ثمان نصائح لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الخاصة

ثمان نصائح لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الخاصة

15 يونيو , 2022

ترجم بواسطة:

سماح الرفاعي

دقق بواسطة:

سراء المصري

كيفية استعادة السيطرة على ساعات الراحة

حينما يمر الجميع بأوقات عصيبة في العمل، تتراكم المشاريع، فتؤخرك لتضطر للعمل في المساء وفي عطلة نهاية الأسبوع، ولكن رسائل البريد الإلكتروني والرسائل الأخرى لا تزال مستمرة دون تباطؤ.

وعندما يصبح هذا الجدول المزدحم بالأعمال هو الواقع، فهذا يعني أنه حان الوقت لإعادة تقييم التوازن بين العمل والحياة الخاصة، وإجراء تغييرات صحية لتجنب الاحتراق الوظيفي.

ولكن، كيف تعرف أن الوقت حان للنظر فيما إذا كانت وظيفتك مناسبة لحياتك؟

ما هو التوزان بين العمل والحياة الخاصة؟

إن مفهوم التوزان بين العمل والحياة الخاصة يختلف من شخص إلى آخر، وبالطبع أنت تسعى لكي تبذل 100% من مجهودك لأجل العمل.

ومع ذلك، وبكل إيجاز، يعني التوازن بين العمل والحياة الخاصة أنك لن تقضي 100% من وقت راحتك في العمل أو التفكير في العمل. بل ستقضي وقتك في ممارسة الأشياء التي تستمتع بها، سواء كان ذلك السفر، أو تنمية هواية، أو قضاء وقتك مع الأصدقاء والأهل. 

كما تستطيع أن تستقطع وقتًا لنفسك، وأن تهتم بصحتك أو ببساطة أن تسترخي وتتخلص من الضغوط.

تقول الأخصائية النفسية إيمي سوليفان الحاصلة على الدكتوراه في علم النفس: “إن العمل يعني أكثر من مجرد عمل بالنسبة لكثير منا، فهو جزء لا يتجزأ من قيمنا، ونحن فخورون بعملنا”.

وتضيف: “ولكن إن تخطى العمل الحد الفاصل بين ما يجلب لنا قيمة وسعادة وبين ما يجلب لنا الضغوط الشديدة، فهذا سوف يؤذي صحتنا أوعلاقاتنا، وهنا يتوجب علينا أن نقيم السبب الذي يجلب لنا الضغوط وكيفية معالجتها، فبغض النظر عن التضحية في موقف طارئ كإنقاذ حياة إنسان، لا شيء أولى من صحتك وعلاقاتك”.

أهمية تحقيق التوازن بين العمل والحياة الخاصة

بالرغم من أن العمل الجاد يحظى بالتقدير في ثقافتنا، إلا أنه لا يستلزم ذلك أن تجعل عملك يسيطر على حياتك، فلا ضير أن تعتني بنفسك أولاً (بل ومن الضروري أن تفعل ذلك).

فزيادة الضغط قد تؤثر سلبًا على صحتك، كأن تصاب بارتفاع في ضغط الدم، والذي بدوره قد يسبب أمراض القلب أو آلامًا في العضلات، كما يجعلك ذلك أكثر عُرضة للإصابة بالمرض، فالضغط من شأنه أن يؤثر سلبًا على نظامك المناعي.

فقد وجدت دراسة حديثة أجرتها منظمة الصحة العالمية ومنظمة العمل الدولية أن العمل لأكثر من 55 ساعة في الأسبوع يزيد من خطر الإصابة بمرض نقص تروية القلب أو السكتة الدماغية، وذلك عند المقارنة بأشخاص عملوا لمدة 35 أو 40 ساعة في الأسبوع. 

عندما يختل التوزان بين العمل وحياتك الخاصة، فقد تتعرض للإصابة بالاحتراق الوظيفي، وهي حالة تكون فيها منهكًا تمامًا إلى درجة أن تنفيذ الأعمال السهلة يكون مرهِقًا.

إضافةً إلى ذلك، فإن أخذ فترة راحة بين الحين والآخر يجعلك موظفًا أفضل، كما أن هذا يجعلك قادر على أن تبدع في إيجاد منظور جديد لعملك الخاص وفريقك.

