29 نوفمبر , 2022
ابدأ عامك الدراسي بقوة مع العلوم النفسية.
– لست بحاجة إلى تدوين الملاحظات، فكل المعلومات متوفرة في الكتاب.
– يمكنني تخطي هذه المحاضرة والتحقق من وسائل التواصل الاجتماعية، وسأتطلع على تسجيل المحاضرة لاحقًا.
– لست مضطرًا لقراءة المنهج الدراسي لأنهم سوف يراجعونه بالكامل في المحاضرة.
– سأحضر للامتحان في اليوم السابق له.
أعلاه هي أفكار ومواقف ومعتقدات طلابية شائعة خاطئة تجعل التعلم صعبًا، وبناءً عليها يتوقع نتائج امتحانات أضعف والأهم من ذلك ضعف المعرفة على المدى الطويل.
العلوم النفسية، وخاصةً البحث في الإدراك وعلم الأعصاب والتدريس والتعلم، لديها اقتراحات أساسية حول السلوكيات التي يجب على الطلاب ممارستها وأسبابها.
وخلاصة القول، أنه توجد قيود على أنظمة أدمغتنا وذاكرتنا يمكننا التخلص منها، من خلال هذه الاستراتيجيات البسيطة لبدء العام الدراسي بشكل أفضل.
أولاً، يجب ألا نلوم الطلاب كثيرًا على التفكير بهذه الأفكار، حيث يبدو أن العديد من تصميمات الدورات التدريبية وممارسات المعلمين تعزز بعض هذه السلوكيات.
فإذا لم تكن الاختبارات تراكمية أو لم يكن لدى الطلاب الفرصة لإظهار معرفتهم بمرور الوقت، فإن الحشو سيكون النتيجة.
إذا كانت شرائح العرض مليئة بالمعلومات وكانت المحاضرة عبارة عن إعطاء محتوى أحادي الاتجاه من المعلم إلى الطالب، فإن الحصول على الشرائح قد يحول دون تدوين الملاحظات وحتى الحضور.
لا يوجد عدد كافٍ من المعلمين يشدد على أهمية تدوين الملاحظات والاستراتيجيات المفيدة الأخرى أو إذا فعلوا ذلك فلا يربطونها بما تفعله لأدمغتنا.
فأدمغتنا أعضاء مبهرة حيث لدينا حوالي 128 مليار خلية عصبية، وعلى عكس الخرافة فإننا نستخدمها جميعها.
ليس من المستغرب أن تتحكم أجزاء مختلفة من الدماغ في التعلم؛ حيث يتطلب حدوث تغيير طويل المدى نسبيًا في المعرفة إدخال مادة جديدة في ذاكرتنا طويلة المدى.
الذاكرة طويلة المدى لديها قدرة على تخزين المعلومات لفترة طويلة من الزمن، اعتمادًا على مدى جودة تعلم هذه المواد، ولكن قبل تخزين هذه المعلومات بالذاكرة طويلة المدى، فإنها تمر على الذاكرة العاملة التي لديها قدرة محدودة للغاية ووقت تخزين قصير.
تشير أحدث الأبحاث على أن الذاكرة العاملة يمكنها فقط تذكر أربع اجزاء من المعلومات وتعتمد على هياكل تسمى الحصين، وهي مجموعتان من الخلايا العصبية أو خلايا المخ على شكل عملة معدنية صغيرة.
وبناءً على أفعال المتعلم يقوم الحصين بتخزين الذكريات في الذاكرة طويلة المدى، والتي تتكون أساسًا من خمس إلى ست طبقات من الخلايا العصبية التي تغطي الجزء الأكبر من الدماغ مثل الغطاء الإسفنجي، وهذه القشرة الحديثة هي المكان الذي يكمن فيه ما نريد أن نتعلمه.
للحصول على هذه المعلومات من الذاكرة العاملة، هناك بعض الممارسات البسيطة التي يجب اتباعها وهذا هو المكان الذي يأتي فيه تدوين الملاحظات والانتباه واستراتيجيات الدراسة المحددة.
