دراسة جديدة قد تفسر التأثيرات غير المتوقعة لبعض المسكنات الشائعة

دراسة جديدة قد تفسر التأثيرات غير المتوقعة لبعض المسكنات الشائعة

27 يونيو , 2022

ترجم بواسطة:

يارا إسماعيل

دقق بواسطة:

زينب محمد

تستخدم مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل الأيبوبروفين والأسبرين على نطاق واسع في علاج الألم والالتهاب. ولكن قد يكون لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية بعض الآثار الجانبية غير متوقعة وكذلك غير مبررة على العديد من الأمراض بما في ذلك أمراض القلب والسرطان بالرغم من استخدامها بنفس الجرعات.

الآن، كشفت دراسة جديدة تحت إشراف جامعة يال عن الطريقة التي تؤثر بها مضادات الالتهاب غير الستيرويدية على جسم الإنسان، الأمر الذي لم يكن معروفًا من قبل ؛ مما قد يفسر تسبب هذه العقاقير في مجموعة متنوعة من النتائج السريرية، ويمكن أن يوضح كيفية استخدامها في المستقبل.

وقد نُشرت هذه الدراسة في مجلة ” إميونيتي” في الثالث والعشرين من شهر مايو.

 من المعتقد حتى الآن أن الآثار المضادة للالتهاب التي تحدثها مضادات الالتهاب غير الستيرويدية هي فقط نتيجة تثبيط بعض الإنزيمات، لكن هذه الآلية لا تأخذ في الحسبان النتائج السريرية المتنوعة الناتجة عن الأدوية المختلفة التي تنتمي لهذه العائلة ذاتها. فعلى سبيل المثال تقي بعض مضادات الالتهاب غير الستيرويدية من أمراض القلب، بينما يعد البعض الآخر سببًا في حدوثها. وقد وُجد ارتباط بين بعض مضادات الالتهاب غير الستيرويدية وانخفاض معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، كذلك يمكن أن يكون لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية المختلفة مجموعة واسعة من التأثيرات على الربو.

استطاع باحثو يال الآن باستخدام مزارع الخلايا والفئران اكتشاف الآلية المميزة التي تعمل من خلالها بعض مضادات الالتهاب غير الستيرويدية للحد من الالتهاب، مما قد يساعد على تفسير بعض هذه التأثيرات.

أظهر البحث أن بعض مضادات الالتهاب دونًا عن غيرها، بما في ذلك “الإندوميثاسين” الذي يستخدم في علاج التهاب المفاصل والنقرس، وكذلك “الإيبوبروفين”، تعمل على تنشيط بروتين يسمى “العامل النووي ٢ المرتبط بالإريثرويد ٢” أو “NRF2”  الذي يؤدي إلى عمليات مضادة للالتهاب بالجسم كواحدة من العديد من التأثيرات الأخرى.

قالت آنا آيزنشتاين، المحاضرة في كلية الطب بجامعة يال والمؤلفة الرئيسية للدراسة: “من المثير أن لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية طريقة عمل مختلفة عما كان معروفًا في السابق؛ وبما أن استخدامها يعد أمرًا شائعًا فإنه من المهم معرفة ما تحدثه بالجسم.

لا يمكن لفريق البحث الجزم بأن الآثار غير المتوقعة لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية ناتجة عن  NRF2 – فإن هذا الأمر يتطلب المزيد من البحث. تقول آيزنشتاين: “ولكني أعتقد أن هذه النتائج ترجح ذلك”.

تبحث آيزنشتاين حاليًا ما إذا كان NRF2 وسيطًا في حدوث الآثار الجلدية  لتلك الأدوية كظهور الطفح الجلدي، أو الارتيكاريا وتفاقم الحساسية.

نبه الباحثون لضرورة تأكيد هذا الاكتشاف على البشر. ولكن إذا تم ذلك فإن هذه النتائج  ستؤثر على طريقة علاج الالتهابات وكيفية استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.

على سبيل المثال، تقيم العديد من الدراسات السريرية فعالية الأدوية المنشطة لعامل NRF2  في علاج الأمراض الالتهابية مثل داء الزهايمر، والربو وبعض أنواع السرطان؛ يمكن لهذا البحث أن يبين فوائد وأضرار هذه الأدوية بالإضافة إلى إمكانية وصف مضادات الالتهاب غير الستيرويدية بالتزامن مع الأدوية المنشطة أو المثبطة لعامل NRF2 وفقًا لنوع المرض المرجو علاجه.

تقول آيزنشتاين: ” قد تشير هذه النتائج إلى استخدامات جديدة كليًا لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية”.

يتحكم NRF2 في عدد كبير من الجينات المشاركة في مجموعة واسعة من العمليات الحيوية، بما في ذلك التمثيل الغذائي والاستجابة المناعية والالتهابات. بالإضافة إلى دور هذا البروتين في الشيخوخة وطول العمر وتقليل الإجهاد الخلوي.

تقول آيزنشتاين: ” NRF2 يرجح كثيرًا أن لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية العديد من التأثيرات الأخرى، سواء كانت مفيدة أو عكسية، لم نبحث عنها بعد”.

المصدر: https://www.sciencedaily.com

ترجمة: د. يارا إسماعيل.

لينكد إن: yara-ismail

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!