crossorigin="anonymous">
18 يناير , 2023
نجح في التصدي لاثنين من الأدوية شديدة الإدمان -فنتانيل وميثامفيتامين- في التجارب المعملية
ارتفعت الجرعات الزائدة للأدوية المخدرة في الولايات المتحدة بشكل حاد في العقدين الماضيين. إذ توفى قرابة 92.000 شخص من الجرعات الزائدة للأدوية غير المشروعة والأفيونيات الموصوفة في عام 2020 -أكثر بخمس مرات من عدد الوفيات في عام 2000- وتعد الأفيونيات الصناعية مثل الفنتانيل أحد الجناة الرئيسيين.
أنقذ نالوكسون (وهو دواء قابل للحقن موجود في الأسواق باسم ناركان بخاخ للأنف) أرواحًا لا حصر لها، لكنه يعمل فقط مع الجرعات الزائدة من الأفيونيات وله قيود أخرى. الآن، هناك جهود لإيجاد علاج أكثر شمولاً لجرعات الأدوية الزائدة، اختبر مجموعة من علماء جامعة ماريلاند مركب كيميائي (Pillar[6] MaxQ (P6AS)) لاستخدامه كمصل مضاد للميثامفيتامين والفنتانيل. نُشرت نتائجهم في دورية Chem وكانت واعدة للغاية.
قال لايل إسحاق، مؤلف الدراسة الرئيسي والأستاذ في قسم الكيمياء والكيمياء الحيوية في جامعة ماريلاند: “للأفيونيات عامل انعكاس في نالوكسون بالفعل، لكن هناك مجموعة متنوعة من الأدوية غير الأفيونية التي يساء استخدامها -مثل ميثامفيتامين، وفينسيكليدين (PCP)، وميفيدرون، وإكستاسي (MDMA)، والكوكايين- ليس لديها مصل مضاد محدد. وهذه واحدة من الفرص الهائلة لمركبنا”.
أظهرت التجارب المعملية في المختبر والجسم الحي أن (P6AS) يعزل كل من ميثامفيتامين وفنتانيل بنجاح، وأنه محفز غير أفيوني يخفف من آثارهم الحيوية المهددة للحياة. كما كشفت الاختبارات المعملية أن (P6AS) يرتبط بقوة مع أدوية أخرى، مثل (PCP)، وإكستاسي، وميفيدرون، مما يرجح استخدامه يومًا ما للتصدي لمجموعة واسعة من الأدوية.
أُجريت الدراسة بمختبرات إسحاق وبالتعاون مع الباحثين من قسم علم الأحياء الخلوي والوراثة الجزيئي وقسم علم النفس بجامعة ماريلاند. وأقرت بأولى تطبيقات (P6AS) في الجسم الحي، على الرغم من توثيق إسحاق وويجين شواي، وهو مشارك سابق ما بعد الدكتوراه في قسم الكيمياء والكيمياء الحيوية، لكيفية تصنيعه وخصائصه الكيميائية عام 2020.
يعمل (P6AS) كوعاء جزيئي، أي أنه يرتبط بالمركبات الأخرى ويعزلها في تجويفه المركزي. وفسر إسحاق: “عندما نضع الجزيئات في أوعيتنا نستطيع أن نبطل خصائصها الحيوية وبالتالي عكس أي آثار قد تفعلها. لذلك قسنا التفاعل بين الوعاء الخاص بنا ومجموعة متنوعة من الأدوية التي تسبب الإدمان -مثل ميثامفيتامين، وفنتانيل، وإكستاسي، وغيرها- واكتشفنا أن الوعاء الجديد الذي صنعناه يرتبط بشكل كبير مع العديد منهم”.
وأوضح إسحاق: “كشفت الاختبارات التي أجريت في الجسم الحي أنه يمكن عكس تأثيرات ميثامفيتامين عن طريق إعطاء (P6AS) بعد خمس دقائق، والتي لا تزال فترة قصيرة جدًا بالنسبة لمواقف العالم الحقيقي. مع ذلك يمكن عكس آثار الفنتانيل باستخدام (P6AS) بعد 15دقيقة والتي تقترب من تلبيه المبادئ التوجيهية الفيدرالية لعوامل عكس الأدوية”.
على عكس نالوكسون، الذي يمنع الأدوية التي تسبب الإدمان من الارتباط بالمستقبلات في الدماغ، يستهدف الوعاء الجزيئي لفريق جامعة ماريلاند الأدوية الموجودة في مجرى الدم مباشرةً. قال إسحاق: “يمتص مركبنا الدواء الموجود في مجرى الدم ونعتقد أنه يعزز إفرازه في البول. يُعرف هذا باسم الحركية الدوائية، وهو محاولة تقليل تركيز الدواء الحر الموجود في الجسم”.
يجب اختبار ما إذا كان هذا المركب يحفز خروج الدواء من الجسم معمليًا. فإذا كان أداؤه كما يتوقع العلماء، سيكون مفيدًا خاصة للجرعات العالية من الفنتانيل، وهو أقوي 50 مرة من الهيروين و100 مرة من المورفين. تفسر قوته وآثاره العالقة في الجسم سبب استمرار بعض المرضى في المعاناة من الجرعات الزائدة حتى بعد تناول نالوكسون. ويعتقد إسحاق أن خروج الفنتانيل قد يمنع هذه الظاهرة المعروفة باسم إعادة التخدير.
قال إسحاق أنه قد تمر سنوات قبل الموافقة على المركب الجديد للاستخدام البشري. ومع ذلك فإنه يتصور استخدامه عن طريق الحقن، فهو يشبه كثيرًا نالوكسون لكن مع احتمالية تطبيقات أوسع. يعتقد إسحاق أنه قد يستخدم حتى لمعالجة الجرعات الزائدة من الأدوية القوية جدًا مثل: كارفنتانيل الذي ارتبط بسلسلة من الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة في السنوات الأخيرة.
وأضاف: “هناك أفيونيات صناعية أخرى أقوى من فنتانيل -أشياء مثل كارفنتانيل يصعب عكس آثارها باستخدام نالوكسون، بالإضافة إلى أن بعض الناس تحصل على الكثير من الفنتانيل لدرجة أن هناك حاجة إلى جرعات متعددة من نالوكسون. لذلك هناك مكان لعامل جديد ومتطور ربما يساعد في هذه المواقف”.
المصدر: https://www.sciencedaily.com
ترجمة: أماني علام
لينكد إن: amany-allam
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً