العلاج الكيميائي وتأثيراته السلبية على الأجيال القادمة

العلاج الكيميائي وتأثيراته السلبية على الأجيال القادمة

15 يناير , 2023

ترجم بواسطة:

شيماء مجدي

دقق بواسطة:

زينب محمد

أوضح بحث من جامعة ولاية واشنطن أن عقّارًا معروفًا يُستَخدَم في العلاج الكيميائي للسرطان، يترك لأبناء ولأحفاد المراهقين الناجين من ذلك المرض ميراثًا سامًا يؤثر على حياتهم.

نُشِرت الدراسة على موقع دورية iScience. ومُفادها أن الجرذان الذكور الذين حُقِنوا بعقّار إيفوسفامايد أثناء فترة البلوغ؛ كانت أنسالهم من الأبناء والأحفاد أكثر عُرضة للإصابة بالأمراض. في حين أن بحثًا آخر أوضح احتمالية زيادة فرص الإصابة بالأمراض فالمستقبل عند تلقّي علاجات مرض السرطان. كانت تلك الدراسة هي الأولى من نوعها لتلقي الضوء على تأثير تلك العلاجات على الأنسال. وقد يصل الأمر إلى الجيل الثالث.

وعلّق مايكل سكينر، وهو عالم أحياء بجامعة ولاية واشنطن والمؤلف المراسل بالبحث: “أن مريض السرطان الذي يتلقّى العلاج الكيميائي يكون أبناؤه وأحفاده وكذلك أبناء أحفاده أكثر تعرُّضًا للإصابة بالأمراض”.

وأكّد سكينر بشدة على أن تلك النتائج لا تقنع مرضى السرطان بالعدول عن تلقّي العلاج الكيميائي لأنه بالفعل علاج فعّال جدًا. فعقّارات العلاج الكيميائي تقتل الخلايا السرطانية وتمنع تكاثرها، لكن تسبب الكثير من الأعراض الجانبية لأنها تؤثر على الجسم كله شاملةً الجهاز التناسلي.

لذا يكمن مغزى تلك دراسة في ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة في حالة التخطيط لإنجاب الأطفال قبل تلقّي تلك العلاجات، ذلك يمكن بواسطة الحفظ بالتبريد لتجميد الحيوانات المنوية والبويضات قبل بدء العلاج.

تمثل تلك الدراسة محاكاة لما يحدث في الواقع. فتلقّت مجموعة من الجرذان الذكور الصغار عقّار إيفوسفاميد لمدة 3 أيام. وتقريبًا تلك الفترة العلاجية هي نفسها التي يخضع لها مريض سرطان بفترة البلوغ. ثم تزاوجت تلك الجرذان مع إناث لم يتعرضن من قبل لذلك العقّار. والنسل الناتج تزاوج مع مجموعة أخرى لم تتعرض للعقّار.

ولوحِظ أن هناك احتمال أن يُصاب الجيل الأول بالأمراض ذلك بسبب تعرُّض الحيوانات المنوية الخاصة بالآباء للعلاج الكيميائي. لكن كانت المفاجأة أن الجيل الثاني من الأنسال، احتمالية تعرُّضهم للأمراض كانت أعلى بالرغم من عدم التعرُّض المباشر للعقّار. ورُغم وجود اختلاف في نتائج التجارب نتيجة لاختلاف الأجيال والجنس، هناك بعض الأمراض أو المشكلات المشتركة مثل الإصابة بأمراض الكُلى وكذلك الخصية.

بالإضافة إلى تأخُّر البلوغ. والإحساس بالقلق بشكل أقل من الطبيعي؛ ذلك ينتج عنه عدم القدرة على تحديد مدى خطورة المواقف أو بمعنى أصح عدم وجود رد فعل مناسب لكل موقف.

قام الباحثون بتحليل (ما فوق الجينوم) (epigenomes) الخاص بالجرذان، وهو مجموعة من العمليات التي لا تؤثر على تتابع الجينات في الحمض النووي، لكنها لها تأثيرعلى تشغيل أو إيقاف عملها.  أوضح ذلك البحث أن التعرُّض للمواد السامة أثناء فترة النمو؛ يسبب تغيرات بما فوق الجينوم أو تلك التغيرات التي تحدث للجين نفسه. وتنتقل للأجيال عن طريق الحيوان المنوي والبويضة.

وبيّن التحليل أن تلك التغيرات لها علاقة بتلقّي الجرذان الأصليين أو الأسلاف للعلاج الكيميائي. والعجيب أنها تنتقل للأحفاد الذين لم يتعرضوا للعقّار الكيميائي مباشرةً، وتفسير ذلك يكمن في توارث تلك التغيرات.

يعمل سكينر والزملاء بمعهد سياتل لبحوث الأطفال على دراسة المراهقين المتعافين من السرطان وقد تعرضوا للعلاج الكيميائي. لدراسة تأثيره على الخصوبة واحتمالية الإصابة بالأمراض.

وعلّق سكينر أن المعرفة بما يحدثه العلاج الكيميائي من تغيرات فوق جينية؛ تساعد المريض على معرفة نسبة احتمال الإصابة بأمراض معينة وكذلك منع الإصابة بها وخطط علاجها.

وأضاف: “أننا يمكننا تحديد الأمراض التي قد يُصاب بها الشخص في حالة حدوث تغيرات فوق جينية وكذلك التنبؤ باحتمالية إصابة الأحفاد بتلك الأمراض، بالإضافة إلى استخدام علم فوق الجينات للمساعدة في التشخيص”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: د. شيماء مجدي

لينكد إن: shima-magdy

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!