اكتشاف ١٤ جينًا مسؤولاً عن السمنة

اكتشاف ١٤ جينًا مسؤولاً عن السمنة

9 مارس , 2022

ترجم بواسطة:

شريفة عسيري

دقق بواسطة:

حنان صالح

النسخة الصوتية للمقال

أخبار واعدة عن الجهود المبذولة لتطوير الأدوية لعلاج السمنة، حيث حدد علماء جامعة فرجينيا 14 جينًا قد يسبب السمنة وثلاثة منها قد تمنعها. وتمهد النتائج الطريق لمكافحة هذه المشكلة الصحية التي تؤثر على أكثر من 40٪ من البالغين الأمريكيين.

حقيقة أم خرافة: المتغيرات الجينية الشائعة سبب في الإصابة السمنة

نعلم أن مئات من المتغيرات الجينية قد تظهر في الأشخاص الذين يعانون من السمنة والأمراض الأخرى، ولكن “الأكثر ظهورًا ” لا يعني التسبب في المرض. وهذا الشك هو عائق رئيسي لاستغلال قوة الوراثيات السكانية لتحديد كيفية علاج السمنة. وللتغلب على هذا العائق، قمنا بتطوير وإنشاء مسار  تلقائي لاختبار مئات الجينات في وقت واحد لمعرفة دورها السببي في السمنة. وقالت إيلي أورورك من كلية أوفا للعلوم، وهي كلية تابعة لعلوم الأحياء في علم الأحياء الذاتي وروبرت م – بيرن، من مركز أبحاث القلب والأوعية القلبية الدموية: “نتوقع أن نهجنا والجينات الجديدة التي كشفنا عنها ستسرع في تطوير العلاج والحد من عبء السمنة”.

السمنة وجيناتنا

تسلّط الأبحاث الجديدة الضوء على التقاطعات المعقدة للسمنة والنظام الغذائي والحمض النووي لدينا. أصبحت السمنة وباءًا متخفيًا، حيث يكمن الجزء الأكبر منه بالأنظمة عالية السعرات الحرارية المليئة بالسكر وبشراب الذرة عالِ الفركتوز. ولاننسى أن أنماط الحياة المستقرة وكذلك جيناتنا تلعب دورًا مهمًا، فهي تنظم تخزين الدهون وتؤثر على مدى جودة حرق أجسادنا للطعام. لذلك إذا استطعنا تحديد الجينات التي تحول الطعام المفرط إلى دهون، فقد نسعى إلى تعطيلها بالأدوية مما يقلل من قابلية الجسم لزيادة الوزن أو السمنة.

حدد علماء الجينات مئات الجينات المرتبطة بالسمنة، وهذا يعني أن الجينات تزيد أو تقل في الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة أكثر من الناس الذين يتمتعون بوزن صحي. والتحدي يكمن في أيٍ من هذه الجينات هي التي تلعب دور سببي في زيادة أو منع زيادة الوزن. وللتأكد من ذلك، ركزت أوروك وفريقها على الديدان المعروفة باسم (C. Elegans)، وهي ديدان صغيرة تعيش في الغطاء النباتي المتعفن وتتغذى على  الميكروبات، ووجدوا أنها تتشابه مع أكثر من 70٪ من جيناتنا، فهي كالأشخاص تُصاب بالسمنة إذا حصلت على كمية كبيرة من السكر.

فوائد ديدان (C. Elegans) في تطوير فعالية العديد من الأدوية

قدمت الديدان فوائد كبيرة للعلم فقد تم استخدامها لفك شفرة الكثير من الأدوية الشائعة، بما في ذلك عقار (Prozac ) المضاد للاكتئاب، والميتفورمين المنظم لمستويات الجلوكوز. والأكثر إثارة للإعجاب إنه في السنوات العشرين الماضية، تم منح ثلاث جوائز نوبل على اكتشاف العمليات الخلوية التي لوحظت لأول مرة في الديدان، بالإضافة إلى دورها الحيوي في علاج أمراض، مثل السرطان والتآكل العصبي، فضلاً عن تطوير العلاجات القائمة على تكنولوجيا الحمض النووي (RNA).

وفي عمل جديد نشر للتو في المجلة العلمية (PLOS) للجينات استخدمت أوروك وفريقها الديدان لعدد 293 جينًا مرتبطًا بالسمنة لدى مجموعة الأشخاص، بهدف تحديد أي من الجينات تسبب السمنة أو تمنعها. حيث طورت نموذج يُدعى بـ”دودة السٌمنة” اعتمدت فيه على اتباع نظام غذائي منتظم مع بعض الديدان، ونظام غذائي عالِ الفركتوز مع البعض الآخر.

نتائج نموذج “دودة السمنة”

نجح هذا النموذج، المقترن بالتشغيل الآلي الخاضع للإشراف، في تحديد 14 جينًا يسبب السمنة وثلاث جينات تمنعها. وعلى نحو مثير للاهتمام، وجدوا أن منع عمل الجينات الثلاثة التي حالت دون إصابة الديدان بالسمنة المفرطة قد أدى أيضًا إلى عيشها فترة أطول ومنحها وظيفة حركية عصبية أفضل، وهذا بالضبط نوع الفوائد التي يأمل مطورو الأدوية الحصول عليها من الأدوية المكافحة للسمنة.

أفاد الباحثون أن المؤشرات مشجعة، لكن الأمر يحتاج إلى مزيدٍ من البحث. فعلى سبيل المثال، ساعد أحد الجينات في الفئران المختبرية على منع زيادة الوزن، وتحسين مستوى حساسية الأنسولين وخفض مستويات السكر في الدم. وأضاف الباحثون أن هذه النتائج، بالإضافة إلى حقيقة أن الجينات قيد الدراسة قد تم اختيارها لأنها مرتبطة بالسمنة في البشر، ستوفر فوائد مطابقة للبشر أيضًا.

وأضافت أورورك: “هناك حاجة ماسة للعلاجات المضادة للسمنة للحد من عبء السمنة لدى المرضى ونظام الرعاية الصحية. أن الجمع بين علم الجينوم البشري والاختبارات السببية في الحيوانات النموذجية يعد بإعطاء وعود ناجحة لمكافحة السمنة، ومن المرجح أن تنجح التجارب السريرية بسبب زيادة فعاليتها المتوقعة وتقليل الآثار الجانبية”.

المصدر: https://www.sciencedaily.com

ترجمة: شريفة عسيري

مراجعة: حنان صالح

تويتر: @hano019

تعليق صوتي: رغد الخزيم


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!