النشاط البركاني وانخفاض أكسچين المحيطات مرتبط بالاحترار المناخي وذوبان الجليد السريع خلال العصر الجليدي الأخير

النشاط البركاني وانخفاض أكسچين المحيطات مرتبط بالاحترار المناخي وذوبان الجليد السريع خلال العصر الجليدي الأخير

3 ديسمبر , 2022

ترجم بواسطة:

شروق علام

دقق بواسطة:

أماني نوار

 كشف بحث جديد أن تحليل كيميائي لأنوية رواسب من شمال الهادئ يوضح تلازمًا ثابتًا بين الرماد البركاني ونقص الأكسجة، وهي فترة من انخفاض الأكسجين في المحيط تمتد لآلاف السنين، خلال فترات الاحترار المناخي السريع في نهاية العصر الجليدي الأخير.

إن فهم العلاقة بين النشاط البركاني، ونقص الأكسجة وذوبان الجليد نتيجة لارتفاع الحرارة خلال آخر العصور الجليدية، والذي انتهى منذ حوالي ١٨,٠٠٠ عام ، يطرح  الأسئلة الهامة حول ما قد يحدث بينما يدفئ الكوكب اليوم.

وقال باحث الدراسة الرئيسي جيانغوي دو من المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ، سويسرا، والذي أجري البحث كطالب دكتوراه في كلية علوم الأرض والمحيطات والغلاف الجوي بجامعة ولاية أوريغون : “إنه لمن غير المعروف حاليًا ما إذا كانت الثورات البركانية ستزداد بينما يصبح المناخ أكثر حرارة”.

وأضاف: “ولكننا نعلم أن الأنهار الجليدية المتبقية على براكين الحلقة النارية في المحيط الهادئ تذوب بسرعة، وسيكون من المهم تضمين تلك الخسارة الجليدية في توقع الثورات المستقبلية، والتي قد تشكل خطرًا على المناطق المأهولة بالسكان، وتجعل مناطق نقص الأكسچة الخطرة الناشئة شماليّ المحيط الهادئ أسوء”.

نُشرت الدراسة في مجلة ناتشورال، حيث تشير نتائجها إلى وجود علاقة منهجية بين المناخ، وانحسار الأنهار الجليدية، والنشاط البركاني، والإنتاجية البيولوجية، وتفكك أكسجين المحيطات. وقد قال آلان ميكس، عالم المحيطات وعالم المناخ القديم في ولاية أوريغون والمؤلف المشارك في الورقة البحثية في هذا الصدد:

هذه الروابط المفاجئة بين أجزاء من الأرض التي عادةً ما نعتقد أنها منفصلة تسلط الضوء على مدى ترابط النظام بأكمله”.

وأضاف : “إن حل المشكلات البيئية، كتلك التي نواجهها خلال أزمة المناخ المستمرة يتطلب أن ننظر إلى النظام المترابط بأكمله وليس فقط لأجزاء منفردة منه”.

إن منطقة المحيط الهادئ البركانية، والتي يعرف جزء منها باسم حلقة النار؛ تعتبر أحد أكثر مناطق العالم نشاطًا تكتونيًا وبركانيًا.

وأوضح ميكس أن توقيت الأحداث البركانية فيما يتعلق بانحسار صفيحة كورديليران الجليدية، والتي كانت فيما مضى تغطي جزءًا كبيرًا من غرب أمريكا الشمالية، ويشير إلى أن الذوبان المتسارع للجليد المغطي للبراكين فى المنطقة تسبب في زيادة النشاط البركاني.

وأضاف: “إن الغطاء الجليدي بالنسبة للبراكين يشابه السدادة بالنسبة لزجاجة المشروب. ازِل السدادة الجليدية، يبدأ الثوران”.

أظهرت الأبحاث السابقة وجود قلة من طبقات الرماد ضمن رواسب في المنطقة، ولكن في دراسة كيميائية لجامعة دنڤر وباستخدام أنوية رواسب بحرية عميقة من خليج ألاسكا، كُشف عن المزيد من آثار الرماد والتي لم تكن مرئية للعين المجردة.

وقامت جامعة دنڤر بتصنيف ومقارنة الثورات البركانية، خلال العصر الجليدي الأخير في المناطق التي كان يغطيها الجليد مع أخرى لم تكن مغطاة.

وأفادت الجامعة: “وجدنا نمطًا مميزًا للعديد من الثورات خلال فترات الاحترار وانحسار الجليد في المناطق حيث وجدت الأنهار الجليدية، وتغيرًا طفيفًا للغاية في مدى تواتر الثورات خارج نطاق المناطق المغطاة بالجليد، وبالتحديد غربيّ أمريكا الشمالية، مما يوفر دليلًا قاطعًا على رد الفعل البركاني تجاه الاحترار وانحسار الجليد”.

ووضحت البصمات الكيميائية أيضًا اقترانًا ثابتًا بين الرماد البركاني، وفترات نقص الأكسچة. فمن المرجح أن زيادة الرماد البركاني قد غذت الإنتاجية المحيطية، بالإضافة إلى التسبب في نقص الأكسجين.

قام مؤلفون مشاركون من جامعة تكساس إيه آند إم، وهم  كريستينا بيلانجر، وشارون، بفحص نوع من كائنات قاع البحر العضوية تسمى فورامينيفيرا، ووجدوا أنهم تتبعوا عن كثب مدخلات الرماد البركاني من خليج ألاسكا. تزدهر هذه الكائنات الحية تحت مياه فائقة الإنتاجية ويمكنها تحمل ظروف انخفاض الأكسجين.

وقال المؤلف المشارك بريان هالي، وهو أستاذ باحث في ولاية أوريغون في هذا الصدد: “الرماد البركاني يحوى عناصر مغذية هامة للعوالق، وخاصة الحديدً”.

وأضاف: “عندما يصطدم الرماد بالمحيط، تلتهم العوالق النباتية ذلك الحديد وتزهر. وتأثير التسميد هذا يؤكد التطبيق العملي لعملنا.

واختتم مموضحًا: “البعض قد اقترح تسميد منطقة شمال المحيط الهادئ بالحديد للاتقاط الكربون الزائد من الغلاف الجوي، لقد أظهرنا أن العالم الحقيقي قد أجرى بفاعلية تلك التجربة في الماضي بالحديد البركاني. وأن تأثير التسميد فعال، ويرسل بالكربون إلى أعماق البحر، وهذا خبر سار. ولكن هناك تبعات خطرة؛ حيث إنه عندما تتحلل تلك المادة العضوية الزائدة بينما تسقط في أعماق المحيط، تستهلك الأكسحين وتخلق مناطق خطر”.

المصدر: https://www.sciencedaily.com

ترجمة:  شروق محمد علام

لينكد إن: shrouk-allam

مراجعة وتدقيق: أماني نوار


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!