الانتباه هو جزء أساسي من عملية التعلم وذلك بسبب قدرة الذاكرة العاملة المحدودة؛ حيث كلما كان الانتباه منخفض في الفصل، قلت احتمالية انتقال المعلومات من الذاكرة العاملة إلى الذاكرة طويلة المدى كما تختلف سعة الذاكرة العاملة أيضًا من شخص لآخر، وهو ما يفسر سبب قدرة بعض الطلاب على الاستماع إلى الموسيقى والدراسة بذات الوقت بينما لا يستطيع آخرون فعل ذلك.
عوامل التشتيت، مثل الموسيقى والأفلام والعروض أو حتى الأشخاص الذين يتحدثون من حولنا، جميعها تؤثر على الذاكرة العاملة وبالطبع، إذا لم تحضر الفصل فسيكون لديك المزيد من العمل للقيام به ونادرًا ما يكون الاستماع إلى التسجيل بدون حضور.
عملية تدوين الملاحظات تجعل المستمع يعمل بفاعلية أكبر مع المواد التي يجب تعلمها بافتراض أن المتحدث لا يتحدث بسرعة كبيرة ويوفر وقتًا للتفكير، فإن تدوين الملاحظات الجيدة يعد استراتيجية تعليمية مهمة.
تساعدك الملاحظات على تنظيم المعلومات وتوفير سجل لما يجب تعلمه وتساعد ذاكرتك العاملة في تقوية ما يجب تعلمه، ومن المهم أيضًا إلقاء نظرة على الملاحظات ومراجعتها في نفس اليوم الذي دونت فيه لدعم انتقال المعلومات من الذاكرة العاملة إلى الذاكرة طويلة المدى.
اسأل أي عالم معرفي تقريبًا عن أفضل طريقة للدراسة وسيقول على الأرجح إعادة التعلم المتتالية وتتضمن المكونات الرئيسية كاختبار نفسك على ما تتعلمه بشكل متكرر مع مراعاة تباعد عدد مرات الاختبار.
إن مجرد رؤية ما إذا كان بإمكانك تذكر شيء ما يجعل الخلايا العصبية التي تمثل تلك المعرفة تشكل روابط أقوى مع الخلايا العصبية الأخرى وكلما كانت الاتصالات أقوى، زادت قوة الذاكرة وأصبح من الأسهل على عقلك تنظيم المعلومات في القشرة المخية الحديثة.
إن استرجاع المعلومات هي واحدة من أفضل الطرق لمساعدة عقلك على نقل المعلومات من الذاكرة العاملة إلى الذاكرة طويلة المدى وكلما تدربت أكثر وبشكلٍ دوري، تحسّنت قدرة ذاكرتك على استقبال المعلومات وكان التعلم أفضل.
هذه الاستراتيجيات الثلاث هي أساس التعلم الفعال، حيث هناك العديد من الطرق لتدوين الملاحظات الجيدة واسترجاع المعلومات ويمكن أن تستفيد كلتا الاستراتيجيتين من المراقبة الواعية لمعرفتك فهذه عادات جيدة للبدء والتطور مبكرًا.
عندما تبدأ الفصول الدراسية مرة أخرى، من السهل العودة إلى العادات السابقة حيث يعتقد العديد من الطلاب أن مجرد إعادة قراءة الملاحظات وتحديد المفاهيم المهمة وعمل بطاقات تعليمية لحفظ المصطلحات الأساسية هي عادات دراسية جيدة، حيث إن البحث يُظهر خلاف ذلك. فهذه الاستراتيجيات في الواقع لها فائدة منخفضة للغاية حيث يعد تدوين ملاحظات مهمة، ومن ثم استرجاع المعلومات لجميع الفصول الموزعة على عدة أيام في الأسبوع هو المفتاح.
أولاً حضور الفصل الدراسي، ومن ثم تدوين ملاحظات مهمة، واسترجاع المعلومات؛ حيث إن جميع هذه الممارسات جيدة للدماغ.
المصدر: https://www.psychologytoday.com
ترجمة: رغد المطيري
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً