8 ديسمبر , 2022
تشير الأبحاث أن الغناء للأطفال الرضع يساعد في دعم التنمية الاجتماعية لديهم.
استنادًا إلى دراسة نشرتها أعمال الأكاديمية الوطنية للعلوم، بـأنّ مشاركة الرضع واندماجهم مع أغنيةٍ ما؛ يقدم وسيلة لدعم التطور والتفاعلات الاجتماعية لديهم.
قام العديد من الباحثين في المركز الطبي لجامعة فاندربيلت، ومركز ماركوس للتوحد، والرعاية الصحية للأطفال في أتلانتا، وكلية الطب في جامعة إيموري بإلحاق 112 رضيعًا في التجربة، وكانت أعمارهم إما شهرين أو ستة أشهر.
قامت الدراسة بتتبع نظرات الأطفال الرضع لحظة بلحظة، ليروا في حال إذا كان الإيقاع الذي ينشده مقدم الرعاية يجعل نظرات عين الرضيع متزامنة أو مترابطة مع الإشارات الاجتماعية لمقدمي الرعاية في نطاقات زمنية أقل من الثانية.
في وقتٍ مبكر منذ شهرين، عندما انخرط الأطفال لأول مرة بطريقة تفاعلية مع آخرين، كان الأطفال أكثر عُرضة للنظر في عيون المغنيين بمرتين، بسبب الإيقاع الموسيقي على خلاف ما كان متوقعًا.
وقبل ستة أشهر مضت، وبينما كان الأطفال ذوي خبرة عالية في الألعاب الموسيقية وجهًا لوجه، وكانوا يتطورون تدريجيًا في الإيقاع المعقد، وأيضًا في حركات التواصل كالغمغمة، كانوا أكثر عرضة للنظر في عيون المغنيين بأربع مرات بشكل متزامن مع الإيقاع الموسيقي.
قالت مؤلفة الدراسة الرئيسية ميريام لينس: “الغناء للأطفال الرضع يبدو وكأنه أمر سهل، ولكنه ثري بالمعلومات الاجتماعية ذات المعنى. وهنا نبين أنه عندما يغني مقدم الرعاية لأطفاله، فهم ينظمون سلوكهم حدسيًا لدعم الرابطة الاجتماعية بين مقدم الرعاية والرضيع وبين التعلم الاجتماعي للرضع”.
خلال التجربة، استخدم باحثون تقنية تتبع العينين ليقيسوا كل حركة لكل عيني طفل، بينما الأطفال يشاهدون مقطع فيديو لأناس يندمجون معهم في الأغنية.
أوضحت لينس: “للقيام بهذه الدراسة، استخدمنا مقاطع فيديو لأغانٍ عوضًا عن غناءٍ حيّ يُعرض أمامهم، للتأكد بأن أي تغير في سلوكهم البصري، حدث تلقائيًا. وعلى الرغم أن الأطفال كان بإمكانهم النظر إلى أي مكان أثناء تشغيل الفيديو، وجدنا بأن حركاتهم البصرية لم تكن عشوائية”.
وقد أضافت: “الأهم من هذا، إن الإيقاع المتوقع للغناء هو شيء أساسي لهذا التفاعل الاجتماعي المتأصل. وعندما نقوم بمعالجة الأغنية على سبيل التجربة، بحيث لم تعد ذات إيقاعٍ يمكن التنبؤ به، تتلاشى هنا الجاذبية ويصبح الأطفال غير قادرين على مزامنة حركات أعينهم بشكل موفق مع التلميحات الاجتماعية لمقدمي الرعاية”.
أكد الباحثون النتائج التي وصلوا إليها من خلال مجموعات من الأطفال تبلغ أعمارهم الستة أشهر، والذين كانوا قد شاهدوا مقاطع الفيديو الأصلية للأغاني، بالتزامن مع مقاطع الفيديو الأخرى التي تم التلاعب بها حتى لا يتمكنوا من التنبؤ بها.
وعندما عُرض على الأطفال مرة أخرى، وكانت نظرات العين محصورةً في مقطع الفيديو الأصلي، لما كان الإيقاع متوقعًا، لم يعد تأثير النظرات ذو المظهر الزماني موجودًا عندما تم تعطيل الإيقاع الذي يمكن التنبؤ به.
قال وارن جونز، وهو مؤلف الدراسة الأول: “هذا أمر مهم جدًا لأنه يظهر اقتران فيزيائي مميز بين سلوك مقدم الرعاية والخبرة عند الرضع. وبدون وعي مُدرك، شيء بسيط وحدسي كغناء مقدم الرعاية في حركة كاملة من التفاعلات يمكنه أن يغير تجارب الطفل”.
أضافت لينس: “بالرغم من أهمية ماذا يعبر عنه مقدم الرعاية، فـمتى وكيف يعبرون بهذه التلميحات الاجتماعية هو ما يهم للتواصل بين مقدم الرعاية والأطفال. ويعد التنبؤ الإيقاعي_ وهو ميزة عالمية للأغنية_ آلية أساسية لهيكلة التفاعلات الاجتماعية ودعم التنمية الاجتماعية لدى الرضع”.
ذكرت رينا غوردون بأن هذه الدراسة تؤكد بأن الموسيقى ليست فقط للتسلية، بل إنها محور أساسي للتطور الاجتماعي والعاطفي المبكر.
وأضافت: “إنه من اللافت للنظر بأن هؤلاء الأطفال يتتبعون ضربات الإيقاع الموسيقي بأعينهم من خلال تعديل اتصالهم بالعين مع أعين المغني حول إيقاع الغناء”.
وأردفت: “هذه الدراسات تعرض خطوة مهمة جدًا للمضي قدمًا في فهمنا مدى حساسية الأطفال الصغار للإيقاع الموسيقي، مما يشير إلى أن الغريزة الموسيقية متشابكة مع الانخراط الاجتماعي المبكر”.
وأشارت لينس أن فريقها الآن يعمل على توسيع البحث لدراسة التزامن عند المصابين بالتوحد.
المصدر: https://neurosciencenews.com
ترجمة: راما علي
تويتر: @jersulemammar
مراجعة وتدقيق: د. فاتن ضاوي المحنّا
تويتر: @F_D_Almutiri
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً