تَتَعرض النساء الحوامل في الولايات المتحدة لمواد كيميائية، مثل الميلامين، وحمض السيانوريك، والأمينات العطرية التي يُمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسرطان وتَضُر بنموالطفل.

وقد عُثر على الميلامين وحمض السيانوريك في جميع عينات المشاركات في الدراسة تقريبًا، ولكن عُثر على أعلى المستويات في النساء ذوات البشرة المُلونة، والنساء اللائي تَعرضن أكثر للتبغ.

وفقًاً للباحثين في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو وكلية جون هوبكنز بلومبرج للصحة العامة.

 وعُثر أيضًا على أربعة أمينات عطرية تُستخدم بشكلٍ شائع في المنتجات التي تحتوي على أصباغ في جميع المشاركات الحوامل تقريبًا.

 يُمكن أن يتعرض الأشخاص إلى الميلامين، والأمينات العطرية بعدة طرق: وذلك من خلال الهواء، أو  تناول الطعام المُلوث، أو ابتلاع الغُبار المنزلي، وكذلك من مياه الشرب، أو باستخدام المنتجات التي تحتوي على البلاستيك، والأصباغ.

وقالت تريسي جيه وودروف، أستاذة التوليد وأمراض النساء والطب التناسلي، والتي تُدير برنامج جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو (UCSF) حول الصحة الإنجابية والبيئة، وهي المُؤلفة الرئيسية المُشاركة للدراسة المنشورة في 30 أغسطس 2022 في صحيفة (Chemosphere):

“تُثير هذه المواد الكيميائية القلق الشديد بسبب ارتباطها بالسرطان والسُمية النمائية، ومع ذلك لا تُراقب بشكل روتيني في الولايات المتحدة”.

ويعد كلٌ من الميلامين ومشتقه الرئيسي -حمض السيانوريك – من المواد الكيميائية عالية الإنتاج التي تتجاوز 100 مليون دولار سنويًا في هذا البلد وحده. 

عند التعرض لهذه المواد الكيميائية معًا، يُمكن أن تكون أكثر سُمية من أي منهما بمفرده.

 يُوجد الميلامين في آنية الطعام، والبلاستيك، والأرضيات، وطاولات المطبخ، والمبيدات الحشرية. يُستخدم حمض السيانوريك كمُطهر، ومثبت بلاستيكي، ومحلول منظف حمامات السباحة. أما الأمينات العطرية فتوجد في صبغات الشعر، والماسكارا، وحبر الوشم، والطلاء، ودُخان التبغ، وعادم الديزل.

وعُرِفَ الميلامين كمادة سامة للكلى بعد حوادث تسمم حليب الأطفال والتسمم الغذائي للحيوانات الأليفة في 2004، و2007، و2008، والتي تَسببت في العديد من الوفيات، وكذلك حصوات الكلى، وانسداد المسالك البولية لدى بعض الناس. كما تُشير التجارب الحيوانية الإضافية إلى أن الميلامين يُقلل من كفاءة وظائف المخ.

قاس الباحثون في دراستهم 45 مادةً كيميائية مُرتبطة بالسرطان ومخاطر أُخرى باستخدام طرق جديدة لالتقاط المواد الكيميائية أو الآثار الكيميائية في عينات البول لمجموعة صغيرة، ولكنها متنوعة من 171 امرأةً، وهن جزء من المعاهد الوطنية للصحة البيئية والتأثيرات على نتائج صحة الطفل برنامج (ECHO).

غطت فترة الدراسة من 2008 إلى 2020. وكن جميع النساء ينحدرن من ولايات كاليفورنيا، وجورجيا، وإلينوي، ونيوهامبشاير، ونيويورك، وبورتوريكو.

كان حوالي الثلث (34٪) من البيض، و(40٪) من اللاتينيين، و(20٪) من السود، و(4٪) من الآسيويين، والباقي (3٪)  كانوا من مجموعات عرقية أخرى أو متعددة. أُجريت دراسات سابقة على الميلامين بين النساء الحوامل في الدول الآسيوية أو اقتصرت على غير الحوامل في الولايات المتحدة.

كما أوضحت جيسي باكلي، الأستاذة المُساعدة في كلية جونز هوبكنز بلومبيرج للصحة العامة: “إنه أمر مُقلق أن نستمر في العثورعلى مستويات أعلى من العديد من هذه المواد الكيميائية الضارة في الأشخاص ذوي البشرة الملونة”.

على سبيل المثال، كانت مستويات 3،4 كلوريد الأنيلين (مادة كيميائية تُستخدم في إنتاج الأصباغ ومبيدات الآفات) أعلى بنسبة 100٪ بين النساء السود واللاتينيات مقارنةً بالنساء البيض.

قال جيهاي تشوي، زميل ما بعد الدكتوراه في كلية جونز هوبكنز بلومبيرج للصحة العامة والمؤلف الأول للدراسة: “تثير نتائجنا مخاوفًا بشأن صحة النساء الحوامل، والأجنة؛ لأن بعض هذه المواد الكيميائية معروفة بأنها مواد مسرطنة وذات سُمية نمائية مُحتملة”. 

وأضاف: “من الواضح أن هناك حاجة لاتخاذ إجراءات تنظيمية للحد من للحد من التعرض لهذه المواد”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة:  د. زينب مرسي زهران

لينكد إن: dr-zeinab-zahran

مراجعة وتدقيق: هبة الحسين

لينكد إن: heba-alhussein