هل تستطيع الأجنة الشم والتذوق داخل الرحم؟

هل تستطيع الأجنة الشم والتذوق داخل الرحم؟

4 نوفمبر , 2022

ترجم بواسطة:

يارا إسماعيل

دقق بواسطة:

زينب محمد

العثور على أدلة مباشرة ترجح اختلاف ردود أفعال الأجنة تجاه الروائح والمذاقات المتنوعة للأطعمة التي تتناولها الأمهات أثناء فترة الحمل.

استطاع العلماء رصد أول دليل مباشر على اختلاف ردود أفعال الأجنة تجاه الروائح والمذاقات المختلفة التي يتعرضون لها أثناء وجودهم داخل الرحم وذلك من خلال النظر إلى تعابير الوجه.

أجريت دراسة بجامعة درهام للأجنة ومعامل أبحاث حديثي الولادة بالمملكة المتحدة، حيث أُخذت صور الأشعة التليفزيونية رباعية الأبعاد لمائة من النساء الحوامل لمعرفة ما إذا كان هناك استجابة لهؤلاء الأجنة للأطعمة المختلفة التي تتناولها أمهاتهم.

وقد رصد الباحثون ردود الأفعال التي تظهر على وجوه تلك الأجنة بعد تناول أمهاتهم لأنواع مختلفة من الخضروات مثل اللفت والجزر.

وقد لاحظ الباحثون ظهور ابتسامة على وجه الأجنة الذين تناولت أمهاتهم الجزر على عكس هؤلاء الذين تناولت أمهاتهم اللفت فقد أظهرت ملامح وجوههم تعابير تشبه البكاء.

تستطيع نتائج هذه الدراسة أن تعزز فهمنا لتطور مستقبلات التذوق والشم لدى الإنسان.

ويعتقد العلماء أيضًا أن الأطعمة التي تتناولها الأم أثناء فترة الحمل قد تؤثر على نوعية الأطعمة المفضلة لدى طفلها في المستقبل ومن المحتمل أن تؤثر أيضًا على قدرته على اتباع عادات غذائية صحية فيما بعد.

وقد نُشرت الدراسة في مجلة العلوم النفسية.

يستطيع الإنسان التمييز بين الأطعمة من خلال حاستي الشم والتذوق معًا. ويُعتقد حدوث ذلك في الأجنة عن طريق استنشاق أو ابتلاع السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين داخل رحم الأم.

تقول بيزا أوستون، الباحثة الرئيسية وباحثة الدراسات العليا في مختبر أبحاث الجنين وحديثي الولادة، قسم علم النفس، جامعة دورهام:

“رجحت العديد من الدراسات قدرة الأجنة على الشم والتذوق داخل الرحم، ولكن ذلك كان بناءً على ملاحظات ما بعد الولادة. ولكن على النقيض من ذلك، تعد هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تستند إلى ردود أفعال الأجنة داخل الرحم”.

نتيجة لذلك؛ فإننا نعتقد أن تكرار تعرض الجنين لبعض النكهات قد يؤثر على عاداته الغذائية فيما بعد. وقد تكون تلك الرسالة مهمة للحث على تناول الغذاء الصحي وتجنب الاضطرابات الغذائية عند الفطام.

“إنه لأمرٌ مدهش، مراقبة رد فعل الأجنة داخل الرحم لنكهة الجزر واللفت، ومشاركة تلك اللحظات مع الأبوين”.

وقام فريق البحث، الذي ضم أيضًا علماء من جامعة أستون في برمنجهام بالمملكة المتحدة، والمركز الوطني للبحث العلمي بجامعة برغندي في فرنسا، بفحص الأمهات، اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 و40 عامًا، في كل من الأسبوع 32 والأسبوع 36 من الحمل لمعرفة ردود فعل الجنين على نكهات اللفت والجزر.

أعطيت الأمهات كبسولات تحتوى على 400 مجم تقريبًا من مسحوق من الجزر أواللفت قبل إجراء الفحص بالأشعة التليفزيونية بحوالي 20 دقيقة، مع منعهم من تناول أية أطعمة أو مشروبات أخرى لمدة ساعة قبل الفحص.

بالإضافة إلى ذلك فقد امتنعت الأمهات عن تناول أي أطعمة تحتوي على الجزر واللفت في يوم الفحص للتحكم في جميع العوامل التي قد تؤثر على رد فعل الأجنة.

وقد أشارت التعبيرات الظاهرة على وجوه الأجنة في المجموعة التي تناولت الكبسولات وفي مجموعة المقارنة أن تناول جرعة صغيرة من الجزر أو اللفت كان كافيًا لحدوث رد فعل لدى الأجنة.

تقول الأستاذة ناديا ريسلاند، رئيسة مختبر أبحاث الجنين وحديثي الولادة، قسم علم النفس بجامعة دورهام، والمشرفة على أبحاث بيزا أوستن:

“رجحت الأبحاث السابقة التي أجريت في مختبري أن فحوصات الموجات فوق الصوتية 4D هي طريقة لمراقبة ردود فعل الأجنة لفهم كيفية استجابتهم للسلوكيات الصحية للأم مثل التدخين، والصحة العقلية بما في ذلك الإجهاد والاكتئاب والقلق”.

وأضافت: “يمكن أن يكون لهذه الدراسة آثار مهمة لفهم الأدلة المبكرة على قدرات الجنين على استشعار وتمييز النكهات والروائح المختلفة من الأطعمة التي تتناولها أمهاتهم”.

وقال المؤلف المشارك البروفيسور بينويست شال، من المركز الوطني للبحث العلمي بجامعة بورغندي، فرنسا:

بالنظر إلى تعبيرات وجه الأجنة، يمكننا أن نفترض أن مجموعة من المحفزات الكيميائية تمر عبر النظام الغذائي للأم إلى بيئة الجنين.

“هذا يمكن أن يكون له آثار مهمة على فهمنا لتطوير مستقبلات التذوق والشم لدينا ، وكذلك الإدراك والذاكرة المرتبطة بها”.

ويقول الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها قد تساعد أيضًا في المعلومات المقدمة للأمهات حول أهمية الأطعمة والوجبات الغذائية الصحية أثناء الحمل.

وقد بدأوا الآن دراسة لمتابعة هؤلاء الأطفال بعد الولادة لمعرفة تأثير النكهات التي تعرضوا لها في الرحم على قبولهم للأطعمة المختلفة فيما بعد.

وقال المؤلف المشارك في البحث البروفيسور جاكي بليسيت، من جامعة أستون:

“يمكننا القول إن التعرض المتكرر للنكهات قبل الولادة قد يؤدي إلى تفضيل تلك النكهات بعد الولادة. أو بمعنى آخر، فإن تعريض الجنين للنكهات غير المُحببة له، مثل اللفت، قد يؤدي إلى اعتياده على تلك النكهات في الرحم”.

وأضاف: “الخطوة التالية هي دراسة ما إذا كانت الأجنة تظهر استجابات “سلبية” أقل لهذه النكهات بمرور الوقت، مما يؤدي إلى قبول أكبر لتلك النكهات عندما يتذوقها الأطفال لأول مرة خارج الرحم”.

المصدر: https://www.sciencedaily.com

ترجمة: د. يارا إسماعيل

لينكد إن: yara-ismail

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!