العلاج الجيني للرضع طفرة لمرضى العوز المناعي المشترك الحاد -أرتيمس

العلاج الجيني للرضع طفرة لمرضى العوز المناعي المشترك الحاد -أرتيمس

5 يناير , 2023

ترجم بواسطة:

رنا محمد هاني

دقق بواسطة:

زينب محمد

عشرة أطفال صغار ولدوا دون مناعة قوية ويفتقرون إلى القدرة على مكافحة العدوى في طريقهم ليحظوا بحياة صحية بفضل العلاج الجيني الجديد الرائد في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، وفقًا لدراسة منشورة بديسمبر الماضي في مجلة نيو إنجلاند الطبية.

يعاني الأطفال من العوز المناعي المشترك الحاد -أرتيمس، وهو اضطراب وراثي نادر جدًا يُعالج عادةً بزراعة نخاع عظم متوافق من متبرع سليم (أخ أو أخت). يتيح العلاج الجيني الجديد للباحثين علاج الأطفال الذين شُخصوا حديثًا بوجود طفرة في خلاياهم بإضافة نسخة سليمة من جين أرتيمس إلى الخلايا الجذعية المشتقة من نخاع الطفل، ثم إعادة هذه الخلايا إلى أجسادهم، آملين تجنب العديد من المضاعفات القصيرة والطويلة المدى للعلاج القياسي، بما في ذلك الموت.

قال د. مورت كوان، أستاذ طب الأطفال بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو وأبرز الباحثين في التجربة إن الأطفال في التجربة – وجميعهم دون سن الخامسة – يعيشون في المنزل مع عائلاتهم، ويذهبون إلى الحضانة ويستعدون لمرحلة ما قبل المدرسة، ويلعبون في الخارج، ويعيشون حياة طبيعية.

وأوضح كوان، الذي عالج أكثر من ثلاثين طفل من مرض العوز المناعي المشترك الحاد -أرتيمس باستخدام عمليات زرع نخاع العظام القياسية أن العلاج الجديد أدى إلى نتائج أفضل بكثير من العلاج المعتاد. وأضاف: “لم أر قط نتائج مثل هذه في أي من الأطفال الآخرين. إنه لأمر مدهش”.

استُخدمت طريقة تصحيح الجينات من قبل في المرضى الذين يعانون أشكال وراثية أخرى من العوز المناعي المشترك الحاد، ولكن استخدامه في مرضى أرتيمس مهم لأن هؤلاء المرضى عادةً ما يتأثرون بالسلب من عمليات زرع نخاع العظام القياسية، حيث يمكن أن تشمل المضاعفات رفض زرع النخاع، ومرض الطعم ضد الثَوي الذي تهاجم فيه الخلايا التائية المُتبرع بها أنسجة المتلقي، فضلاً عن الالتهابات المزمنة التي تؤدي إلى تلف الأعضاء، وتوقف النمو (التقزم)، والوفاة المبكرة.

مناعة أقوى

تضمنت النتيجة الأولية لتجربة المرحلة الأولى/الثانية النقل الآمن للخلايا المصححة جينيًا التي من شأنها أن تنتشر بخلايا الدَّم البيضاء بعد 42 يومًا من الحقن. افترض الباحثون أن المرضى سيحتاجون إلى علاج كيميائي أقل لتهيئة نخاعهم للنقل عند استخدام خلاياهم الخاصة؛ وبذلك لم يتم إعطاء سوى 25 في المئة من الجرعة الكاملة من البوسلفان. وكانت النتيجة الثانية إعادة تكوين الخلايا التائية في 12 شهرًا، وهو ما يعد قياسًا لقوة الجهاز المناعي.

نُقل جميع المرضى العشرة بأمان بخلاياهم الجذعية المصححة جينيًا التي أدت إلى تصحيح خلايا الدَّم الطرفية في غضون 42 يومًا. كان جميع العشرة تنمو خلايا T والخلايا B الخاصة بهم خلال 12 أسبوع، وحقق أربعة من تسع (باستثناء المريض الذي تلقى علاجًا آخر) إعادة تشكيل الخلايا المناعية T بالكامل خلال 12 شهر.

كما تمتع أربعة من تسع بمناعة كاملة للخلايا B خلال 24 شهرًا، مما سمح لهم بوقف استبدال الغلوبولين المناعي وتلقي لقاحات الأطفال القياسية. ثلاثة مرضى إضافيين، تمت متابعتهم لمدة أقل من 24 شهرًا، لوحظ لديهم تطور واعد للخلايا B مقارنةً بالنتائج السابقة للمرضى الذين خضعوا لعمليات زرع تقليدية  من المتبرعين.

احتاج أحد الأطفال إلى حقنة ثانية من نخاع العظام المصحح جينيًا بسبب عدوى حادة بالفيروس المضخم للخلايا قبل تلقي العلاج الجيني ولكنه الآن خالٍ من العدوى ولديه خلايا T وB مناعية جيدة. أشارت د. جينيفر باك، أستاذة طب الأطفال بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو والباحثة الرئيسية المشاركة في الدراسة: “جميع النتائج أفضل من تلك التي شوهدت سابقًا مع مرضى العوز المناعي المشترك الحاد -أرتيمس  الذين خضعوا لعمليات زرع نخاع العظام من متبرعين”.

وأضافت: “إن وجود مرضى في التجربة لديهم خلايا T ذات مناعة كاملة أمر رائع. يستغرق استعادة مناعة الخلايا B وقتًا أطول، ولكن حتى الآن يبدو أن المرضى لديهم أيضًا فرصة أفضل بكثير لإعادة تكوين الخلايا B أكثر من عملية زرع نخاع العظام العادية”.

وأشارت أن استخدام علاج كيميائي أقل بنجاح هو أيضًا نتيجة ممتازة، مما يقلل من الآثار الجانبية الضارة للجرعة الكاملة من البوسلفان عند الرضع الصغار.

وأضاف كوان أن المناعة الأفضل للخلايا B يمكن أن تساعد في تجنب مشاكل مثل أمراض الرئة المزمنة التي غالبًا ما تتطور في وقت لاحق من الطفولة لمرضى العوز المناعي المشترك الحاد -أرتيمس والذين يخضعون لعملية زرع نخاع العظم القياسية.

ويتراوح عمر الأطفال في التجربة الحالية بين 18 شهرًا و4.5 سنوات ؛ وُلد تسعة منهم في الولايات المتحدة وشُخصوا بعد فحص حديثي الولادة بالعوز المناعي المشترك الحاد؛ ولد أحدهم في كندا وتم تشخيصه في عمر خمسة أشهر بمرض سريري. كان متوسط المتابعة 31.2 شهرًا. وفي وقت نشر الدراسة، تمت متابعة ستة مرضى لمدة 24 شهرًا على الأقل.

قال باك: “نحن نستكشف العلاج الجيني لهذا المرض النادر جدًا حاليًا، لكننا نتبنى تقنيات يمكن استخدامها مع  حالات أخرى في جميع أنحاء العالم». وأضاف: “كل ابتكار جديد يمكن أن يُنقذ حياة”.

المصدر: ScienceDaily

ترجمة: رنا محمد هاني

فيس بوك: rana hany

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!