التكسوبلازما

التكسوبلازما

3 ديسمبر , 2022

ترجم بواسطة:

دعاء حلمي

دقق بواسطة:

زينب محمد

تعد التكسوبلازما أحد الطفيليات الأكثر شيوعَا في العالم، إذ تسبب أحد الأمراض المعدية التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان وهو داء المقوسات، والاسم الدارج لها بين العوام هو (داء القطط)، وهو من الأسباب الرئيسية للوفاة المنسوبة للأمراض المنقولة بالغذاء في الولايات المتحدة.

يحمل أكثر من 40 مليون شخص في الولايات المتحدة طفيل التكسوبلازما جوندي المسبب لداء المقوسات، ولكن قليلًا منهم من يظهر عليه الأعراض؛ لأن الجهاز المناعي يمنع الطفيل من حدوث المرض، ولكن يجب الحذر عند إصابة الأشخاص ضعيفي المناعة أو السيدات الحوامل.

كيف تحدث العدوى للإنسان؟

بواسطة الغذاء مثل:

  • تناول اللحوم غير المطهية جيدَا التي تحتوي على حويصلات التكسوبلازما.
  • تناول الأطعمة الملوثة بالسكاكين والأواني وألواح التقطيع التي لامست اللحوم النيئة والملوثة.
  • شرب الماء الملوث بالبويضات.
  • تناول اللحوم المصنعة، مثل اللانشون والبيف.
  • تناول الخضروات والفاكهة الملوثة ببويضات الطفيل.

ملامسة براز قط مصاب بالطفيل ويحدث ذلك عند:

  • تنظيف صندوق فضلات القطط حيث تخرج بويضات الطفيل في براز القط المصاب .
  • لمس أو تناول أي شيء لامس فضلات قط مصاب بداء المقوسات.

من الأم إلى الجنين أثناء الحمل (قد يسبب داء المقوسات الخلقي).

من خلال نقل الدم أو زراعة الأعضاء (نادر الحدوث).

كيف تصاب القطط؟

إذا كان لديك قط فيجب أن تنتبه فقد يصاب عن طريق:

  • أكل اللحوم النيئة التي تحتوي على حويصلات المقوسات الغوندية.
  • أكل اللحوم المصنعة بدون طهي.
  • قد تصاب جراء أكل القوارض المصابة بالمرض.
  • تناول أطعمة ملوثة بتربة تحتوي على بويضات الطفيل.

دورة حياة التكسوبلازما في القطط

تعد القطط هي العائل الرئيسي للتكسوبلازما فعند تناولها مصدر العدوى كالقوارض المصابة أو لحوم نيئة تحتوي على حويصلات الطفيل يتحرر الطفيل داخل الجهاز الهضمي للقط؛ ليتكاثر وينتج أعداد هائلة من بويضات المقوسات الغوندية التي تخرج مع البراز بعد مرور 3 إلى 10 أيام من الإصابة (فترة الحضانة).

تستمر القطط المصابة في إخراج البويضات في البراز لمدة أسبوعين تقريبًا.

تستطيع البويضات البقاء في التربة لمدة عام تقريبًا.

دورة حياة التكسوبلازما داخل الإنسان

يعد الإنسان العائل الوسيط للتكسوبلازما، فعند تناوله اللحوم التي تحتوي على حويصلات الطفيل، أو تناول أطعمة ملوثة ببويضات الطفيل مر عليها 5 أيام (حتى تكون قادرة على إحداث عدوى)، يصاب بداء المقوسات.

بمجرد دخول العدوى إلى الجسم، تبدأ في تكوين حويصلات داخل أنسجة جسم الإنسان.

الأعراض التي تظهر على القطط إذا أُصيبت

عادةً لا تظهر أي أعراض على القطط، ولكن عند حدوث ضعف المناعة تظهر الأعراض، منها:

  • فقدان الشهية
  • فقدان الوزن
  • تورم الغدد الليمفاوية
  • ارتفاع درجة الحرارة
  • التعب والخمول
  • التهاب العينين
  • القيء والإسهال

أعراض أكثر خطورة في الأصابات الحادة أو المزمنة مثل:

  • الالتهاب الرئوي الحاد
  • فقدان التوازن
  • أعراض عصبية مثل دوران القط حول نفسه وتغير السلوك
  • فقدان التحكم في العضلات المسؤولة عن التبول والإخراج
  • الإصابة بداء اليرقان

علاج التكسوبلازما في القطط

يتضمن العلاج استخدام المضادات الحيوية مثل الكلينداميسين وقد تستخدم أيضًا الستيرويدات إذا حدث التهاب العينين أو الجهاز العصبي.

يجب البدء في معالجة القطط المصابة بعد التشخيص فورًا، وقد يستمر العلاج عدة أيام حتى بعد اختفاء الأعراض.

في حال عدم تحسن الحالة، يوصى بإعادة التشخيص.

أعراض الإصابة بالتكسوبلازما في الإنسان

معظم الأشخاص المصابين بداء المقوسات لا تظهر عليهم أي أعراض حيث يعمل الجهاز المناعي على منع حدوث المرض، ولكن بعض الأشخاص قد تظهر عليهم أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا مثل:

  • ارتفاع درجة الحرارة
  • التهاب الحلق
  • تورم الغدد الليمفاوية
  • تعب وإرهاق
  • آلام العضلات

قد تتحسن الأعراض في غضون 6 أسابيع، ولكن عند إصابة الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة مثل الإصابة بالإيدز أو تلقي علاجًا كميائيًا أو زراعة عضوًا أو تناول أدوية تثبط الجهاز المناعي تظهر عليهم أعراض مرتبطة بالدماغ والحبل الشوكي مثل:

  • صداع
  • حمى
  • ارتباك
  • شلل الوجه
  • ضعف المهارات الحركية أو فقدانها
  • التهاب الرئتين
  • التهاب عضلة القلب
  • داء المقوسات العيني الناجم عن التهاب شديد في شبكية العين ويشمل (انخفاض الرؤية وتشوشها – عدم الوضوح في الرؤية – ألم غالبًا من الضوء الساطع – دموع العينين واحمرارها)

عند إصابة الأم الحامل بالتكسوبلازما، قد تنتقل الإصابة للجنين عبر المشيمة وخاصةً عند إصابتها للمرة الأولى فقد يحدث:

  • إجهاض
  • تشوهات خلقية
  • بطء في النمو
  • ولادة طفل ميت

أو لا تظهر أي أعراض على الأطفال عند الولادة ولكنهم معرضون لخطر تطورها لاحقًا وتسبب ما يسمى بداء المقوسات الخلقي وتشمل هذه الأعراض:

  • اصفرار الجلد والعينين (اليرقان)
  • تضخم الكبد والطحال
  • ألم في العينين أو فقدان البصر نتيجة التهاب الشبكية
  • استسقاء الدماغ (تجمع سوائل في الدماغ)
  • صغر حجم الرأس
  • تأخر المهارات الحركية

عوامل الخطر

  • ضعف المناعة كما في حالة الأشخاص المصابين بالإيدز.
  • تلقي علاجًا كميائيًا، إذ يؤثر العلاج الكيميائي على الجهاز المناعي ويجعله عرضة للإصابة بأي عدوى.
  • الحمل فقد تنتقل العدوى إلى الجنين مسببة عيوب خلقية ومشاكل خطيرة.
  • تناول أدوية مثبطة للجهاز المناعي مثل السترويدات كما في حالة نقل الأعضاء.

مدة الإصابة بالتكسوبلازما

تسبب المقوسات الغوندية عدوى طويلة الأمد إذ تظل داخل حويصلات في مختلف أنسجة الجسم، كالدماغ والرئتين وأنسجة العضلات.

قد تبقى خاملة مدى الحياة أو تنشط عند نقص المناعة وتؤدي إلى ظهور أعراض خطيرة.

كيفية تشخيص الإصابة بالتكسوبلازما

تشخص الإصابة من خلال الفحص الجسدي والأعراض، وإجراء اختبارات الدم والتصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية، أو الموجات فوق الصوتية للحامل.

الاختبارات التي تُجرى لتشخيص الإصابة بداء المقوسات

  1. تحليل الدم للكشف عن الأجسام المضادة أو أجزاء من الطفيل
  2. الخزعة عن طريق أخذ جزء صغير من أنسجة الجسم للبحث عن علامات الطفيل.
  3. التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية للدماغ عند الاشتباه في إصابته.
  4. البزل القطني لسحب سائل النخاع الشوكي.
  5. بزل السلى إذا كانت المرأة حامل وشخصت بداء المقوسات حيث يتم سحب جزء من السائل المحيط بالجنين وتحليله.
  6. الموجات فوق الصوتية لإلتقاط صور للجنين لمعرفة التغيرات الحادثة في دماغه التي يمكن أن تشير إلى وجود عدوى.

تحليل داء القطط

يساعد تحليل داء المقوسات في تحديد الأجسام المضادة للطفيل التي ينتجها الجهاز المناعي في الجسم جراء الإصابة، إذ ينتج نوعين من الأجسام المضادة وهي (IgM) و(IgG).

ينتج الجهاز المناعي الأجسام المضادة (lgM) خلال الأسبوع الأول من الإصابة بالعدوى ثم ينخفض مستواها تدريجيًا بعد فترة من الإصابة.

بينما تنتج الأجسام المضادة (IgG) بعد عدة أسابيع من الإصابة الأولية، ثم يرتفع مستواها تدريجيًا، ثم تستقر مع زوال العدوى وتبقى في الدم، وتحمي الفرد من تكرار العدوى.

يُجرى الفحص عن طريق سحب عينة دم وإرسالها إلى المختبر لتحليلها.

نتائج الفحص

  • إذا كان تحليل الأجسام المضادة (IgM) و(IgG) سلبي، يدل ذلك على عدم إصابة الفرد بداء المقوسات.
  • إذا كان تحليل الأجسام المضادة (IgM) إيجابي و(IgG) سلبي، يدل ذلك على وجود عدوى حالية، وفي حالة الحمل يشير ذلك إلى احتمالية إصابة الطفل بعدوى خلقية.
  • إذا كان تحليل الأجسام المضادة (IgM) سلبي و(IgG) إيجابي، يدل ذلك على وجود عدوى سابقة بداء المقوسات.
  • إذا كان تحليل الأجسام المضادة (IgM) و(IgG) إيجابي، فقد يدل ذلك على وجود عدوى مزمنة أو إعادة التنشيط.

كيف تعالج التكسوبلازما؟

معظم الأشخاص المصابين الذين لديهم جهاز مناعي صحي لا يحتاجون إلى علاج، ولكن في حالة الإصابات الحادة قد يصف طبيبك الأدوية التالية:

  • الأدوية المضادة للطفيليات والمضادات الحيوية لتمنع نمو التكسوبلازما وتكاثرها.
  • حمض الفوليك لتقليل الآثار الجانبية للأدوية المضادة للطفيليات
  • لا يعمل العلاج إلا عندما تكون الطفيليات نشطة
  • لا يمكن للأدوية التخلص من الحويصلات التي تتركها الطفيليات في الجسم.

الأدوية المستخدمة

  • بيريميثامين
  • سلفاديازين
  • أتوفاكون
  • سبيرامايسين (قبل ١٨ أسبوعاً من الحمل)
  • تريميثوبريم – سلفاميثوكسازول
  • كليندامايسين
  • ليوكوفورين

تستمر خطة العلاج من أسبوعين إلى ستة أسابيع، ولكن تبدأ في الشعور بالتحسن في غضون أيام قليلة.

