انفتح على كامل وعيك

انفتح على كامل وعيك

17 يناير , 2023

ترجم بواسطة:

هبة العطار

كن ملمًا بتجربتك كاملة لتشعر بمزيد من الاستقرار داخلك.

تقوم الدوائر العصبّية المتمركزة على الأنا في قشرة الفص الجبهي بتشغيل الإشارات من أعلى إلى أسفل وتتجاهل الإشارات من أسفل إلى أعلى.

تتجاهل قشرة الفص الجبهي الإشارات التصاعدية، مثل التعب المتزايد والتهيج والإرهاق والمشكلات مع الآخرين.

يكمن الوعي بشكل رئيسي في خلفية عقلك.

عندما أعود بتفكيري للأخطاء التي ارتكبتها سابقًا، كإفراغ غضبي بأحدهم أو التسرع بإلقاء الظنون أو الاحتفاء بشيء بشكلٍ مبالغ به أو فقداني لأعصابي وخوفي من التكلم بعفوية، جميع هذه الحالات كانت تجعلني أتآكل من الداخل، أظنّ أنك تعرف ما أقصده.

أجزاءٌ منا تنحاز لنظرة جزئية غير مكتملة تنقاد نحو هدف واحد وتضيق الخناق على أجزاءٍ أخرى إنها تريد حقًا أن تقوم بتجربة خاصة ربما يكون تناول /شرب/ تدخين نوع معين أو الابتعاد بشكل حاسم أو التمسك بمشاعر الغيظ والاستياء تجاه الآخرين.

إن الجزء الأكثر سيطرةً في هذا والذي يعد بمثابة الرئيس الأعلى هو بالتأكيد المدير التنفيذي الداخلي صانع القرار والمسؤول عن القيادة، يطلق عليه البعض اسم الدوائر العصبية المتمحورة حول الأنا والتي تقع في القشرة الجبهية خلف جبينك. وقد اعتُبر هذا الجزء أنه المسؤول عن الخطأ حيث إنه يتبع الإشارات المتجهة نحو الأسفل ويقوم بتجاهل الإشارات المتجهة نحو الأعلى المسؤولة عن التعب المتزايد وحدة الطبع والإرهاق وخلق المشكلات مع الآخرين.

والدوائر العصبية المتمحورة حول الأنا تعتمد على أجزاء متسلسلة تقوم بالتخطيط للعمل، وتعمل على معالجة اللغة، والتي ترتكز على مناطق في الجانب الأيسر من دماغك. (يتم عكس البيانات الواردة هنا حول جوانب الدماغ لحوالي نصف الأشخاص العُسّر). وفي الوقت نفسه، يقوم الجزء الرئيسي بإعاقة ورفض أجزاء أخرى منك وتجاهلها، لا سيما تلك الأكثر ضعفًا، والأكثر هشاشةً، والأقل نضجًا.

لكن عندما تدرك تجربتك بأكملها تكتسب معلومات أكثر وتكون قادرًا على صنع قرارات أفضل. ومن خلال رؤيتك للصورة كاملةً فأنت تدرك بشكل أفضل وتضع الأمور في نصابها. وتحرر طاقتك التي كنت تستهلكها في سبيل كبت مشاعرك الحقيقية. وتصبح على تناغم مع جسدك وقلبك وتصبح أقل تعصبًا وتمسكًا بآرائك. كما تدرك الأشياء الجيدة الموجودة فيك والتي تحيط بك والتي أصبحت على تناغم معها، وتشعر بمزيد من الدعم والحماية. كما تأخذ الأمور على محمل شخصي بشكل أقل.

تشعر بالاستقرار والطمأنينة داخلك.

التمرين

الوعي هو كمنصة عرض كبيرة يعتليها الكثير من المشاهد والأصوات والأذواق واللمسات والروائح والأفكار والمشاعر والذكريات والأمنيات التي تظهر قليلاً ثم تختفي. كل هذا يظهر في وعيك، إلا أنه يكمن بشكل أساسي في الباطن.

 تحيط بؤرة الانتباه بما يدور حول المنصة لتلقي الضوء على الأشياء واحدًا تلو الآخر.

من خلال ممارسة التمارين التالية سوف تصبح قادرًا على توسيع بقعة الضوء-حقل الانتباه- ليشمل أكبر مساحة ممكنة من مساحة المنصة الكلية. هذا يعتمد على الشبكات الموجودة على جانبي الدماغ وبشكل رئيسي الموجودة على الجانب الأيمن لأنه متخصص في المعالجة الشاملة لأخذ الأشياء ككل واعتبارها بنية واحدة متكاملة.

