كيف نفهم اضطرابات الصحة النفسية

كيف نفهم اضطرابات الصحة النفسية

28 مايو , 2022

ترجم بواسطة:

إيمان عبد الرازق

دقق بواسطة:

زينب محمد

النقاط الرئيسية

  • العديد من تصورات اضطرابات الصحة النفسية في هوليوود غير دقيقة، لتفهم ذلك محتاج بعض الجهد.
  • لفهم الاضطرابات النفسية يتطلب ذلك أولًا معرفة كيف تختلف الأعراض عن التجربة البشرية الطبيعية.
  • لا يمكن فهم الاضطراب النفسي حتى ينظر إليه من منظور الشخص كما من المنظور التقني.

ليس من السهل معرفة تجربة شخص آخر، خاصةً عندما تكون تجربتهم مختلفة عن أي شيء أنت تعرفه. غالبًا نقارن المثل بالمثل، يعاني صديقك من برد أو  كسر بالعظم أو انفصال مزري، لدينا جميعًا أمثلة على ذلك، لكن تقع اضطرابات الصحة النفسية السريرية في فئة مختلفة تمامًا. كيف يمكننا أن نعرف ما يشبه هذا؟ هذا قد يبدو سؤال أكاديمي، لكنه يصبح مهمًا عندما يكون المتألم شخصًا نهتم لأمره.

إذا كنت تريد أن تعرف ما هي اضطرابات الصحة النفسية فالمهمة لا تبدو صعبة، شاهد إحدى البرامج أو الأفلام التي تعرض هذه الأيام وستجد شخصية تعاني من اضطراب ثنائي القطب، أو اضطراب الوسواس القهري، أو القلق، أو الذهان. إذًا شاهد وتعلم، والمثير للاهتمام إنهم سيحلون جرائم القتل أو يمنعون الهجمات الإرهابية أو يكونوا عقول مدبرة شريرة.

يجعل المرض من الصعب القيام بالأشياء العادية في الحياة التي يجب القيام بها، قد يختلف هذا من ضعف بسيط إلى عجز كامل، القيام بأشياء خارقة أو التمتع بقوى خاصة ليس جزءً من الصورة، ويجب أن يكون من الواضح أن هذه الأشياء ليست صحيحة لوصف اضطرابات الصحة النفسية.

ثانيًا من المهم أن نضيف أن إضرابات الصحة النفسية لا تعوق طريقك فحسب، ولكنها أيضًا مؤلمة. إنك تشعر بألم عقلي حقيقي ولست على ما يرام، ومرة أخرى هذا يختلف من بسيط إلى لا يحتمل.

أخيرًا، يجعل من الصعب جدًا رؤية طريق العودة، مجرد ما تمرض تنظر حولك وترى فقط العقبات التي تحول دون أن تتحسن، هناك جدران وظلام ولا يوجد مخرج، هذا جزء من اضطرابات الصحة النفسية وليس تصرفًا سلبيًا.

لذلك سنأخذ الخطوة الأولى، لقد وصلنا إلى حد تصحيح صورة هوليوود عن اضطرابات الصحة النفسية، ولكن ذلك لا يكفي، كيف نتعرف على حقيقة الإصابة باضطرابات الصحة النفسية؟

حسنًا، هناك ثلاث خطوات يجب اتخاذها كي نفهم هذا، الخطوات ليست معقدة ولكنها تحتاج إلى بعض العمل، إذا كان يوجد شخص يهمك أمره يعاني من اضطرابات الصحة النفسية أو إذا كنت مجرد شخص جيد يريد أن يتعلم عن واحدة من أهم القضايا في صحة الإنسان، فسوف تشعر بالرضا عن قيامك بهذا المشروع. ستعرف شيئًا أساسيًا عن الحالات التي يعاني منها واحد من كل خمسة أشخاص، إنها حقًا تستحق الجهد.

الخطوة الأولى: ما هي الأعراض؟

التعلم هو الخطوة الأولى اسمع إلى ما يقوله الخبراء، وابحث عبر الإنترنت، وتعلم عن الأمراض نفسها.

ستتمكن من العثور على قوائم بالحالات والأعراض والمناقشات التي يجب اتباعها، هذه القوائم ليست تعسفية ولا نتيجة لقرار أي شخص، إنها نتاج الكثير من عمليات البحث وإنها ذات قيمة كبيرة لأولئك الذين يعالجون هذه المشاكل، كما سترى لاحقًا أنهم ليسوا محددين لاضطراب معين، ولكنها الإطار الذي تتوقف عليه جميع الاختلافات الأخرى، بدون هذه الأساسيات لن نتمكن من المضي لتجربة الفرد الفعلية.

