امرأة عانت من مرض السرطان 12 مرة في سن 36 والسبب شيئًا لم نسمع به من قبل!

امرأة عانت من مرض السرطان 12 مرة في سن 36 والسبب شيئًا لم نسمع به من قبل!

10 ديسمبر , 2022

ترجم بواسطة:

سارة الصايغ

دقق بواسطة:

عبد الله الحربي

عندما وجد العلماء الأسبان حالة غريبة لسيدة عانت من 12 نوع مختلف من الأورام قبل إتمامها عمر 36، قرروا أن يبحثوا بعمق لماذا هذه المريضة عُرضة للسرطان.

عولجت السيدة التي تبلغ من العمر 36 عامًا أول مرة من السرطان عند عمر العامين. وعند سن 15، شُخصت بسرطان عنق الرحم.

عند عمر العشرين عامًا، أجرت جراحة استئصال ورم بالغدة اللعابية. وفي العام التالي، خضعت لعملية جراحية أخرى لإزالة ورم ساركوما بدرجة منخفضة. وبعد مرور عقدها الثاني والثالث، شُخصت بأورام مختلفة وعديدة. في المجمل، عانت من اثني عشر ورمًا، من بينها خمسة أورام خبيثة.

بعد أخذ الموافقة من السيدة وعائلتها، جمع فريق من الباحثين العالميين -بقيادة المركز الوطني الإسباني لأبحاث السرطان- عينات دم وأُجري تحليل للخلايا المفردة بتسلسل الحمض النووي لمعرفة الطفرات الجينية داخل آلاف الخلايا، وهنا اكتشف العلماء شيئًا غريبًا؛ أن السيدة لديها نوع من الطفرات تجعلها عُرضة للسرطانات.

اكتُشفت هذه الطفرة الجينية في نسختي جين (MAD1L1)، التي لم ترى من قبل في البشر. يعد جين (MAD1L1) المسؤول الرئيس عن محاذاة الكروموسومات قبل انقسام الخلية، وكان يشتبه سابقًا في أنه يلعب دورًا في تثبيط الأورام.

الطفرات في الجين ليست غير معروفة بالطبع، حيث اكتُشف أن أفراد عائلة المرأة لديهم طفرة واحدة، ولكن لأول مرة يُكتشف حدوث هذه الطفرة على نسختين من الجين.

تعد الطفرة المزدوجة لجين (MAD1L1) قاتلة لأجنة الفئران، وبالتالي كانت مفاجأة أن تحدث في البشر.

تسببت هذه الطفرة لدى هذه السيدة في خللٍ بمعدل تضاعف الخلية وخلق الخلايا بأعداد مختلفة من الكروموسومات، حيث تحتوي 30-40% من خلايا دمها على أعداد غير طبيعية من الكروموسومات.

عادةً ما يكون لدى البشر 23 زوجًا من الكروموسومات داخل نواة كل خلية. تعد الكروموسومات حزمًا مكثفة من الحمض النووي تأتي في شكل «X» وتتشكل عندما تكون الخلية على وشك الخضوع للانقسام الميتوزي أو تكاثر الخلايا.

يورث كل زوج من الكروموسومات من الوالدين، واحدًا من الأم والآخر من الأب.

الأشخاص الذين يعانون من حالة نادرة تسمى “اختلال الصبغيات بالتنوع الفسيفسائي” لديهم أعداد مختلفة من الكروموسومات في خلايا مختلفة، مثل فسيفساء مختلفة التصبغات. يمكن أن تحدث هذه الحالة بسبب طفرات جينية مختلفة وعديدة، بما في ذلك التي وجدت في هذه السيدة المصابة بعدد 12 سرطانًا.

الأشخاص الذين ولدوا بهذه الحالة، اختلال الصبغيات المتنوع الفسيفسائي، عانوا من تأخرٍ في النمو وصغر الرأس (عند رأس الطفل أصغر من الطبيعي)، والإعاقة الذهنية، وعيوبٍ خلقية أخرى. يصبحون في الأغلب عُرضة لحدوث السرطان.

في هذه الحالة، لم تعانِ السيدة من إعاقات الذهنية وعاشت حياة شبه طبيعية ( بالنظر إلى عدد جولات علاج السرطان التي خضعت لها).

قال ماركوس مالمبرز، عالم أحياء جزيئية ومؤلف مشارك ورئيس قسم الخلايا ومجموعة السرطان في المركز القومي الإسباني لأبحاث السرطان، حيث أجريت هذه الدراسة: “لازلنا لا نستطيع فهم كيف تُكتسب هذه الطفرة خلال الفترة الجنينية وكيف يمكن أن يتغلب على هذه الأمراض” .

في حين أن اختلال الصيغة الصبغية غير واضح، إلا أنه نجد أن حوالي 90% من الأورام تتكون من خلايا سرطانية بها زيادة أو نقصان في الكروموسومات، مما يؤدي إلى تفاقم خطورة السرطان.

أوضحت الدراسة أن الأشخاص الذين لديهم هذا الاختلال الصبغي، مثل هذه السيدة موضع الدراسة، لديهم استجابة مناعية معززة “التي يمكن أن تتيح طرقًا جديدة لمعالجتهم إكلينيكيًا” كما أوضح الباحثون.

المصدر: https://www.sciencealert.com

ترجمة: سارة الصايغ

مراجعة وتدقيق: عبدالله الحربي

لينكد إن: abdullahalharbi


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!