حين استقطاعك لحظة من الهدوء واستغلالها بممارسة هذه التمارين بشكل متكرر، فإنك ستعمل على تحفيز وتقوية الخلايا العصبية التي تدعم الشعور بالكمال وحينها يمكنك الحفاظ على هدوءك مهما كان هناك من الأمور ما يستفزك (حتى عندما تقوم المروحة بجعل دقيق الشوفان يتطاير).

 من هنا ننطلق

كن مدركًا لجميع الأصوات التي تحيط بك لعشرة ثواني أو أكثر، تقبلها كما هي، سواء كانت مستمرة أو متغيرة. تحرر من المعنى الحرفي الباطني حول ما يتعلق بكل صوت، وأبقى مع تجربة الأصوات ككل. لاحظ كيف تشعر: من المحتمل أنك أكثر استرخاءً وراحة. خفف من حدة نظرك وكن مستشعرًا للمشاهد التي تحيط بك، الحقل المرئي ككل. توجه بنظرك نحو الأعلى واكتشف الأفق.

إنك بذلك تقوم بتنشيط الشبكات العصبية التي من شأنها أن تقوم بمعالجة المشاهد بشكل أكثر شمولاً، فتصبح مندمجًا مع العالم بأسره.

قم بممارسة تمارين التنفس لمدة عشر ثواني أو أكثر، استشعر جميع أحاسيس التنفس في مقدمة صدرك وحول قلبك وكن على تناغم معها ككل. ثم انتبه لها وهي تملأ صدرك بالكامل بما في ذلك المعدة والحجاب الحاجز والقفص الصدري والظهر. فكر بالقفص الصدري وكأنه بنية موحدة كاملة بدلاً من أن تشتت انتباهك بالانتقال السريع من إحساسٍ إلى آخر.

قم بزيادة انتباهك ليشمل الأحاسيس التي تشعر بها من خلال حركة الهواء أسفل الحلق والوركين والكتفين وأيضًا إيماءات الرأس التي تحصل مع كل نَفَس بما في ذلك الأحاسيس التي تشعر بها حول أنفك وشفتك العليا، بشكل تدريجي ستشعر بجسدك كله كبنية متكاملة تتنفس نَفَسًا واحدًا.

لاحظ كيف يبدو ذلك، دع هذا الشعور يتسلل داخلك مرارًا وتكرارًا حتى تتمكن من العودة إلى استقرارك الداخلي بطريقة أسهل في المستقبل.

ويمكنك أن تخطو خطوة إلى الأمام، حيث تتلاقى أنفاسك مع الأصوات والمشاهد من حولك، يتم اختبار هذه التصورات ككل، ويتم التعرف عليها كلها مجتمعةً، دون استثناء أيًا منها، نَفَسًا تلو الآخر.

 استرخ أيضًا وتمتع ببعض الشعور بالراحة مع نفسك، حاول الانفتاح على مشاعرك التي لربما حاولت أن تدفعها بعيدًا. هل يمكنك استحضارها والسماح لها بالتدفق داخلك؟ ومن ثم حاول الانفتاح على الاحتياجات أو نقاط الضعف التي طالما حاولت كبتها. رحب بهذه المشاعر والأشواق المختلفة في وعيك. إنك لست مضطرًا لبذل جهد في محاولة إخفاءها.

في الواقع ترحيبك بها سيجعلها أكثر ثباتًا واستقرارًا وأقل إصرارًا وشدةً على الظهور وبذلك ستشعر بأنك أكثر استقرارًا وطمأنينة.

بالقليل من الممارسة التي تتراكم مع الوقت ستشعر وكأنك شخص أكثر كمالاً وأقل تشتتًا وتعصبًا لهذه الطريقة التي سببها الرغبات المتناقضة الموجودة في رأسك. عندما يحدث هذا، ستشعر بمزيد من الإشباع والرضا وبالتالي تكون أقل دفاعًا وعزلةً عن الآخرين وتصبح أكثر تواصلاً مع العالم بأسره.

تخيل ما ستبدو عليه، على الأرجح ستكون أكثر أمانًا، وأكثر رضا، وودودًا ومحبًوبًا أكثر. لذا دع هذه الأحاسيس تتسلل داخلك مرارًا وتكرارًا.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: هبة الحمصي العطار

مراجعة وتدقيق: د. فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!