وجدت دراسة على حملة تزرع الأشجار ٣٠ عامًا أن زراعة الأشجار يمكن أن تنقذ الأرواح

وجدت دراسة على حملة تزرع الأشجار ٣٠ عامًا أن زراعة الأشجار يمكن أن تنقذ الأرواح

4 يناير , 2023

ترجم بواسطة:

ولاء الجشي

دقق بواسطة:

عبد الله الحربي

في السنين الثلاثين الماضية زرعت المنظمة غير الربحية “أصدقاء الأشجار” أشجارًا في شوارع بورتلاند في ولاية أوريغون.

تكشف دراسة جديدة الآن عن انخفاض كبير في نسب الوفيات مع كل شجرة مزروعة في الخمس عشرة إلى الثلاثين سنة الماضية، (٢٠٪ من الوفيات الطبيعية، ٦٪ من الوفيات بسبب الأمراض القلبية الوعائية)

وقدر الباحثون أن العوائد السنوية من زراعة الأشجار تفوق تكلفة رعايتها بكثير.

نشرت هذه الدراسة في مجلة البيئة الدولية، وشارك فيها معهد برشلونة للصحة العالمية (ISGlobal) ووكالة الغابات في الولايات المتحدة (USDA Forest Service).

تتزايد الدلائل التي تشير إلى وجود صلة بين التعرض لأجواء الطبيعة وانخفاض معدل الوفيات؛ حيث يقول الباحث في معهد برشلونة للصحة العالمية، والباحث الرئيسي لهذه الدراسة (بيام دادفاند): “تستخدم في أغلب الدراسات الأقمار الصناعية لتقدير مؤشر الغطاء النباتي، وهي لا تفرق بين أنواع النباتات المختلفة ولايمكن تحويلها لتغيرات على أرض الواقع”.

ولهذا استغل الباحثون تجربة طبيعية حدثت في مدينة بورتلاند من عام ١٩٩٠ إلى ٢٠١٩ حيث زرعت منظمة أصدقاء الأشجار ٤٩.٢٤٦ شجرة في الشوارع (واحتفظوا بسجلات لمواقع تلك الأشجار ومتى زرعت)

درس فريق الباحثين مستخدمين بيانات من هيئة الصحة في ولاية أوريغون أعداد الأشجار المزروعة في أحد المناطق (منطقة يعيش فيها قرابة ٤٠٠٠ فرد) خلال السنين الخمس والعشر والخمس عشرة الماضية، ثم قارنوها بأعداد الوفيات التي سببتها أمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي والوفيات لأسباب طبيعية في المنطقة ذاتها.

أظهرت النتائج أن الأحياء التي كثرت فيها زراعة الأشجار قل معدل الوفيات فيها (نسبة الوفيات من كل مئة ألف إنسان).

وقلت كثيرًا الوفيات بسبب الأمراض القلبية والوعائية والوفيات الطبيعية (نعني بها جميع الوفيات لأي سبب عدا الحوادث)، خاصةً في الذكور ومن يزيد عمره عن ٦٥ سنة.

وأضف إلى ذلك أن المعدل يقل مع نمو الأشجار وتقدمها في العمر، فقد قل في المناطق التي زرعت فيها الأشجار قديما أي قبل ١١ –  ١٥ سنة  (٣٠٪) ضعف ما قل في المناطق التي زرعت فيها الأشجار في آخر خمس سنوات (١٥٪)

يعني هذا أن معدل الوفيات ينخفض مع قدم الأشجار، ولذا فالمحافظة على الموجود من الأشجار الناضجة مهم للصحة العامة.

لا تعطي هذه الدراسة تفصيلاً عن طريقة تحسين الأشجار لصحة الإنسان، ولكن ما عرفناه عن أن الأشجار الكبيرة أحسن تأثيرًا على الصحة من الصغيرة مهم جدًا، لأن الأشجار الكبيرة أحسن في تنقية الهواء من الملوثات وتحسين درجة الحرارة وتقليل الضوضاء (وهذه العوامل الثلاثة مما يزيد معدل الوفيات).

يقول جيفري دونفان من وكالة الغابات USDA، وباحث رئيسي في هذه الدراسة: “لاحظنا هذا الأثر في الأحياء مما كثرت فيها الخضرة وما قلت، ويدل ذلك على أن فوائد زراعة الأشجار تطال الجميع”.

أخذ في الحسبان أمور أخرى تؤثر في معدل الوفيات، كالدخل والتعليم، والعرق.

وأخيرًا، قدر الباحثون أن ما تعطيه الأشجار سنويًا أكبر بكثير مما تكلف، فزراعة شجرة واحدة ورعايتها في كل منطقة من مناطق التعداد المئة والأربعون في بورتلاند تكلف ما بين ٣٠٠٠ و١٣ ألف دولار أمريكي، بينما العائد السنوي منها في إنقاذ الأرواح ١٤.٢ مليون دولار أمريكي تقريبًا.

ويتم دادفاند حديثه: “بعد ما توصلنا إليه، يمكن القيام بتغييرات لإطالة عمر سكان المدن مبنية على دراية ومعرفة  (كزراعة الأشجار)”.

المصدر: https://phys.org

ترجمة: ولاء الجشي

مراجعة وتدقيق: عبدالله الحربي

لينكد إن: abdullahalharbi


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!