crossorigin="anonymous">
12 مايو , 2023
من الممكن أن يتسبب التمزق المبكر للكيس السلوي في عواقب وخيمة، لكن يدرس علماء اليابان حالات يُصلح فيها الكيس نفسه، وهي ظاهرة تحتاج لمساعدة من الجنين.
اكتُشف حديثًا أن أعمق طبقة في الخلايا الظهارية للكيس السلوي تكشف أطوار خلوية تؤدي إلى إصلاح الكيس، وساهم هذا البحث الحديث في إرساء الأساس لفهم الحمل الصحي أو المتعسر بشكلٍ أعمق.
يتساءل الباحثون في جامعة كيوتو باليابان عن أسباب إعادة التئام الكيس، إدراكًا منهم أن التمزق المبكر للغشاء السلوي قد يؤدي إلى الولادة المبكرة وقد تؤدي الإجابة النهائية عن هذا السؤال إلى تدخلات تمنع الولادة المبكرة للأجنة ذوي الأغشية التي لا تلتئم. وتعد أكبر فائدة محتملة بعد عدة سنوات هى الوقاية من العواقب المميتة حال ولادة الأجنة صغار جدًا وفي وقت مبكر جدًا.
التمزق المبكر للكيس السلوي، هي حالة يُشار إليها باسم تمزق الأغشية المبكر(pprom) وتؤدي إلى الولادة المبكرة وقد تلتئم الأغشية الممزقة تلقائيًا في بعض الحالات.
كتب كاومورا في دورية Science Signaling: “بحثنا عن آليات إصلاح السلى من طبقة الخلايا الظهارية الأقرب للجنين في الكيس السلوي”.
يؤثر تمزق الأغشية المبكر على ما يقدر بنحو 30% إلى 40% من الولادات المبكرة (أي ما يقارب من 150000 امرأة سنويًا) وفقًا لمستشفى الأطفال في فلادلفيا؛ حيث تُدرس الولادات المبكرة. وجدوا أنه يتسبب في تعقيد 2% إلى 4% من حالات الحمل بجنين واحد، و7% إلى 20% من حالات الحمل بتوأم، وأظهرت البيانات أن النساء عانين من تمزق الأغشية المبكر في جميع مراحل الحمل الثلاث.
من الطبيعي أن تظل الأغشية المحيطة بالجنين سليمة حتى بداية المخاض النشط أو خلال 24 ساعة قبل بداية المخاض، وليس من السهل اكتشاف تمزق الأغشية المبكر. في بعض النساء يتسرب السائل ببطء وقد يُخلط بينه وبين البول؛ لذا أفاد أطباء التوليد أنه من الضروري ملاحظة أن السائل السلوي ليس له لون ولا رائحة كالبول، وأكدوا أن تمزق الأغشية المبكر يحدث لعدة أسباب تتراوح من التهابات الرحم أو عنق الرحم أو المهبل أو تمدد كبير في الكيس السلوي.
هذا التمدد يحدث كنتيجة مباشرة لزيادة حجم السوائل في الكيس أو وجود أكثر من طفل يضغط على العشاء، بلإضافة إلى أسباب أخرى لتمزق الغشاء مثل حالات سوء التغذية أو النزيف داخل الرحم، ويعد التدخين عاملاً آخر يمكن أن يُسبب التمزق.
اتجه كاوامورا وزملائه إلى النموذج الحيواني لفهم ظاهرة إعاده الالتئام بشكل أفضل وكيفية حدوث هذا الإجراء الوقائي، وتُجيب نتائجهم عن سؤال واحد على الأقل يُثار دائمًا في أبحاث التوليد، ويساعد في تفسير عدم تعرض بعض النساء للولادة المبكرة عند الاشتباه في حدوث تمزق؛ حيث إن التمزق أصلح نفسه بطريقةٍ ما.
توصل كاوامورا وفريق من جامعة كيوتو في سلسلة مذهلة من النتائج إلى أن الخلايا البلعمية للجنين تنشط في أماكن تمزق السلى في كلٍ من الإنسان والفأر وتساعد في إصلاح الأغشية الممزقة، وأضاف كاوامورا: “تهاجر الخلايا البلعمية إلى أماكن التمزق وتستقر فيها”.
لوحظ في أماكن التمزق أن الخلايا الطلائية تكتسب طرازًا لحميًا ظاهريًا في عملية تُسمى -تحول طلائي لحمي- وتساهم في إصلاح الأنسجة.
وخلاصة القول أخذت الخلايا الطلائية دور الخلايا اللحمية وساهمت في عملية إعادة الالتئام، ولم تكن لتحدث بعض الأمور البيولوجية الإيجابية للإصلاح دون مهاجرة الخلايا البلعمية إلى أماكن التمزق واستقرارها فيها.
العوامل التي تقوم عليها أبحاث كيوتو أنه كان يعتقد العلماء سابقًا أن تمزق الأغشية أمر لا رجعة فيه، ولكن بعض النساء اللائي عانين من تمزق الأغشية المبكر لم يدخلن في مخاض. واتضح أن الأغشية الممزقة أصلحت نفسها.
لاحظ كاوامورا وأعوانه في دراسة التئام الجروح على الخلايا الطلائية للسلى في المعمل على 6 حالات حمل فئران البحث والإنسان تعاني من تمزق الأغشية، أن الخلايا الطلائية للأغشية الممزقة خضعت لعملية التحول الطلائي اللحمي التي تعزز هجرة الخلايا وإصلاح الأنسجة، وكذلك وجد الفريق أن نضوب الخلايا البلعمية في أجنة الفئران يضعف إصلاح السلى، مما يشير إلى أن الخلايا البلعمية الجنينية ضرورية لإصلاح السلى بعد تمزقه.
وأكدت الأبحاث أن إصلاح الأغشية يعتمد بشكل كبير على جزيئات الإشارة، وهذه الحالة تشير إلى إشارات عامل نمو التحول β/Smad حيث ظهر بوضوح في عينات كلٍ من الإنسان والفأر، وأكد كاوامورا وفريق كيوتو ذلك بقولهم: “نستنتج أن السلى لديه إمكانية تجديد كبيرة من خلال التحول الطلائي اللحمي للخلايا الطلائية، بالإضافة إلى أهمية الخلايا البلعمية الجنينية في عملية إصلاح الجروح”. ويتوقعون أن نتائج دراستهم ستفيد في اكتشاف علاجات لحالات تمزق الأغشية المبكر للوقاية من الولادة المبكرة.
المصدر: https://medicalxpress.com
ترجمة: د. فاطمة ممدوح
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً