لماذا يمكن أن تكون الحمية الغذائية النباتية القاسية سيئة للغاية بالنسبة لك؟

لماذا يمكن أن تكون الحمية الغذائية النباتية القاسية سيئة للغاية بالنسبة لك؟

9 ديسمبر , 2022

ترجم بواسطة:

عبد الرحمن طارق

دقق بواسطة:

زينب محمد

انتشرت النظم الغذائية النباتية مؤخرًا، خاصةً بين الأشخاص الذين يتطلعون إلى تحسين صحتهم.

أشارت العديد من الأدلة إلى أن الأنظمة الغذائية النباتية (بما في ذلك الأنظمة النباتية التامة) يمكن أن يكون لها العديد من الفوائد الصحية، على سبيل المثال لا الحصر، تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب إلى جانب انخفاض وزن الجسم ومستويات الكوليسترول.

إلا أن بعض الناس يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا صارمًا، حيث يتناولون الأطعمة النباتية النيئة فقط، بينما يتجنب البعض الأطعمة المعالجة (مثل: حليب الشوفان أو اللوز).

فالفئة الأولى ترى أن الطهي يؤدي إلى فقدان بعض العناصر الغذائية والإنزيمات المهمة والمفيدة للصحة العامة.

لكن تشير الأبحاث إلى أن اتباع الأنظمة الغذائية النباتية التامة والنيئة لفترة طويلة قد يكون ضرره أكثر من نفعه وإليكم الأسباب:

فقدان العناصر الغذائية المهمة

تشير الأبحاث إلى أن بعض الأطعمة النيئة قد تكون صحية أكثر من الأطعمة المطبوخة. فعلى سبيل المثال: يتسبب طهي كرنب بروكسل والملفوف الأحمر إلى فقدان ما يصل إلى 22% من محتواه من الثيامين، وهو أحد مركبات فيتامين ب1 الضروري لصحة الجهاز العصبي.

ولكن على الرغم من أن بعض الخضروات قد تفقد عناصرها الغذائية المهمة أثناء الطهي، إلا أن البعض الآخر تزداد قيمته الغذائية عند طهيه. فبعض الخضروات تحتوي خلاياها على عناصر غذائية وعند طهيها تتحرر هذه العناصر الغذائية مما يتيح للجسم امتصاصها بسهولة أكبر.

فعلى سبيل المثال، عندما يتم طهي السبانخ، تمتص أجسامنا الكالسيوم الموجود به بسهولة، كما أظهرت الأبحاث أنه على الرغم من أن طهي الطماطم يؤدي إلى فقدان 28% من فيتامين سي الموجود بها، إلا أنه يزيد من نسبة الليكوبين الموجود بها إلى أكثر من 50% (وهو مركب له دور حيوي في انخفاض مخاطر الإصابة بمجموعة من الأمراض المزمنة، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان)، فضلاً عن الهليون، وعيش الغراب، والجزر، والبروكلي، واللفت، والقرنبيط الغنية بالمغذيات التي تتحرر عند طهيها.

يمكن للخضروات المطبوخة أيضًا أن تمد الجسم بالكثير من مضادات الأكسدة، لمحاربة الجزيئات الضارة المعروفة باسم الجذور الحرة، والتي يمكن أن تدمر الخلايا ومن ثم المرض مع مرور الوقت.

تحتوي بعض الخضروات (بما في ذلك الهليون، وعيش الغراب، والسبانخ، والطماطم، والبروكلي) على مستويات أعلى من مضادات الأكسدة بيتا كاروتين (التي يحولها الجسم إلى فيتامين أ) بالإضافة إلى اللوتين والليكوبين التي تزداد فائدتها عند طهي الخضروات أكبر من فائدتها في حالة تناولها نيئة.

احتمالية نقص الفيتامينات والمعادن

تفتقر النظم الغذائية النباتية النيئة غالبًا إلى العديد من الفيتامينات والمعادن المهمة، مثل: فيتامين ب12، وفيتامين د، والسيلينيوم، والزنك، والحديد، ونوعين من أحماض أوميجا 3 الدهنية. فالعديد من الأطعمة التي تحتوي على مستويات عالية من هذه الفيتامينات والمعادن تأتي من الحيوانات، مثل اللحوم والبيض.

تلعب جميع هذه الفيتامينات دورًا رئيسيًا في تكوين وتطوير وإنتاج خلايا الدماغ والأعصاب إلى جانب دعم جهاز المناعة الصحي.

ولكن أظهرت الأبحاث نتائجًا مثيرة للقلق بشأن فيتامين ب 12، حيث تبيّن أن 38% من المشاركين من أنصار نظام الأطعمة النيئة الصارم يعانون انخفاضًا حادًا في فيتامين ب 12، مما يتسبب في العديد من المشاكل الصحية، كالصفراء، وتقرحات الفم، ومشاكل الرؤية، والاكتئاب، بالإضافة إلى التغيرات المزاجية الأخرى.

وجدت نفس الدراسة أيضًا أن اتباع هذا النظام النباتي النيئ الصارم يزيد من مستويات الهوموسيستين (حمض أمين يتحلل بواسطة فيتامين ب12) بسبب نقص فيتامين ب12، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والسكتة الدماغية.

احتمالية انقطاع الدورة الشهرية

قد يؤدي النظام الغذائي النباتي النيء إلى فقدان الوزن تلقائيًا، إذا كنت لا تحصل على كمية السعرات الحرارية التي يحتاجها جسمك ليعمل بشكلٍ صحيح، مما يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية للشابات على وجهٍ خاص.

وجد الباحثون أن 30% من النساء دون سن 45 اللاتي يتبعن نظامًا غذائيًا نيئًا لأكثر من ثلاث سنوات تنقطع لديهن الدورة الشهرية جزئيًا ثم تنقطع تمامًا (غياب الحيض) ويرجح ذلك إلى فقدان الوزن الناجم عن النظام الغذائي النباتي الصارم.

لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل قد تصل الأمور إلى الإصابة بالعقم حيث أظهرت النتائج أن الشابات اللاتي يستهلكن سعرات حرارية أقل بنسبة 22-42% من المطلوب كن أكثر عرضة لهذا الخطر، فضلاً عن انخفاض معدل المعادن في العظام مما يؤدي إلى هشاشتها.

وختامًا، على الرغم من الفوائد الصحية العديدة للنظام الغذائي النباتي، إلا أن المبالغة فيه وعدم اتباعه بشكلٍ صحيح تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة على المدى البعيد كما أشار المختصون.

إذا كنت تخطط لاتباع نظام غذائي نباتي نيء، فمن المهم أن تخطط بعناية لتمنح جسمك جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها من أجل صحة مثالية.

المصدر: https://www.sciencealert.com

ترجمة: د. عبدالرحمن طارق حكيم

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!