اكتشاف طريقة جديدة لعلاج التهابات الجلد وتضميد الجروح

اكتشاف طريقة جديدة لعلاج التهابات الجلد وتضميد الجروح

24 سبتمبر , 2022

ترجم بواسطة:

صفاء إسماعيل

دقق بواسطة:

أماني نوار

أحدث باحثو جامعة كالجري نهجًا جديدًا واعدًا لعلاج التهابات الجلد البكتيرية. قدمت دراسة نُشرت مؤخرًا في مجلة نيتشر– بقلم د.راشيل كراتوفيل وبإشراف كبار المؤلفين المشاركين د.بول كوبيس وجاستن دينيسيت وفريق من الباحثين- رؤية جديدة حول معالجة التهابات الجلد البكتيرية والحروق.

تقول كراتوفيل: “في حين أن نقل بحثنا من المختبرات إلى المرضى سيتطلب المزيد من التجارب ونموذج أكثر ارتباطًا بالأمراض، إلا أنه سيحقق اكتشاف أساسي قد يؤدي إلى معالجة الالتهابات وإصلاح الأنسجة في البشر خاصةً في الحالات المستعصية”.

بصورة تقليدية، فكر الباحثون في استخدام كل من العدلات والوحيدات (كريات الدم البيضاء) في إزالة البكتيريا من المنطقة المصابة من الجلد. عندما تعمل هذه الخلايا معًا، تكون بمثابة خط الدفاع الأول للجهاز المناعي لأجسامنا.

ولكن، أظهرت أبحاث جديدة أن الوحيدات قادرة وحدها على تسهيل التئام الجروح بشكل أسرع. حيث تساعد في عملية الشفاء من خلال تنظيم مستويات اللبتين ونمو الأوعية الدموية أثناء معالجة الجروح. كما تنتج أيضًا الغرلين، وهو هرمون يساعد على التئام الجروح بشكل أكثر كفاءة.

علاقة مدهشة بين هرمونات التمثيل الغذائي وإصلاح الأنسجة

يُنتج هرمون الغرلين من المعدة عندما تكون جائعًا، وهرمون اللبتين من الخلايا الدهنية بعد أن تأكل وجبة وتشعر بالشبع. لطالما كان هذا التوازن بين هرمون الغرلين واللبتين ذو أهمية بالغة في عملية التمثيل الغذائي والأنظمة الغذائية، ولكن حتى الآن لم يُفهم ارتباطهم بآلية المناعة وإصلاح الأنسجة.

باستخدام الفحص المجهري للخلايا الحيوية والذي يُمكن من ملاحظة الخلايا الحية وهذا تخصص مختبر كوبيس، تمكنت كراتوفيل من مشاهدة الاستجابة المناعية لبكتيريا المكورات العنقودية الذهبية (S. aureus) في نموذج حيواني.

تُعد المكورات العنقودية الذهبية جراثيم توجد عادةً على الجلد أو في أنف الشخص السليم. ويمكن أن تكون محفزًا لمعالجة مجموعة متنوعة من التهابات الجلد والأنسجة مثل الخراجات والدمامل. وفي بعض الحالات تؤدي هذه البكتيريا إلى عدوى شديدة مثل الالتهاب الرئوي والتهاب الشغاف وهو التهاب يُشكل خطرًا على الحياة في البطانة الداخلية لحجرات وصمامات القلب.

بعد الإصابة بعدوى المكورات العنقودية الذهبية، يقوم الجسم باستخدام تلك الخلايا المناعية (العدلات والوحيدات)، تقوم العدلات بإزالة البكتيريا بينما تساعد الوحيدات في إصلاح الأنسجة. وفي غياب الوحيدات يزداد إنتاج هرمون اللبتين، مما يؤدي إلى نمو الأوعية الدموية وبذلك تكون النتيجة تأخير عملية الالتئام وحدوث الندبات. وعلى النقيض تنتج الوحيدات هرمون الغرلين في مكان العدوى الذي يمنع فرط نمو الأوعية الدموية بدافع هرمون اللبتين، مما يؤدي إلى إصلاح الأنسجة.

أهمية نتائج الدراسة

فسرت كراتوفيل قائلةً: “تعد هذه الدراسة ذات أهمية كبرى حيث تعتبر نقلة نوعية تتحدى الفكر الحالي؛ بأن العدلات والوحيدات تقوم بإزالة البكتيريا، وتوضح الدور المهم الذي تقوم به الوحيدات في إصلاح الجروح”.

يعتقد الباحث الرئيسي كوبيس وفريق الباحثين أن هذه الدراسة تفتح مجالاً لإدخال هرمونات التمثيل الغذائي الغرلين واللبتين في مجالي علم المناعة وعلم الأحياء المجهرية.

يقول كوبيس: “ربما يكون من المثير للاهتمام معرفة آلية عمل هرمونا الغرلين واللبتين في الأمراض الأخرى، مثل الجروح المعقمة والسرطان ومعرفة التغيير الطارئ على هذه العمليات عندما يعاني المريض من عدة أمراض متزامنة مثل السمنة والسكري”.

الخطوات المستقبلية

تتمثل هذه الخطوات في فهم أهمية الخلايا المناعية، مثل العدلات أثناء العدوى بشكل أفضل. ما يهتمون به خصوصًا هو كيفية استخلاص هذه العدلات من العدوى، وما إذا كانت هذه العدلات تقوم بوظائف أخرى إضافةً إلى إزالة البكتيريا.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: د. صفاء إسماعيل عطا

مراجعة وتدقيق: أماني نوار

تويتر: amani_naouar


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!