أهم  نقطة في هذه القوائم هي كيف تختلف عن التجربة البشرية العادية، الفرق الأكثر أهمية هو أن الأشخاص المصابون بالمرض نفسه لديهم مجموعة من الأعراض، ليس فقط واحد أو اثنين، والأكثر أهمية أن الأعراض تدوم، قد تشير المعايير إلى أسبوعين أو شهر، لكن عادةً ما تكون موجودة منذ عدة أسابيع أو شهور، خمسة أو ستة من هذه الأعراض لأسابيع هي عالم منفصل من يوم أو اثنين، تظهر الأبحاث إنه يختلف اختلافًا جوهريًا عن التجربة العادية، في الواقع إنها تغيّر أفكارك.

ومخاوف غير عادية وخبرات حسية مثل سماع أصوات عندما لا يكون أحد حاضرًا، وبالرغم من أنها تستند إلى أشياء نعرفها مثل المشاعر والأفكار والأصوات، لكنها تختلف اختلافًا جوهريًا عما يعرفه الناس في حياتهم الخاصة.

الخطوة الثانية: كيف يبدو الأمر شخصيًا؟

الخطوة الثانية هي الابتعاد عن هذه المناقشات التقنية، هنا يجب أن تكتشف ما يبدو عليه الأمر من منظور شخصي للاضطراب الذي تهتم به، ولحسن الحظ كتب العديد من الناس ذكريات أو حسابات عن تجربتهم، هذه لا تعني بأنها تقارير علمية، على العكس تمامًا، فهي تهدف إلى تقديم روايات شخصية عميقة عن التجربة، نادرًا ما يكون هذا مجرد تقرير عن أعراضهم، قد تشمل: كيف اكتشفوا أن هناك شيء ليس على ما يرام وكيف استجاب الآخرون وكيف (أو إذا) تلقوا العلاج وكيف تصرف معالجوهم تجاههم وما إلى ذلك، لماذا كل هذا بدلًا من الأعراض فقط؟ لأن الاضطراب العقلي هو تجربة اجتماعية وشخصية للغاية، إذا كنت لا ترى ذلك فلن ترى اضطرابات الصحة  النفسية.

الخطوة الثالثة: ماذا لو كنت أنت؟

فكر فيما سيكون عليه الحال إذا حدث لك هذا، تخيل إذا كانت لديك الأعراض، كيف تشعر بها؟؟ كيف ستؤثر على حياتك الطبيعية؟ ربما يجب عليك أن تتوقف عن العمل لبعض الوقت، كيف سيؤثر ذلك على حياتك المهنية؟ هل يمكنك الوفاء بالتزاماتك تجاه أسرتك؟ كيف سيتصرف الناس الذين تحبهم؟ هل ستنهار حياتك كلها؟

وما هو شعورك تجاه هذه المشاعر والأفكار غير العادية والتي لا تستطيع التحكم بها؟ هل مازلت أنت؟ إلى أي مدى تستطيع تحمل الألم العقلي؟ هل تخاف من فقدان عقلك؟ هل تفكر في الانتحار؟

أقول إن هذا أصعب جزء لأنك لا تعرف الإجابة عن معظم هذه الأسئلة، وهذا طبيعي جدًا، قد تعرف البعض من أحبائك المتأثرين لكن معظم الإجابات تفوق معظمنا، لأننا لم نجرّب هذه التجربة المخيفة للغاية ، لذلك ابذل قصارى جهدك لهذا الجزء الأخير، بمجرد أن تبدأ ستبقى معك، ستسمع شيئًا في مرحلة ما من شخص مصاب باضطرابات الصحة النفسية وستفكر “هذا ما تساءلت عنه تمامًا”، عندما تفكر في هذه الأسئلة فأنت تؤهل نفسك لها عندما تظهر في حياتك.

نعم، يتطلب الأمر قدرًا ضئيلًا من العمل، لكن عندما تنتهي منها فأنت لست فقط مقربًا للأشخاص الذين تهتم لأمرهم، لكن لجزء كبير من الإنسانية.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: إيمان عبد الرازق

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!