تتعافى إصابات الدماغ التي يسببها الطفيل خلال ثلاثة أسابيع إلى ستة أشهر.

قد تضطر إلى الاستمرار في العلاج لفترة طويلة حتى إذا كنت تشعر بالتحسن، للتأكد من القضاء على الطفيليات النشطة.

عند حدوث إصابة أثناء الحمل، قد تتناولين الدواء طوال فترة الحمل.

يتناول الأشخاص المصابون بضعف الجهاز المناعي الأدوية لأجل غير مسمى.

طرق الوقاية

يمكن الوقاية من داء المقوسات باتخاذ بعض الإجراءات الآتية:

  • طهي اللحوم في درجة حرارة 145 فهرنهايت وهي مناسبة وكافية لقتل الطفيل، كما لا يجب عليك تذوقها قبل تمام نضجها، ثم يُترك اللحم يهدأ ثلاث دقائق قبل تقطيعه واستهلاكه؛ حتى تقضي درجة الحرارة على أي مسبب مرضي.
  • تُطهى اللحوم المفرومة عند درجة حرارة 160 فهرنهايت.
  • تُطهى الدواجن عند درجة حرارة 165 فهرنهايت.
  • تُجمد اللحوم عدة أيام قبل الطهي، لتقليل فرصة الإصابة بالعدوى.
  • غسل الخضراوات والفواكه جيدًا قبل تناولها.
  • عدم تناول الحليب غير المبستر.
  • غسل ألواح التقطيع والأطباق والأواني وكذلك اليدين جيدًا بالماء والصابون، خاصةً بعد ملامسة اللحوم النيئة أو الدواجن أو الخضار والفواكه.
  • ارتداء القفازات أثناء ملامسة التربة أو الرمل لأنها قد تكون ملوثة ببراز القطط الذي قد يحتوي بويضات الطفيل، وغسل اليدين جيدًا بعدها.
  • تأكد من تغيير صندوق فضلات القطط يوميًا، لأن الطفيل لا يكون معديًا إلا بعد يوم إلي خمسة أيام من خروجه مع براز القطط.

هل يمكنني الاحتفاظ بقطتي إذا كنت معرض لخطر الإصابة بداء المقوسات؟ 

يمكن الاحتفاظ بقطتك حتى إذا كنت معرضًا لخطر الإصابة بعدوى شديدة، على سبيل المثال إذا كنت تعاني من ضعف المناعة أو في حالة الحمل، فهناك الكثير من سبل الوقاية الواجب عليك اتباعها لتجنب التعرض للعدوى مثل:

  • تغيير صندوق فضلات القطط يوميًا إذ لا يصبح الطفيل معديًا إلا بعد مرور يوم إلى خمس أيام في براز القطط.
  • تجنبِ تغيير صندوق فضلات القطط إذا كنتِ حامل، وإذا لم يوجد شخص آخر للقيام بهذه المهمة، فارتدِ قفازات يمكن التخلص منها ثم اغسلي يديك جيدًا بالماء والصابون.
  • احمِ قطتك من القطط الضالة والقوارض وغيرها من الحيوانات التي قد تصيبها بالعدوى.
  • افحص قطتك عند الطبيب البيطري دوريًا.
  • اطعم القطط الطعام المعلب أو اللحوم المطهية جيدًا.
  • حافظ على صناديق الرمل الخارجية مغطاة.

هل القطط قادرة على نقل العدوى دائمًا إلى الإنسان؟

لا، حيث تخرج بويضات الطفيل خلال براز القطط لمدة أسبوع إلى ثلاثة أسابيع بعد الإصابة بالتكسوبلازما، ونادرًا ماتظهر عليها الأعراض، لذا لا يعرف الناس إذا كانت قطتهم مصابة أم لا.

استشر الطبيب البيطري حول أي أسئلة قد تكون لديك بخصوص قطتك وخطر الإصابة بداء المقوسات.

المصادر:

بقلم: د. دعاء حلمي

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!