ماذا يحدث عندما يخضع فاقدي البصر لعملية تصحيح الرؤية؟

ماذا يحدث عندما يخضع فاقدي البصر لعملية تصحيح الرؤية؟

28 نوفمبر , 2022

ترجم بواسطة:

شاهندة جبريل

دقق بواسطة:

زينب محمد

يستعرض هذا البحث المشوق التجارب البصرية لمرضى إعتام عدسة العين.

النقاط الرئيسية

  • يحصل المرضى المُصابون بالإعتام الخلقي أو  إعتام عدسة العين منذ الولادة على مدخلات بصرية لأول مرة في سن ما قبل المراهقة.
  • تستغرق أدمغتهم القليل من الوقت لتعلم كيفية التعامل مع هذه المدخلات البصرية.
  • بعد مرور عام، يصبح لديهم ذاكرة بصرية مشابهة لذاكرة الأفراد المُبصرين بشكل طبيعي منذ الولادة.

إن العقل البشري قادر على التأهل حتى يصبح مستعدًا لاستكشاف العالم. فعندما يولد الأطفال، يتصل العصب البصري، والذي بدوره يحمل الإشارات من شبكية العين الحساسة للضوء الموجودة في الجزء الخلفي، بنواة داخل المِهاد بالمخ. ومنها بعد ذلك، تنتقل الوصلات إلى مناطق من قشرة المخ والمسؤولة عن معالجة المعلومات البصرية. ولكن على الرغم من أن هذه الوصلات مدمجة، إلا أن المناطق بالمخ تحتاج إلى مدخلات للتهيئة بطرق تُتيح إدراك العالم البصري حقًا.

الذاكرة البصرية

من الأشياء المذهلة المُتعلقة بالنظام البصري أنه يُمد الذاكرة البصرية بقدرات رائعة. فيمكنك التعرف على عدد هائل من الأغراض وذلك اعتمادًا على مدخلات بصرية وجيزة. كما يمكنك أيضًا تذكر أيًا من الأغراض رأيتها مؤخرًا وتفرقتها عن الأغراض الأخرى التي لم تراها، حتى إذا رأيتهم سريعًا.

مع هذا، ماذا سيحدث للمخ إذا لم يحصل مبكرًا على مدخلات بصرية؟ عندما نتحدث عن الأشخاص الذين يُعانون من فقدان البصر منذ الولادة، فشبكية العين لديهم لم تحمل أي معلومات عن العالم البصري من قبل لنقلها إلى المخ، وبالتالي يصبح المخ غير قادر على التهيئة بالطريقة التي يمكن بها دعم الإدراك الحسي البصري. ولكن، فالنفترض أن شخص فاقد للبصر أصبح فجأة  يمتلك القدرة على الرؤية، هل سيتكيف المخ مع هذا المُدخَل ويظهر نفس القدرات الرائعة للذاكرة البصرية مثل التي يمتلكها الأشخاص المُبصرين بشكل طبيعي منذ الولادة؟  

استعرض هذا السؤال فريق مكون من تسعة مؤلفين بقيادة بريتي جوبتا في دراسة مشوقة نُشرت في مجلة العلوم النفسية (Psychological Science) إصدار شهر يونيه 2022.

دراسة حول المرضى المُصابون بالإعتام الخلقي

شارك المرضى في برنامج بالهند يوفر لهم إجراء عملية جراحية لعلاج الإعتام الخلقي والذي ظهر عليهم قبل بلوغهم سنة من العمر، وبذلك عمليًا هؤلاء الأفراد لا يستطيعون الإبصار منذ الولادة. أُجريت العملية لهؤلاء المرضي تقريبًا عندما كان عمرهم ثلاثة عشر عامًا. وقِيس أدائهم مقارنًا بأداء مجموعة من الأطفال المُبصرين بشكل طبيعي ولديهم عمر مماثل. وأيضًا ارتدى المشاركون عدسات تجعل الرؤية غير واضحة لمحاكاة مستوى الوضوح البصري الذي سيحصل عليه المرضى بعد العملية الجراحية.

أجرى جميع المشاركين عدة اختبارات للذاكرة البصرية حيثُ شاهدوا مجموعات من 10 و20 و40 و80 صورة. بعد ذلك، خضعوا لاختبار يتضمن رؤيتهم لصور من المجموعة بجانب صور أخرى مشتتة للانتباه وتحديد أي من هذه الصور شاهدوها من قبل.

أظهرت بعض مجموعات الاختبار أغراض حقيقية وأخرى أظهرت أنماط مجردة. وأُعطيت الاختبارات للمرضى قبل إجراء العملية الجراحية الأولى ومرة واحدة بعد إجرائها لكل عين على حدة (والتي اُجريت بفارق أسبوع تقريبًا) ومرة أخرى بعد شهر ثم ستة أشهر ثم اثنى عشر شهرًا بعد الجراحة.

قبل العملية الجراحية، وُجد في بعض المرضى أن كمية قليلة من الضوء يمكنها أن تجتاز خلال المياه البيضاء الموجودة على عدسة العين (إعتام عدسة العين). ولكن بالرغم من ذلك، لم يتمكنوا من التعرف على الصور التي عُرضت عليهم خلال الاختبار قبل الخضوع لعمليتهم الأولى.

بينما كانت نتائجهم ضعيفة في اختبار الذاكرة البصرية (على الرغم من أنها أفضل قليلاً) بعد عمليتهم الأولى والثانية. ولكن بعد مرور حوالي شهر من إجراء العملية، أصبح المرضى أفضل بكثير في التعرف على صور كلٍ من الأغراض الحقيقية والمجردة. 

النتائج بعد مرور اثنى عشر شهرًا من إجراء العملية الجراحية

بعدما أكمل المشاركين اثنى عشر شهرًا منذ إجراء العملية الجراحية، أصبح أدائهم في اختبار الذاكرة جيدًا وبنفس جودة أداء الأفراد المُبصرة بشكل طبيعي الذين ارتدوا العدسات لجعل الرؤية غير واضحة. وأشار هذا البحث إلى أن المخ قادر على التكيف مع تلقيه لمُدخلات بصرية حتى بعد عشر سنوات من العمى.

بالرغم من ذلك، يحتاج الأمر قليلاً من الوقت قبل أن تبدأ هذه القدرة في الانطلاق ومعالجة الصور حقًا. فبعد إجراء العملية الثانية مباشرةً، يبدأ مخ المرضى بتلقي المُدخلات من خلال شبكية العين ولكن مع ذلك تظل ذاكرتهم البصرية ضعيفة. بعد مرور حوالي شهر، يجد المخ طرقًا لمعالجة هذه المعلومات البصرية وبعد عام يصبح أداء أدمغتهم بنفس جودة وأداء هؤلاء الأشخاص المُبصرين بشكل طبيعي منذ الولادة.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: شاهندا جبريل

لينكدإن:  shahenda-gebrel

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!