اكتشاف جديد قد يؤدي إلى تقليل الآثار الجانبية الناتجة عن أدوية مرض السكري

اكتشاف جديد قد يؤدي إلى تقليل الآثار الجانبية الناتجة عن أدوية مرض السكري

8 أبريل , 2022

ترجم بواسطة:

سالي محمد

دقق بواسطة:

زينب محمد

أثناء البحث عن الاختلافات الدقيقة بين نوعين من البروتين، رُبما اكتشف باحثون من كلية بيرلمان للطب بجامعة بنسلفانيا كيفية التغلب على مخاطر زيادة الوزن الناتجة عن أحد أدوية مرض السكري. ومن خلال هذا، فإنه من المحتمل أن يحصل المزيد من مرضى السكري علي علاج أكثر فعالية، وذلك باستخدام أدوية الثيازوليدين ديون المُعَدَلة والتي غالباً يتجنب الكثيرون استخدام تركيبتها الحالية بسبب آثارها الجانبية. نُشِرت هذه النتائج في مجلة Genes & Development.

احتمالات مبشرة للقضاء على الآثار الجانبية لدواء السكري الثيازوليدين ديون

وقال د. ميشيل لازار، رئيس باحثي الدراسة، وحاصل على درجة الدكتوراة: “ثُبت وجود اختلافاً واحداً صغيراً، ولكنه هاماً للغاية وغير مكتشف بين تكويني نفس النوع من البروتين”. وأضاف ويلارد ورودا، وهو أستاذ في مرض السكري وأمراض التمثيل الغذائي: “تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى طريقة لتطوير آلية عمل أدوية الثيازوليدين ديون، والتي تبشر بالتغلب على الآثار الجانبية المتعلقة بزيادة الوزن”.

تقلص انتشار استخدام أدوية مرض السكري الثيازوليدين ديون والتي تعرف أيضاً باسم جليتا زون بسبب آثارها الجانبية، مثل زيادة الوزن. حيث تعمل هذه الأدوية عن طريق تنشيط بروتين الخلية الدهنية المعروف باسم مستقبل منشط بمكاثر البيروكسيوم من النوع غاما (PPARγ) والذي يتواجد في شكلين هما (PPARγ1) و(PPARγ2) اللذان كانا الاختلافات الوظيفية بينهما غير واضحة. ولكن اكتشف الباحثون بجامعة بنسلفانيا أثناء فحص كل شكل من البروتين على حدة أن تنشيط (PPARγ2) باستخدام أدوية الثيازوليدين ديون يحمي الفئران من تغييرات التمثيل الغذائي المشابهة لمرض السكري، دون التسبب في زيادة الوزن.

ويتميز مرض السكري من النوع 2 بوجود خلل وظيفي تدريجي في نظام إشارات هرمون الأنسولين بالجسم؛ مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الجلوكوز (السكر) في الدم بشكل مزمن. وهذا بدوره يساهم في حدوت تصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم، وكذلك حدوت النوبات القلبية والسكتات الدماغية وغيرها من الأمراض الخطيرة. ويُعتقد أن مرض السكري من النوع 2 قد انتشر على نطاق واسع بسبب السمنة والتغذية غير الصحية بجانب أنماط الحياة الحديثة المرفهة، والتي تتسم بقلة الحركة. حيث أصبح وباء في العديد من البلدان. ورصدت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية أنه في الولايات المتحدة وحدها يوجد ما يقرب من 35 مليون فرداً أي ما يعادل 10% من السكان يتعايشون مع هذا المرض.

طُرحت أدوية الثيازوليدين ديون والتي منها الروزيجليتازون (المعروف بالاسم التجاري أفنديا) في التسعينيات، واستُخدِمَت لسنوات عديدة على نطاق واسع كأدوية لمرض السكري. ومنذ ذلك الحين أصبحت أقل شيوعاً بسبب آثارها الجانبية.

وقد دفع هذا بعض الباحثين إلى دراسة إذا ما كان من الممكن تطوير مركبات جديدة تحافظ على التأثيرات العلاجية لهذه الأدوية، ولكن مع تقليل آثارها الجانبية.

ناقش لازار وفريقه هذه المشكلة بصورة أدق أثناء دراستهم، وذلك بفحص هدف أدوية الثيازوليدين ديون وهو (PPARγ)، والذي يساعد علي التحكم في إنتاج الخلايا الدهنية. حيث درس العلماء فئتين من الفئران: إحداهما لديها نقص ملحوظ في أحد أشكال البروتين من النوع (PPARγ1) بينما الأخرى لديها نقص ملحوظ في (PPARγ2).  لاحظ العلماء أن تنشيط (PPARγ1) أو (PPARγ2) في الفئران باستخدام الثيازوليدين ديون له تأثير مخفض للسكري في كلا الفئتين؛ مما يحمي الفئران من مخاطر تمثيل النظام الغذائي الغني بالدهون.

ورغم ذلك، اكتشف الباحثون أن تنشيط هذين الشكلين له تأثير مختلف ودقيق على نشاط الجينات. علي وجه التحديد في مجموعة الفئران التي لديها نقص في PPARγ1، (أي أن أغلب المستقبلات كانت من النوع PPARγ2)، وُجِد أن العلاج بالثيازوليدين ديون لم يتسبب في زيادة الوزن.

لذا، تُشير النتائج أنه من الممكن تحقيق فوائد الثيازوليدين ديون، دون التأثير الجانبي المتعلق بزيادة الوزن، وذلك يحدث عن طريق تحفيز (PPARγ2) فقط دون (PPARγ1).

قال لازار: “ندرس الآن تفصيلياً كيف يعمل كلاً من (PPARγ1) و (PPARy2) بصورة مختلفة، ونأمل في الوصول إلى آليات لتنشيط (PPARγ2) بشكل انتقائي”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: سالي محمد أحمد الشاطر

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!