تناول الباراسيتامول أثناء الحمل وعلاقته بالتوحد وفرط الحركة

تناول الباراسيتامول أثناء الحمل وعلاقته بالتوحد وفرط الحركة

6 يناير , 2023

ترجم بواسطة:

هبة الحسين

دقق بواسطة:

زينب محمد

ألقت الأبحاث الجديدة الضوء على استخدام الباراسيتامول أثناء الحمل وعلاقته بالتوحد وفرط الحركة. حيث وُجد أن تناول دواء الباراسيتامول (الأسيتامينوفين) بصفة مستمرة، والمعروف بمأمونيته وقدرته على تسكين الألم وخفض الحرارة لدى الحوامل، قد يزيد من احتمالية إصابة الأجنة بطيف التوحد وفرط الحركة.

ما هو دواء الباراسيتامول؟

يعد الباراسيتامول، ويعرف أيضًا بإسم أسيتامينوفين، هو أكثر الأدوية المسكنة للآلام شيوعًا وانتشارًا في العالم. حيث يستخدمه الملايين من الأشخاص حول العالم كمسكن للآلام وخافض للحرارة، وهو مناسب لجميع الفئات العمرية، كالأطفال والبالغين والحوامل وكبار السن. فقد ذاع صيته واحتل مكانة مميزة في السوق العالمي نظرًا لأنه آمن، ولا يسبب أي مخاطر أو أضرار على الصحة. ولا زالت الطريقة التي يعمل بها على تسكين الآلام وخفض حرارة الجسم غير مفهومة تمامًا حتى الآن.

من ثم فهو الدواء الوحيد الذي ينصح الأطباء بتناوله أثناء الحمل كمسكن للآلام؛ ويبلغ عدد الحوامل الآئي يستخدمنه نحو 59% إلى 65% من إجمالي العدد الكلي للحوامل.

تناول الباراسيتامول أثناء الحمل وخطر الإصابة بالتوحد

ألقت الدراسات الحديثة بمفاجأة غير متوقعة وغير سارة. فقد رجحت الكثير من الدراسات أن استخدام الباراسيتامول بكثرة أثناء فترة الحمل قد يزيد من خطر الإصابة بالتوحد أو مرض فرط الحركة. فيما يلي أهم الدراسات التي تناولت العلاقة بينهم.

نشرت مجلة الجمعية الطبية الأمريكية في عام 2014 دراسة توضح زيادة معدل اضطرابات نمو الجهاز العصبي من 20% إلى 30% لدى الأجنة الذين تناولت أمهاتهم دواء الباراسيتامول أثناء الحمل لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر. فقد كانت أعراض مرض فرط الحركة هي الأكثر ظهورًا على هؤلاء الأطفال.

كما نشرت المجلة الأوروبية لعلم الأوبئة في عام 2021 دراسة تفيد أن الأطفال الذين تناولت أمهاتهم الباراسيتامول كانوا أكثر عرضة بنسبة 19% للإصابة بطيف التوحد، وأكثر عرضة بنسبة 20% للإصابة بأعراض فرط الحركة.

واكتشفت دراسة ثالثة موّلتها جامعة جونز هوبكنز أن الأجنة الذين تعرضوا لدواء الباراسيتامول أثناء فترة الحمل، هم أكثر عرضة 2.86 مرة لخطر الإصابة بفرط الحركة من غيرهم.

وأكدت جميع الدراسات على أن الإصابة متماثلة بين الذكور والإناث. لكن لا يوجد حتى الآن دليلاً قاطعًا يؤكد حتمية إصابة الأجنة بالتوحد وفرط الحركة عند التعرض لكمية كبيرة من الباراسيتامول.

ما هي أعراض التوحد عند الأطفال؟

تختلف أعراض التوحد باختلاف المراحل العمرية واختلاف جنس المولود، فنجد أن الأعراض لدى حديثي الولادة تختلف عن الأعراض التي تظهر على الأطفال الأكبر سنًا. نجد أيضًا أن الأعراض التي تظهر على الذكور تختلف عن تلك التي تظهر على الإناث.

أعراض التوحد لدى حديثي الولادة

تشمل أعراض التوحد لدى حديثي الولادة الآتي:

  • عدم الاستجابة عند سماع أسمائهم.
  • تجنب التواصل البصري.
  • عدم رد الابتسامة بابتسامة.
  • قلة الكلام.
  • عمل حركات متكررة، كثني الإصبع أو تحريك الجسد للأمام والخلف أكثر من مرة.
  • تكرار الجملة نفسها أكثر من مرة.

أعراض التوحد لدى الأطفال الأكبر سنًا

تختلف الأعراض لدى الأطفال الأكبر سنًا وتشمل الآتي:

  • عدم القدرة على فهم أو استيعاب مشاعر الآخرين استيعابًا كاملاً
  • تكرار الجمل نفسها العديد من المرات.
  • التمسّك بعادة يومية، وإبداء غضب شديد إذ لم يستطع فعلها.
  • عدم القدرة على التعبير عن مشاعرهم.

أعراض التوحد لدى الإناث

قد يكون من الصعب التعرف على أعراض التوحد لدى الإناث بعض الشيء، لأن لديهن القدرة على إخفاء بعض الأعراض كالحركات المتكررة. كما أنهن يتمتعن بقدرة أعلى على الاندماج مع المجتمع المحيط بهن.

التشخيص المبكر للتوحد

لا توجد فحوصات طبية أو تحاليل تساعد في تشخيص التوحد، إنما يعتمد الطبيب المختص على مراقبة سلوكيات الطفل لتشخيص المرض. من الممكن الكشف عن المرض مبكرًا في عمر 18 شهرًا، ولكن لا يتمكن الطبيب من التشخيص النهائي قبل مرور عامين أو أكثر. قد يفيد التشخيص المبكر للتوحد في التعامل مع الطفل خاصةً أنه يكون أكثر مرونة في سن مبكر.

ما الفرق بين التوحد وفرط الحركة؟

فرط الحركة يعني النشاط الزائد للطفل وقصور الانتباه وعدم القدرة على التركيز. قد يعاني الطفل أيضًا عدم القدرة على الاندماج مع المجتمع المحيط، وتكرار بعض الحركات وبعض الجمل، وعدم القدرة على فهم مشاعر الآخرين، وهذه الأعراض الأخيرة تتشابه مع أعراض التوحد. لذا يمكن الخلط بين الإصابة بالتوحد وفرط الحركة في السن الصغير. كما يمكن أن يصاب الطفل بالاضطرابين معًا.

قد يؤدي تناول الباراسيتامول بكثرة أو باستمرار أثناء الحمل إلى خطر الإصابة بالتوحد وفرط الحركة، وذلك بناءً على نتائج العديد من الدراسات. إلا أنه لا يمكن تأكيد هذه المعلومة تأكيدًا تامّا، كما أننا لا نستطع أن نرجع سبب إصابة الطفل بالتوحد إلى تناول الأم دواء الباراسيتامول أثناء الحمل. لذا يحتاج الأمر إلى مزيد من الدراسات، خاصةً وأن الباراسيتامول يعد دواءً آمنًا أثناء الحمل وضروريًا لتسكين الآلام.

المصادر:

بقلم: د. هبة الحسين

لينكد إن: heba-alhussein

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!