كيف تساعدك مسامحة الآخرين على استعادة إنسانيتك؟

كيف تساعدك مسامحة الآخرين على استعادة إنسانيتك؟

20 يناير , 2023

ترجم بواسطة:

منة إدريسي

دقق بواسطة:

زينب محمد

النقاط الرئيسية

  • عندما يعاملنا الآخرون بشكل غير عادل، يمكن أن نصاب بالغضب، أو القلق، أو الاكتئاب.
  •   مسامحة الآخرين الذين كانوا غير منصفين بحقنا لا يقلل من المشاعر السلبية فحسب، بل يزيد أيضًا من المشاعر والأفكار الإيجابية عن الذات.
  • يؤدي التسامح إلى تعزيز قدرة المرء على الثقة بالآخرين بشكل عام وبذاته.

على مدى الثلاثين عامًا الماضية، أظهرت الأبحاث حول سيكولوجية التسامح أن أولئك الذين يغفرون يمكن شفاؤهم من التبعات النفسية والجسدية، مثل الاستياء، والقلق، والاكتئاب، وضغوط ما بعد الصدمة، وحتى اضطرابات تدفق الدم.

بالرغم من أن الأمر غير شائع، لكنه نوقش في الأدب والتحليل النفسي. عندما تسامح الآخرين من الأعماق، تأخذ وقتك في فهم جروح الآخر، وتشعر بالتعاطف معه، وتكون جيدًا مع الشخص الذي أساء، تستطيع في الواقع إعادة بناء ذاتك الإنسانية لتصبح شخصًا أقوى وأفضل كذلك. هناك أربعة جوانب لتنمية ذاتك الإنسانية بمجرد سلوك طريق المغفرة يجب أخذها بعين الاعتبار.

1. زيادة المشاعر الإيجابية تجاه الذات

 عندما يعاملنا الآخرون بشكل غير عادل، فهناك ميل لتصديق الكذبة التي يتداولها الآخرون أو المتعارف عليها اجتماعيًا في سياق التعرض للظلم، وعندما يقوم البعض بالحط من قدر الإنسان بدون وعي منه، بمرور الوقت تستقبل الذات رسالتهم وتبدأ في تطوير مشاعر سلبية تجاه النفس لا أساس لها من الصحة على الإطلاق. وعلى عكس ذلك تمامًا، عندما تتواصل مع الشخص المسيء بلطف، فإن المفارقة هي أن هذا اللطف يبدأ في التطور تجاه الذات. حيث تتغير المشاعر تجاه الذات من سلبية قاتمة، وكراهية مفرطة إلى مشاعر أكثر احترامًا ورأفةً بالنفس.

2. رؤية واعية للقيمة الفردية لكل شخص

 عندما يقع الإنسان ضحية لظلم كبير، يكون هناك ميل أولي لإدانة من تصرفوا بشكل غير عادل. فالاتجاه المتبع غالبًا هو تعريف الشخص الآخر من خلال الأفعال الظالمة فقط. خلاصة الأمر أن الشخص الظالم ليس شخصًا ذا قيمة نهائيًا، وفي كثير من الأحيان تخلُص الضحية إلى النتيجة ذاتها أيضًا فيما يخص ذاتها، ألا وهي التنقيص من قيمته الشخصية كشعور لاإرادي، وإلا ما كان يتعرض لمثل ذلك الموقف المهين أبدًا حسب اعتقاده.

لكن عندما يغفر الناس، فإنهم يتمكنون على مدى أشهر أحيانًا، من رؤية الشخص المسيء على أنه يمتلك قيمة فطرية متأصلة في شخصيته لا يمكن كسبها أو التخلص منها من خلال سلوكه السيئ. ذلك لأن كل شخص على هذه الأرض مميز وفريد من نوعه وبالتالي لا يمكن تغييره. هذا النوع من التفكير يؤدي بعد ذلك إلى التطبيق المباشر لهذه الفكرة على الذات. فعندئذٍ -أنا أيضًا أمتلك قيمة متأصلة ما تميزني دون غيري لكنها حميدة- بالتالي يمكن أن تكون هذه الفكرة وحيًا لشخص يعاني لفترة طويلة من تدني تقدير الذات.

3. زيادة القدرة على الثقة في العلاقات الإجتماعية

 عندما تتضرر الثقة من تصرفات شخصٍ واحد، قريب مثلاً أو ما إلى ذلك، فهذا الأمر يعد ضارًا جدًا لدرجة أن الضحية تعمم انعدام الثقة على جميع الأشخاص، بما في ذلك أصدقاء المستقبل المحتملين. و تصبح الفكرة السائدة  هي “لا يمكن الوثوق بأحد”، لكن عندما يغفر الناس، فإنهم يدركون أن التسامح هو أداة حماية أبدية من المشاعر السلبية المفرطة، إنها تولد الشجاعة لتجربة علاقة جديدة حتى إذا كانت ستنتهي بالفشل. وبالتالي، فالتسامح يمكن أن يعيد إحساسًا عامًا بالثقة، وليس بالضرورة تجاه المسئ غير المبالي، مما يسمح بعلاقة مُرضية للطرفين في المستقبل مع شخص جديد.

4. هوية أكثر إيجابية

 عندما يُعامل الناس معاملة سيئة للغاية من شخص آخر، يمكن أن يستسلموا لمشاعر سلبية جديدة مثل “أنا ضحية”. هذا التعبير الجديد سيشكل أساس هوية سلبية معممة  تميل إلى السيطرة على أفكار الشخص، وذلك بتعريف الذات على أنها ضحية، شخص عومل وسيُعامل دائمًا إبتداء من الآن فصاعدًا بشكل غير منصف.

في الدراسة التي أجراها ريد وإنرايت (2006)، عندما غفرت النساء المعنفات عاطفيًا لشريكهن السابق، كان لديهن تحول ملحوظ في هويتهن من “الضحية” إلى نظرة أكثر إيجابية عن شخصيتهن. كما قالت لي إحداهن ذات مرة، “عندما سامحت، انتقلت من رؤية نفسي من مجرد ضحية إلى شخص ناجح الآن”.  فهذا مايسمى إعادة بناء هوية المرء.

وختامًا، فإن التسامح صفة نبيلة، أثبتت نتائجها المبهرة  في القدرة على  التغلب على المشاعر النفسية السلبية، مثل الغضب والقلق والاكتئاب. لأن جمال التسامح يكمن في اختياره دون ضغط من الآخرين، مما يساعد في التئام الجروح الإنسانية.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: منة إدريسي

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!