأشكال التي تعلمها الأطفال وذلك مقارنةً بحصيلتهم اللغوية. وفي سن 16 شهرًا تبين معرفة الأطفال الذين أصبحوا فيما بعد متأخري الكلام بشكل دائم لمقدار قليل من الأسماء المتعلقة بالأشكال، وذلك مقارنةً بمتأخري النضج والمتحدثين بطلاقة.

وقد توبعت مجموعة فرعية حتى بلغت سن السابعة؛ لمعرفة إذا كان أحد منهم قد شُخص باضطراب اللغة التنموي. حيث تعلم الأطفال المتأخرين، والذين شُخصوا أيضًا باضطراب اللغة التنموي، مقدار قليل من الأسماء المتعلقة بالأشكال في سن 16 شهرًا وذلك مقارنةً بغيرهم من الأطفال.

 وأوضحت بيري إن الدراسة قد تكون مفيدة للآباء، ومعلمي الأطفال في سن مبكر، وأخصائيّ علم أمراض اللغة والتخاطب الذين يعملون مع الأطفال الصغار الذين يعانون تأخرًا في النطق.

وأضافت أيضًا إنه: “من المفيد معرفة من قد يحتاج إلى دعم إضافي ونوع الدعم الذي قد يحتاجه مختلف الأطفال الذين يعانون تأخرًا في النطق”.

واستطردت: “ربما يكون تعليم متأخري الكلام المزيد من الأسماء المتعلقة بالأشكال تحديدًا، مفيدًا في تنمية اللغة مع تقدمهم في العمر”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: د. هبة الحسين

لينكد إن: heba-alhussein

مراجعة وتدقيق: د. دعاء إسماعيل أحمد

 لينكد إن: doaa-esmail