crossorigin="anonymous">
2 أبريل , 2023
يمكن أن يحسن الوقت الذي يقضيه الأشخاص مع عائلاتهم في فترة الأعياد من صحتهم؛ وفقًا لبحث جديد فُحص فيه ارتباط العلاقات الاجتماعية داخل الدوائر المقربة والموسعة، بالصحة والسلامة النفسية.
أجرى الدراسة باحثون في جامعة كنت وجامعة نوتنغهام ترينت (NTU) وجامعة كوفنتري، مستخدمين بيانات من تقارير قدمها ما يزيد عن 13000 شخص في 122 دولة وجُمعت أثناء الموجة الأولى لكوفيد-19.
قيمت الاستطلاعات قوة روابط الناس في دوائرهم المقربة مثل عائلاتهم وأصدقائهم وكذلك في المجموعات الأوسع مثل الدولة والحكومة والمجتمع وحددت سلوكياتهم الصحية المتعلقة بالجائحة وصحتهم وسلامتهم النفسية.
تُظهر النتائج أن الارتباط بالعائلة أكثر من أي مجموعة أخرى هو ما يرتبط بالتفاعلات السلوكية الإيجابية والذي يمكن أن يحسن الصحة، وشملت الأمثلة في هذه الحالة غسيل الأيدي وارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي.
على سبيل المثال غسل 46% من الأشخاص الذين يرتبطون بعائلاتهم ارتباطًا وثيقًا أيديهم على الأقل “أكثر” من 32% الذين لا تجمعهم روابط مع عائلاتهم، وقد أبلغ 54% من الناس غير المرتبطين بعائلاتهم أنهم لم يرتدوا كمامات أبدًا وظهر الأشخاص الأكثر ارتباطًا بين الذين تفاعلوا بسلوكيات صحية إلى حدٍ كبير، وعلى الرغم من أن نسبة الأشخاص أصحاب الروابط القوية تمثل فقط 27% من العينة كلها إلا أنهم يمثلون 73% من الذين تفاعلوا بتباعد اجتماعي و35% منهم غسلوا أيديهم، و36% أو أكثر ارتدوا الكمامات كثيرًا.
وجدت الدراسة أيضًا أن تلاحمك مع دوائرك الاجتماعية المقربة والمجموعات الأوسع يرتبط بصحة نفسية أفضل، فعندما يزداد عدد المجموعات التي يرتبط الأشخاص فيها بروابط قوية يزداد تفاعلهم بالسلوكيات الصحية وتتحسن نفسيتهم وينخفض القلق والاكتئاب لديهم.
يؤكد البحث أن رسالة الصحة العامة تركز على شبكات العلاقات الصغيرة والمجموعات المتعددة، خاصةً في وقت الأزمات عندما يتطلب تشجيع الأفراد على مشاركة سلوكياتهم الصحية مع دوائرهم الاجتماعية المقربة.
يُقترح أيضًا أن تُقلل الأنظمة الصحية الاعتماد على العلاجات الدوائية باستخدام الوصفات الاجتماعية عن طريق دعم الأفراد الذين لا يملكون هذه الروابط في حياتهم.
وضحت نتائج الدراسة التي شملت نطاق واسع من الدول مثل بنجلاديش والبرازيل وبيرو؛ الآثار المترتبة على معالجة الآثار الجسدية والنفسية السلبية من منظور عالمي، وتتطرق الدراسة لما هو أبعد من نطاق اختصاص المناهج النفسية التقليدية عن طريق الوصول لأكبر عدد من سكان العالم.
قالت الدكتورة مارثا نيسون، المختصة في علم الإنسان في جامعة كنت: “هذا البحث يتحدث عن الحاجة الكونية للانتماء وكان هذا واحدًا من الأسباب التي جعلتنا نشعر بأهمية إدراج عينات قيّمة من حول العالم؛ فأينما كنت في هذا العالم فإن الأشخاص الآخرين يهمونك”.
وأضافت: “لقد وجدنا أن وجود مجموعات كثيرة كان أمرًا مهمًا للتشجيع على سلوكيات صحية أفضل، بما في ذلك المجموعات المجردة مثل الدولة أو الحكومة، ولكن الأكثر أهمية هم الأصدقاء المقربون والعائلة؛ المجموعات التي نُصنف فيها أننا ذوي أهمية منذ بدء الخليقة”.
وأضاف دكتور بَهار المحاضر الأول لعلم النفس بمدرسة نوتنغهام ترينت (NTU) للعلوم الاجتماعية: “روابطنا الاجتماعية في أوقات الاضطرابات، مثل الكوارث أو الأزمات الاجتماعية أو الأوبئة يمكنها أن تكون المفتاح لتلقي الدعم، لأننا نراقب من نثق فيهم ونتفق معهم ممن حولنا من الناس عندما نقرر أي فعل سنقوم به، لذلك روابطنا القوية مع العائلة؛ الأشخاص الذين يشارك العديد منا أحداثًا مهمة جدًا في حياتنا معهم ونتعلم منهم، يمكنها تحسين سلوكياتنا الصحية.
“في الوقت ذاته، امتلاكك لروابط اجتماعية قوية -لا يهم مدى تجردها أو بعدها- يمكن أن يكون أمرًا بالغ الأهمية لتحسن صحتك النفسية، فبحثنا يُظهر أن الروابط الاجتماعية القوية أو الممتدة توفر مصادر مختلفة للدعم والتوجيه”.
أوضحت الدكتور فاليري فان مالكوم، المدرس المساعد في مركز الثقة والسلام والعلاقات الاجتماعية بجامعة كوفنتري: “نميل في الغرب إلى الاعتقاد أننا أفراد عليهم النجاة وغزو العالم وحدهم، ويوضح بحثنا أن البشر في الحقيقة كائنات اجتماعية إلى حدٍ كبير، يستفيدون من مجتمعاتهم ويعتمدون عليها بأكثر من طريقة، ويتضح هذا أكثر في الأوقات الصعبة، وننصح سياسات الحكومة أن تضع في اعتبارها هذه الاحتياجات والآليات وتُنشيء سلطات محلية ومنظمات شعبية للحصول على أقصى تأثير وصحة في أوقات الكوارث”.
المصدر: https://medicalxpress.com
ترجمة: رانيا محمود
لينكد إن: rania-mahmoud
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً