crossorigin="anonymous">
30 نوفمبر , 2022
استطاع مضاد حيوي جديد تحت التجربة والتطوير من تحييد مجموعة واسعة من بكتيريا إيجابية الغرام (gram positive) المقاومة للمضادات الحيوية، التي تحتمي بدرع لزج يسمى البيوفيلم مُصمم لحماية البكتيريا من المخاطر الخارجية.
تعد معالجة عدوى البكتيريا التي تحتمي بالبيوفيلم أمر في غاية الصعوبة، والبيوفيلم هو غشاء يتكون نتيجة لنمو مستعمرات من البكتيريا معًا مكونة نسيج وقائي متين.
تعد عدوى البكتيريا المكونة للبيوفيلم مزمنة وممتدة على نطاق معقد فعلى سبيل المثال؛ يمكن لعدوى الفم والأسنان -التي أدت إلى فقدان الأسنان- أن تسوء بوجود البيوفيلم، وعدوى الرئة المميتة المقاومة للأدوية، وتسرب البكتيريا إلى الجيب المحيط للقلب، وعدوى الجروح، وعدوى الدَّم، كلها تصبح أكثر تعقيدًا بوجود البيوفيلم.
أوضح الأطباء أن علاج البكتيريا المحمية بالبيوفيلم أمر يشكل تحديًا كبيرًا؛ وذلك لعدم قدرة العديد من المضادات الحيوية على اختراق الدرع اللزج لقتل البكتيريا النشطة.
يعمل دكتور مارك بلاسكوفيتش في استراليا مع فريق دُوَليّ في مركز سوبربيرج جامعة كوينزلاند لعلم الأحياء الجزيئي؛ وذلك لمعالجة العدوى المقاومة للمضادات الحيوية المحتوية على البيوفيلم.
أطلق بلاسكوفيتش وزملائه على الدواء التجريبي اسم (MCC5194)، وصفوه بأنه نسخة معدلة من الفانكوميسين وهو المضاد الحيوي القوي الذي يستعمل لعقود من الزمن.
الفرق بين (MCC194) والفانكوميسن هو أن الدواء التجريبي يعمل على نسف البيوفيلم؛ حيث تمكن -في الاختبارات ما قبل السريرية- من قتل أنواع رئيسية من بكتيريا إيجابية الغرام شديدة الْخَطَر مثل MRSA (بكتيريا staphylococcus aureus المقاومة للميثيسيلين) وتدمير البيوفيلم، بالإضافة إلى فعالية الدواء ضد أنواع أخرى من بكتيريا إيجابية الغرام والقضاء على البيوفيلم كذلك.
تتسبب البكتيريا المكونة للببيوفيلم بكمٍ هائل من الإصابات وارتفاع معدل الوفيات بين المرضى سنويًا، فبالإضافة إلى (MRSA) توجد بكتيريا (Streptococcus pneumoniae) وهي نوع آخر من البكتيريا المكونة للبيوفيلم التي يصعب علاجها.
ولكن مع تزايد الأزمة الصحية العالمية لمقاومة المضادات الحيوية، وُجدت بعض الحلول القليلة بين فترات زمنية بعيدة، ومما يزيد الأمر سوءًا أن البحوث الحالية لا تنتج عددًا كافيًا من المضادات الحيوية الجديدة للتغلب على المشكلة.
يرجح بلاسكوفيتش وزملاؤه أن تكون الأسباب الاقتصادية وراء ذلك، ومن ثم فإن تطوير مضادات حيوية جديدة ليس من ضمن أولويات شركات الأدوية.
كتب بلاسكوفيتش في مجلة علوم الطب الانتقالي: “تعد عدوى بكتيريا إيجابية الغرام المقاومة للأدوية عبء كبير على نظام الصحة العالمي، وتتسبب بكتيريا (staphylococcus aureus) وبكتيريا (Streptococcus pneumoniae) في أكثر من واحد ونصف مليون عدوى مقاومة للأدوية في الولايات المتحدة وحدها”.
واستطرد قائلًا: “حدث في عام 2019 ما يقرب من 250000 حالة وفاة عالميًا بسبب تلك الكائنات الممرضة؛ مما جعل من عدوى البكتيريا إيجابية الغرام المقاومة للأدوية أمر مثير للقلق، وأوجد احتياجًا لطرقٍ علاجية جديدة”.
استطاع البحث -والذي ضم فريق باحثين من الولايات المتحدة وسويسرا والمملكة المتحدة- تعريض مئات النسخ من عزل بكتيريا (MRSA) وبعض الأنواع الأخرى لمركب (MCC194).
أُجريت الاختبارات على الخلايا البشرية المحملة بالعدوى، بالإضافة إلى فئران التجارِب؛ حيث انقسمت مجموعة لعدوى في فخذ الفئران والأخرى لاختبار قدرة (MCC5194) في مقاومة تسمم الدَّم الناتج عن بكتيريا (Streptococcus pneumoniae).
تغلب المركب الجديد على المضاد الحيوي المصرح به فانكوميسين، وذلك بناءً على النتائج المسجلة في مجلة علوم الطب الانتقائي، واستطاع تدمير البيوفيلم البكتيري الذي يصعب القضاء عليه، مع الحفاظ على معدل منخفض من المقاومة.
يتوقع أعضاء فريق البحث أن يصبح (MCC194) يومًا ما جزءً من أدوات الطب لاستهداف عدوى البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية الأساسية.
يأمل الباحثون أن يصبح (MCC194) علاجًا حصريًا للبكتيريا إيجابية الغرام خاصة المكونة للبيوفيلم.
تمتص بكتيريا إيجابية الغرام المادة الملونة المعروفة بصبغة الكريستال فيوليت، التي تعطي لون بنفسجي غامق في تلك الكائنات الممرضة تحت المجهر؛ حيث يوجد في الطبقة الخارجية ببتيدوغليكان السميكة التي تحتفظ بالصبغة لدى البكتيريا.
من ناحية أخرى، لا تمتص بكتيريا سلبية الغرام صبغة الكريستال فيوليت، ويوجد لديها طبقة رقيقة نسبيًا من ببتيدوغليكان بين الغشاء الخارجي والداخلي.
تشمل بكتيريا سلبية الغرام على مجموعة من أخطر أنواع البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية مثل: (Pseudomonas aeruginosa) و(Klebsiella) و(Aceinobacter) و(E.coli).
تظهر تلك الكائنات الممرضة باللون الزهري تحت المجهر الضوئي بعد صبغها بصبغة الكريستال فيوليت.
تستطيع البكتيريا سلبية الغرام تكوين البيوفيلم -مثل البكتيريا إيجابية الغرام- حيث نجد ذلك في البكتيريا شديدة الْخَطَر (Pseudomonas aeruginosa) المتسببة في عدوى الرئة المميتة، وقدرتها على تكوين بيوفيلم عنيد.
أفاد بلاسكوفيتش وزملائه أن الجهود المبذولة لمحاربة البكتيريا المكونة للبيوفيلم غير قوية كما يجب، بالإضافة إلى تركيز الغالبية العظمى من البحوث الحالية على البكتيريا سلبية الغرام والطبيعة المعقدة لغشاء خليتها.
وأكد أن ذلك التركيز يتغاضى عن احتياج لا مفر منه لأدوية تعالج المرضى المصابين بعدوى البكتيريا إيجابية الغرام العنيدة والمقاومة للمضادات الحيوية.
أوضح بلاسكوفيتش: “عملنا على تطوير مضاد حيوي ببتيد سكري في مرحلة ما قبل السريرية، الذي أظهر فعالية قوية ضد مئات النسخ من عزل بكتيريا (Staphylococcus aureus) المقاومة للميثيسيلين وأنواع أخرى من بكتيريا إيجابية الغرام”.
واستطرد قائلاً: “إن المركب الجديد المعدل (MCC194) أقوى من أبيه الفانكوميسين وبمعدلات مقاومة أقل؛ مما يدفع إلى تطويره والمزيد من البحوث عليه”.
المصدر: https://medicalxpress.com
ترجمة: أسماء أحمد يسري
تويتر: asmaayo
مراجعة وتدقيق: ريما الحربي
تويتر: @_reemaharbi
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً