فريق بحثي يتوصل إلى علاج لسرطان القولون المُنتشر من خلال الدراسات ما قبل السريرية

فريق بحثي يتوصل إلى علاج لسرطان القولون المُنتشر من خلال الدراسات ما قبل السريرية

17 يناير , 2023

ترجم بواسطة:

إسراء كريم

دقق بواسطة:

زينب محمد

أظهر علاج تجريبي نتائج واعدة في النماذج ما قبل السريرية لنوع سريع الانتشار من سرطان القولون والمستقيم، وفقًا لدراسة جديدة أجراها باحثو طب ويل كورنيل.

يُمثل سرطان القولون والمستقيم سريع الانتشار حوالي ثلث جميع حالات سرطانات القولون والمستقيم، وتُعد العلاجات المناعية المستهدفة غير فعالة مع هذا النوع من السرطان حيث إن البيئة داخل الورم تُبقي الخلايا المناعية التي ستقتل خلاياه بعيدًا.

وجد فريق بقيادة الطبيبة ماريا دياز ميكو  والطبيب جورج موسكات وكلاهما أستاذا هوميروس تي هيرست الثالث لعلم الأورام في علم الأمراض في طب وايل كورنيل، أن تراكم جزيء يُسمى هيالورونان يُعد خطوة هامة في تشكيل أورام سرطان القولون والمستقيم سريعة الانتشار. كما أوضحوا أيضًا أن العلاج التجريبي المُستهدف للهيالورونان يُقلص من الأورام الشبيهة بأورام سرطان القولون والمستقيم سريعة الانتشار في الفئران.

نُشرت الدراسة في دورية cell cancer في ديسمبر الماضي.

أوضح الطبيب موسكات، نائب الرئيس لبيولوجيا الخلايا والسرطان في قسم علم الأمراض والطب المخبري وعضو في مركز ساندرا وإدوارد ماير للسرطان في طب وايل كورنيل، “لقد اكتشفنا أحد أهم آليات عمل هذا النوع العدواني من سرطان القولون والمستقيم، ونحن بصدد تقديم علاج للمرضى الذين لديهم حاليًا خيارات قليلة”.

كما أضافت الطبيبة دياز ميكو، عضو في مركز ماير للسرطان أيضًا: “لقد كان لاكتشافنا نتائج هامة في تفادي هذا النوع من سرطان القولون والمستقيم”.

أوضحت الدراسة السابقة لفريق البحث أن المرضى الذين لديهم مستويات منخفضة من إنزيمان يُسميان (PKCz) و(PKCi) لديهما قابلية أكثر لتطور أورام سرطان القولون والمستقيم سريعة الانتشار ولديهم تنبؤات سيئة بالمرض. عندما أُغلق ترميز تشفير الجين لهذه الإنزيمات في الفئران، ظهر لدى الحيوانات الأورام الشبيهة بأورام سرطان القولون والمستقيم سريعة الانتشار.

وتابع الطبيب موسكات: “يُعد هذان الإنزيمان حُراس البوابات. وبغيابهما، يتحفز تكوين الورم في الحال”.

وأوضح استخدام النموذج الحيواني وتحليل الخلية المفردة لأورامهم، من خلال الفريق المُكون من المؤلفين المشاركين الأوائل الطبيب أنسو مارتينز أوردونيز، زميل ما بعد الدكتوراه في علم الأمراض والطب المخبري، والطبيب أنجيليس دوران، أستاذ مساعد في البحث في علم الأمراض والطب المخبري، أن أحد الخطوات الأولى في العملية هو تراكم الهيالورونان، والذي يبدأ قبل تشكل الأورام. حيث يجذب الهيالورونان خَلاَيا النَّسيجِ الضَّام والتي تسمى أرومات ليفية. وتابع الطبيب موسكات: “تُحفز هذه الخلايا تطور خلايا الاورام الأكثر عدوانية وتوقف قدرة الجهاز المناعي على قتل خلايا الأورام”.

لكن في الفئران، فإن معالجة أورام سرطان القولون والمستقيم سريعة الانتشار بعلاج تجريبي يسمى هيالورونيداز، والذي بدوره يُكسر هيالورونان، قد قلصَ الأورام، وسمح للخلايا المناعية أن تهاجم خلايا الأورام. إن دمج العلاجات المناعية المُوجهة ( anti-PD-L1) و(anti-PD-L1) مع هيالورونيداز استأصل فعليًا أورام سرطان القولون والمستقيم سريعة الانتشار التي قد انتشرت في كبد الحيوانات. أوضحت الطبيبة دياز-ميكو أن هذا مثير بشكل خاص لأن نقائل الكبد منتشرة بين المرضى الذين يعانون من أورام سرطان القولون والمستقيم سريعة الانتشار ومن الصعب علاجها.

وأكملت الطبيبة ديازميكو: “يجعل الهيالورونيداز الأورام سريعة التأثر بالعلاج المناعي”.

وحدد فريق البحث مؤشرات حيوية قد تساعد في التعرف على أي من مرضى أورام سرطان القولون والمستقيم سريعة الانتشار سيستفيد من العلاج بالهيالورونيداز. ويعملون حاليًا مع شركاء إكلينيكيين لبدء تجربة سريرية.  وأظهرت تجارب الهيالورونيداز السريرية كعلاج لسرطان البنكرياس أن الدواء آمن وآثاره الجانبية محدودة. لكن العلاج لم يكن مؤثرًا ضد سرطان البنكرياس.

وأشارت الطبيبة دياز ميكو أن الفريق توقع استجابة أفضل في مرضى أورام سرطان القولون والمستقيم سريعة الانتشار، لأنه على عكس سرطان البنكرياس، فإن هذه الأورام لديها خلايا مناعية والتي رُغم أنها مستبعدة من لُب الورم، موجودة على محيطها الخارجي ومُستعدة لتنشط.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الجرعة التي خططوا لتجربتها في مرضى أورام سرطان القولون والمستقيم سريعة الانتشار متساوية مع الكمية المُستخدمة في الدراسات ما قبل السريرية. وأوضح الطبيب موسكات أن الدراسات ما قبل السريرية على سرطان البنكرياس استخدمت جرعات عالية جدًا من الدواء، والتي لم تكن مناسبة لتجارب الإنسان.

يسعى فريق البحث إلى طرق تمنع أورام سرطان القولون والمستقيم سريعة الانتشار من التكون أو الانتشار. ويأملون معرفة كيف تُفقد الانزيمات الحارسة قبل بداية السرطان وما إذا كان بإمكانهم إيجاد علاجات تمنع إنتاج الهيالورونان ليمنع السرطان أو انتشاره. مثل هذه العلاجات قد تكون مفيدة بشكل خاص للمرضى الذين لديهم خطورة عالية للإصابة بسرطان القولون والمستقيم، مثل الذين يعانون من التهاب القولون التقرحي أو أمراض الأمعاء الملتهبة.

كما قال الطبيب موسكات: “إذا كان بإمكانك  أن تمنع العملية بإزالة الهيالورونان، فإنك ستمنع تشكيل الورم أو انتشاره إلى الكبد، ويجعل ذلك علاجه أسهل”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: إسراء كريم

لينكد إن: esraa-karim

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!