مكملات غذائية شائعة قد تزيد خطر الإصابة بسرطان الدماغ

مكملات غذائية شائعة قد تزيد خطر الإصابة بسرطان الدماغ

27 ديسمبر , 2022

ترجم بواسطة:

نور هشام

دقق بواسطة:

زينب محمد

يعتقد كثير من الناس أن الفيتامينات والمكملات الغذائية لها فوائد صحية إيجابية وخالية من الأضرار، ولكن ليس لديهم معرفة تامة حول آلية عملها بالفعل، مما دفع العلماء إلى إجراء دراسات وبحوث تهتم بكيفية عمل الفيتامينات والمكملات الغذائية في الجسم، ومنها مكملات نيكوتيناميد ريبوسيد (NR) (nicotinamide riboside) والتي سنتحدث في هذا المقال عن أضرار الاستخدام العشوائي والمفرط لها وعلاقتها بمرض السرطان.

هل المكملات الغذائية آمنة؟

تعد الفيتامينات والمكملات الغذائية من المنتجات التي تتوفر بسهولة في كثير من الصيدليات والمتاجر الغذائية العامة، وتباع دون وصفة طبية، يتناول عديد من الناس المكملات الغذائية لاعتقادهم أنها مفيدة للصحة العامة، وأنها في الحقيقة طبيعية وآمنة وغير ضارة، إلا أن هذه المواد الطبيعية فعالة بيولوجيًا وتؤثر على العمليات الفسيولوجية في الجسم وعادةً ما تكون لها تداخلات مع الأدوية الأخرى، بالإضافة إلى أنه لا توجد دراسات علمية موثقة وكافية عن فوائد تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية.

وتجدر الإشارة إلى أن المكملات الغذائية لا تخضع للمراقبة قبل الإنتاج والتسويق في معظم دول العالم، حتى في الولايات المتحدة الأمريكية التي تضع قيود شديدة في مراقبة الأدوية، ولكنها تراقب نتائج استخدام بعض المكملات الغذائية إذا اتضح أنها تسبب بعض المشاكل المرَضية، أو أنها تحتوي بعض المواد الضارة.

المكملات الغذائية والسرطان

يعد السرطان من أكثر الأمراض المرعبة التي يحاول كثير من الناس تفاديها والوقاية منها، بالاهتمام بالصحة العامة وتناول المكملات الغذائية، وقد حاولت كثير من الدراسات والأبحاث تحديد ما إذا كانت مكملات غذائية معيّنة تزيد أو تحد من خطر إصابة الشخص بالسرطان، إلا أن النتائج التي توصَّلت لها الدراساتُ المختلفة كانت متضاربة، لذلك من الصعب معرفة تأثير المكمّلات الغذائية على خطر الإصابة بالسرطان.

بالإضافة لذلك جرت دراسة بعض الأغذية والمكملات الغذائية أكثر من غيرها، وما زالت كثير من الدراسات قيدَ الإجراء، ولا يوجد دليل علمي موثوق يؤكد على أن تناول المكملات الغذائية يمكن أن يساعد في الوقاية من السرطان وقد وجدت بعض الأبحاث أن تناول مكملات معينة يمكن أن يزيد خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل: مكملات نيكوتيناميد ريبوسيد (NR) التي تزيد خطر الإصابة بسرطان الدماغ.

ما هو نيكوتيناميد ريبوسيد؟

هو عضو في عائلة فيتامين (B3)، والتي تشمل أيضًا النياسين والنياسيناميد، وهو من الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء وهذا يعني أنه لا يخزن في أنسجة الجسم بمرور الوقت، مما يتطلب الاستمرار في تناوله ضمن النظام الغذائي اليومي، ويوجد في الفواكه والخضروات واللحوم والحليب.

يقوم الجسم بتحويل مركب نيكوتيناميد ريبوسيد إلى نيكوتيناميد أدينين ثنائي النوكليوتيد (NAD +)، وهو إنزيم مساعد يساعد في تحويل المواد الغذائية إلى طاقة عن طريق أيض الخلايا.

يعد نيكوتيناميد ريبوسيد من منشطات التفاعلات الحيوية في الجسم والتي تزود الجسم بمزيد من الطاقة، ويمتلك خصائص مضادة للشيخوخة، ويرفع قدرة الخلايا على الشفاء والإصلاح الذاتي، ويحسن صحة القلب والدماغ ويقلل ارتفاع الكوليسترول، ويخفض ضغط الدم المرتفع، ويخفف الوزن الزائد، ولكن لا يوجد دليل علمي كافي يدعم هذه الاستخدامات.

مكملات فيتامين (B3) وخطر الإصابة بسرطان الدماغ

أجريت دراسة حديثة في جامعة ميسوري في الولايات المتحدة على المكملات الغذائية المتاحة في الأسواق والتي تحتوي على فيتامين B3 (نيكوتيناميد ريبوسيد)، وذكرت إحدى الباحثات المشاركات أن هذه الدراسة كانت مهمة بشكل خاص نظرًا للتوافر التجاري الواسع واستخدامها بكثرة للتخفيف من الأعراض الجانبية لعلاج السرطان لدى المرضى، وبالرغم من استخدامها على نطاق واسع إلا أن آلية عمل النيكوتيناميد ريبوسيد مجهولة وغير مفهومة.

استخدمت مجموعة الباحثين في هذه الدراسة تقنية تصوير جديدة (التصوير الحيوي المضيء bioluminescent imaging)، وهو تصوير شديد الحساسية، يسمح بالقياس الكمي لمستويات النيكوتيناميد ريبوسيد بطريقة غير جراحية، ودرست دوره في وجود نوع شديد من سرطان الثدي (السلبي الثلاثي) في فئران التجارب، وأجرت مقارنة بين تركيز فيتامين (B3) في الخلايا الطبيعية والخلايا السرطانية، والخلايا المناعية.

واكتشف الباحثون الدوليون أن المستويات العالية من فيتامين (B3) تزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي السلبي الثلاثي عند الفئران، كما يزيد احتمال انتشار هذا الورم الخبيث إلى الدماغ، وبذلك تكون النتائج مميتة لأنه لا توجد خيارات علاجية قابلة للتطبيق في هذه المرحلة.

توصيات الدراسة

1- تقترح هذه الدراسة ضرورة إجراء مزيد من الأبحاث العلمية للمكملات الغذائية، مثل: فيتامين (B3)، ودراسة علاقتها بأمراض السرطان عند الإنسان، ربما تزيد هذه المنشطات حيوية الخلايا السرطانية وتسرع نموها أكثر مما تحققه في الخلايا الطبيعية، وذلك في نمط مشابه لأهمية ودور السكر في نشاط الخلايا الخبيثة.

2- قد يكون تصميم بعض المواد التي تثبط عمل فيتامين (B3) استراتيجية فعالة لزيادة كفاءة العلاجات المضادة لبعض أنواع السرطان.

كيف نتجنب زيادة فيتامين (B3)؟

يمكن تجنب حدوث زيادة في فيتامين (B3) بالالتزام بالأمور التالية:

  • تناول مكملات فيتامين (B3) بالجرعة الموصوفة من قبل الطبيب.
  • تجنب زيادة جرعة فيتامين (B3) من تناول أطعمة غنية بالفيتامين، مثل: الحبوب واللحوم بشكل عام.
  • تناول مزيد من مكملات فيتامين (B3) بدون وصفة طبية أو بوصفة طبية.

 ختامًا- عزيزي القارئ- تجدر الاشارة إلى أن المكملات الغذائية غنية بالفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم، إلا أن الإفراط في استهلاكها وتناول جرعات أكثر من الموصى بها للإنسان قد يسبب أضرارًا صحية ويزيد خطر الإصابة بالأورام الخبيثة.

المصادر

 بقلم: نور هشام الأطرقجي

لينكد إن: noor-hisham

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!