تٌعطى المضادات الحيوية لأطفال الولادة المبكرة ومنخفضي الوزن بشكل روتيني عند الولادة، للوقاية وليس لعلاج العدوى والتي لديهم مخاطر عالية للإصابة بها. أوضحت دراسة جديدة أن التعرض المبكر للمضادات الحيوية في فئران حديثي الولادة له تأثيرات طويلة الأمد على الميكروبيوتا والجهاز العصبي المعوي ووظيفة الأمعاء. وهذا يعني أن الأطفال الذين يُعطون المضادات الحيوية سوف يعانون في فترة البلوغ من مشاكل في الجهاز الهضمي.

هذا الاكتشاف الذي أجراه فريق البحث من قسم التشريح وعلم وظائف الأعضاء، هو أول اكتشاف يُظهر أن المضادات الحيوية المعطاة لفئران حديثي الولادة تٌنتج هذه الآثار طويلة الأمد، التي تؤدي إلى اضطراب وظائف الجهاز الهضمي، بما في ذلك سرعة الحركة من خلال الأمعاء والأعراض الشبيهة بالإسهال في مرحلة البلوغ.

أعطيت الفئران جرعة فموية من الفانكومايسين كل يوم في الأيام العشرة الأولى من حياتهم. ثم تمت تربيتهم بشكل طبيعي حتى أصبحوا صغارًا، ونُظر في أنسجة أمعائهم لقياس بنيتها ووظيفتها والميكروبيوتا وجهازها العصبي.

وجد الباحثون أن التغيرات تعتمد على جنس الفئران. فالإناث لديهم حركة نقلية بطول الأمعاء والذكور لديهم وزن براز أقل من المجموعة المٌقارنَة. كان لدى كل من الذكور والإناث نسبة أكبر من الماء البرازي، وهو عرض يُشبه الإسهال.

تملك الفئران العديد من أوجه التشابه مع البشر، لكنها تولد بأحشاء غير ناضجة أكثر منهم  ولديها سرعة في النمو بسبب فترات حياتها الأقصر. تعد ميكروبيوتا الأمعاء والأجهزة العصبية أقل تعقيدًا من تلك الخاصة بالبشر، لذلك لا يمكن حتى الآن ربط النتائج بشكل مباشر بالأطفال والرضع من البشر. سيجري الباحثون مزيدًا من الدراسات حول آليات المضادات الحيوية على الأمعاء وأسباب الإجراءات الجنسية المحددة، وحول ما إذا كان استخدام المضادات الحيوية في الحياة المبكرة له تأثير في التمثيل الغذائي ووظائف المخ.

قال كبير علماء وظائف الأعضاء الدكتور خايمي فونج: “نحن متحمسون جدًا لنتائج دراستنا التي تُظهر أن المضادات الحيوية التي تٌعطى بعد الولادة يمكن أن يكون لها تأثير على الجهاز العصبي المعوي. وهذا دليل على أهمية الميكروبيوتا في صحة الأمعاء ويمكن أن يقدم أهدافًا جديدة لتطوير العلاج بالمضادات الحيوية للأطفال في سن مبكرة”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: منه فتحي

تويتر: @MennaFabdelwhab

مراجعة وتدقيق: أماني نوار

تويتر: amani_naouar