علامات تشير إلى ضرورة إعادة ضبط التوزان بين العمل والحياة الخاصة

لقد يسرت التكنولوجيا أداء وظائفنا، ولكن مع ازدياد وظائف العمل عن بعد، فقد جعلت الابتعاد عن العمل أكثر صعوبة ليصبح التوازن بين العمل والحياة الخاصة خارج السيطرة، وفيما يلي بعض العلامات التي تشير إلى حاجتك إلى إعادة ضبط التوازن بين العمل والحياة الخاصة.

1. توقفك عن الاهتمام بجسمك

سهرك لوقت متأخر أو مواجهة صعوبة في النوم المتواصل، أو جلوسك طوال اليوم دون ممارسة تمارين رياضية، أو تناول الطعام الجاهز بكثرة، أو عدم الأكل إطلاقًا، أو قد يكون لديك ألم مزعج أو قلق بشأن صحتك وتشعر بأنه ليس لديك الوقت الكافي للذهاب إلى الطبيب.

2. صحتك النفسية في تدهور  

لقد بدأت في ملاحظة علامات تدل على القلق والاكتئاب، هل تشعر بالغضب أو بالانفعال؟ وقد تشعر أيضًا بالقلق وعدم الاستقرار واليأس ونوبات الهلع وتقلب المزاج وربما تراودك أيضًا أفكار حول الانتحار.

3. اللامبالاة

لم يعد عملك يشعرك بالقيمة، ولا تشعر بالترابط مع زملاء عملك أو عملائك، وكل ما تفعله هو مجرد استمرارك في التحرك، دون أن تكترث لعملك.

4. تشعر بأنك غير كفؤ

مهما فعلت، تشعر أن مجهودك غير كافٍ، ودائمًا ما تكون متأخرًا عن الناس وجودة عملك سوف تتأثر سلبًا تبعًا لذلك، وتقلق باستمرار حول أداء عملك، وتخشى أن تطرد من عملك (كما يجول هذا في خيالك سرًا).

5. لا يوجد حدود واضحة بين العمل والمنزل

إن ازدياد وظائف العمل عن بعد وزيادة العاملين فيها من المنزل قد شكّل صعوبة في الفصل بين ساعات العمل وساعات الراحة، ومع ذلك، فالأمر يتخطى مجرد حاجتك للرد على رسائل البريد الإلكترونية أثناء الليل.

ومن الممكن أن عملك لا يشجع العادات الصحية، فعلى سبيل المثال، تجد نفسك تعمل ساعات عمل طويلة للغاية، ولا تجد فرصة لأخذ فترة راحة دون تلقي اتصالات ورسائل نصية ورسائل البريد الإلكترونية من جهة عملك، كما تشعر أن عليك أن تكون متاحًا طوال الوقت.

6. تشعر بالوحدة

بالرغم من وجود الناس من حولك طوال الوقت ودائمًا ما تكون منشغلاً بالأجهزة الإلكترونية، فلن يكون لديك الوقت ولا الطاقة لتحظى بتواصل ذا قيمة مع الأهل أو الأصدقاء، ومن ثم ستتضرر علاقاتك.

نصائح لتحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة الخاصة

إذا كانت لديك أي علامة من العلامات السابقة، فلا تيأس، لأن د. سوليفان تقترح عليك النصائح التالية لتتحكم بحياتك لتضع الأمور في نصابها الصحيح:

أوجد مسافة مكانية بين عملك وبين منزلك

 إذا كنت تتنقل من وإلى العمل، فتلقائيًا هذا يعني أن هناك مسافة مكانية بينك وبين العمل، لكن العمل من المنزل له شأن آخر.

وبكل تأكيد، إن تنفيذ العمل وأنت جالس على أريكتك في المنزل (أو على سريرك) يعد ميزة رائعة بالنسبة للعمل عن بعد، ولكن ستتعرض للكثير من الضغوط إن أصبحت غرفة المعيشة هي مكتبك الدائم، ففي نهاية المطاف، عندما يحين موعد عطلة نهاية الأسبوع وتستعد لمشاهدة فيلم، فسوف تخلط بين مساحة راحتك وبين العمل.

ويكمن الحل في أن تجد لنفسك مساحة مخصصة لمكتبك منفصلة عن مكان نومك وراحتك، وليس من الضروري أن تكون غرفة أخرى، فيكفي أن تكون طاولة لتعمل عليها، فالفكرة أن تجد مكانًا منفصلاً يرتبط بالعمل، حتى لوكان على مسافة 10 أقدام مشيًا من سريرك إلى مكان مكتبك.

ابتعد تمامًا عن مجال عملك عندما تكون في المنزل

تؤكد د. سوليفان قائلة: “ضع هاتفك جانبًا، لا ينبغي علينا أن نكون متواجدين إلى جانب الهاتف لمدة 24 ساعة على مدى الأسبوع”. فالنظر والرد باستمرار على الرسائل النصية ورسائل البريد الإلكترونية يرفع من مستوى الضغط، ويصعّب التواصل مع أفراد الأسرة ويؤثر سلبًا على النوم، فإن كنت لا تستطيع أن تكف عن الرد على كل رسالة وبريد إلكتروني يصل إليك، وحتى بعد مرور ساعات، فأغلق هاتفك أو ضعه على الوضع الصامت، أو ضعه في غرفة أخرى حتى لا تراودك الرغبة في الرد.

كن أكثر فعالية في عملك

ركز على مهمة واحدة في كل مرة واستمر بالعمل عليها حتى تكتمل، لا تحاول أن تقوم بمهمات متعددة في نفس الوقت، أغلق بريدك الإلكتروني وهاتفك كلما استطعت للتقليل من المشتتات، وحول هذه النقطة تقول د. سوليفان: “إن كنا نعمل بفعالية، فسننهي عملنا، ومن ثم يمكننا أن نذهب إلى المنزل ونقضي وقتًا مع أسرتنا”.

اجعل العناية الذاتية من أولوياتك

اتخذ قرارًا لتحديد وقت للتمارين، اختر وخطط وجباتك المغذية ووقتًا ممتعًا مع الأصدقاء والأهل، ولا تتنازل عن هذه الأمور في جدولك، وتذكر أن العناية بالذات ليست ترفًا بل ضرورة.

خذ أجازة حتى لو كانت في المنزل

إن كان لديك مصرفًا مليئًا بأيام الأجازة، فلا تجعلها تتراكم من سنة إلى أخرى، بل خذ فترة راحة، حتى لو كان يومًا للاستجمام النفسي لتتمكن من النوم لوقت أطول من المعتاد، وتستطيع مشاهدة الأفلام طوال اليوم أو في ظهيرة يوم الجمعة حيث يمكنك أن تغادر عملك مبكرًا وتقابل أصدقاءك للعشاء، فنحن جميعًا في حاجة إلى أخذ فترات راحة من وقتٍ إلى آخر.

ضع حدودًا

قد تشعر بالرهبة عند التحدث إلى رئيسك في العمل حول مواضيع جادة، مثل وضع الحدود أو الاحتراق الوظيفي، ولكن إن كنت واضحًا بشأن حاجاتك مثل عدم ردك على البريد الإلكتروني في عطلة نهاية الأسبوع لأنك تقضي وقتًا مع أسرتك، سوف يزيل هذا أي سوء تفاهم.

اقضِ بعض الوقت لتكتب قائمة بالأشياء التي تجعل وظيفتك أسهل وأقل توترًا، حدد الأولويات الأكثر أهمية (التي في دائرة تحكمك وتستطيع تغييرها) وأجرِ حوارًا مع رئيسك في العمل للتحدث عن هذه النقاط.

ابحث عن وظيفة جديدة

لسوء الحظ، في بعض الأحيان تدرك في مرحلة ما أن تحقيق التوازن بين العمل والحياة الخاصة أمر مستحيل إذا ظللت حيث أنت، فقد تكون بيئة عملك بيئة سامة لا تقدر قيمة الأجازة، أو ثقافة الشركة التي تعمل فيها لا تتفق مع قيمك، وفي حالة كهذه، فإن البحث عن وظيفة جديدة (أو على الأقل إيجاد خطة خروج) هو الحل الأمثل على الأرجح، لأن صحتك مهمة. 

 ابحث عن المساعدة بواسطة مختص

إذا تمكن التوتر منك وأثّر على صحتك النفسية، لا تتردد في التحدث إلى طبيب نفسي، فالكثير من رؤساء العمل يعرضون برنامجًا لمساعدة الموظفين التي تربطك بمختص في الصحة النفسية لديه خبرة في مساعدة الناس لإدارة الضغط النفسي.

المصدر: https://health.clevelandclinic.org

ترجمة: سماح الرفاعي

مراجعة وتدقيق: سراء المصري


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!