25 نوفمبر , 2022
مرض البهاق دائمًا ما يكون سببًا في حزن أو ضيق للشخص الذي أُصاب به، فالبعض يرى أنه ينتقل باللمس فيجب عدم التعرض للمصاب، والبعض يعتقد أن المصاب ليس له الحق أن يمارس حياته بشكل طبيعي، والتنمر الذي يتعرض له الكبير قبل الصغير فى أماكن العمل أو الدراسة أو الشارع، والكثير من المواقف التي يتعرض له المصاب بمرض البهاق التي تسبب إزعاجًا شديدًا وقد تؤدي إلى مشاكل أكبر.
لذلك لم يتوقف العالم عن البحث لعلاج فعال لهذا المرض تنتهي كل هذه الصعوبات، وكانت المفاجأة غير المتوقعة التى أدهشت العالم وبعثت الأمل من جديد هي الإعلان عن دواء يقضى على هذا المرض خلال فترة معينة، سنتحدث فى مقالتنا عن هذا الاكتشاف بالتفاصيل ولكن قبل أن نبدأ سنتعرف سويًا عن مرض البهاق بتفاصيله.
في الحالة الطبيعية للجسم يكون الميلانين هو المسؤول عن لون الشعر والجلد، لكن في حالة البهاق تكون المشكلة في الخلايا التي تنتج مادة الميلانين بسبب موتها أو توقف عملها، فتكون النتيجة بقع بيضاء فى أى مكان في الجسم التي تكبر مع الوقت وتسبب عدم الارتياح لشخص.
حتى الآن لا يوجد سبب واضح لظهوره، ولكن الأبحاث أظهرت أن من الأرجح أن تكون الأسباب:
يصيب مرض البهاق أى شخص وقد يحدث في أي سن، والأكثر عرضة هم أصحاب الأمراض المناعية مثل:
نعم، يوجد أنواع من مرض البهاق وتنقسم إلى:
العرض الأساسي لهذا المرض هو فقدان اللون الطبيعي أو صبغة الجسم الطبيعية بظهور بقع بيضاء تؤثر على ثلاثة مناطق في الجسم:
ولكن يوجد أيضًا أعراض نفسية بجانب الأعراض الجسمانية وقد تكون أكثر خطورة، كما أنها الدافع الأساسي وراء محاولة العلم والتكنولوجيا في الكشف عن طريق جديد لعلاج هذا المرض تمامًا. وتجدر الإشارة أن من الأعراض النفسية التي قد يتعرض لها المصاب:
بعد أن تعرفنا عن المرض بشكل مفصل، دعونا ننتقل إلى جزء مهم يجب معرفته وهو كيفية اكتشافه ومعالجته والتعامل معه.
يتطلب تشخيص البهاق عدة مراحل، حيث تكون المرحلة الأولى هي الأسئلة التي يطرحها الطبيب على المريض مثل:
ثم ينتقل إلى المرحلة الثانية، وهى الكشف على الجلد بواسطة ضوء أسود يمر على الجلد؛ فإذا كان الجلد مصابًا يتحول الضوء إلى اللون الرمادى، وأيضًا يمكن إضافة مرحلة وهى التحاليل مثل صورة الدم الكاملة أو أخذ عينة من الجلد أو فحص للعين.
بعد تشخيص الشخص بمرض البهاق، يجب التنويه أن العلاج يستغرق فترة والتي قد تختلف من شخص إلى آخر، ومن منطقة لأخرى بالجسم، وقد تظهر بقع جديدة أثناء العلاج، وربما يلجأ الأطباء إلى التدخل بأكثر من طريقة علاجية معًا. لذا يجب على المريض أن يكون مهيأ نفسيًا لهذه المرحلة لأنها بشكل أو بآخر قد تستغرق وقتًا ومجهودًا نفسيًا وجسديًا.
يعتمد العلاج على إيقاف الجهاز المناعى من تدمير خلايا الميلاتونين ويُحدد نوع العلاج بناءً على عدة عوامل:
بعد تحديد الحالة يكون العلاج عن طريق الأدوية منها الموضعي، ومنها عن طريق الفم، لكن يجب معرفة أن هذه الأدوية لا توقف المرض ولكنها تعمل على استعادة اللون الطبيعي للجلد.
يوجد أيضًا العلاج الضوئي، وينقسم إلى نوعين:
يعتمد هذا النوع على أخذ السورالين، على هيئة أقراص أو كريم موضعي على الجلد، ثم التعرض للعلاج الضوئى (PUVA)، ولكن برغم من فاعلية هذا النوع، إلا أنه هناك بعض المحاذير بعدم التعرض لأشعة الشمس مباشرةً وأيضًا يسبب بعض الأعراض الجانبية مثل الغثيان، الحكة، فرط التصبغ.
يعتبر هذا النوع الأكثر فاعلية وأقل في الأعراض الجانبية وأثبت فاعلية عند استخدامه مع مثبطات المناعة مثل الكالسينيورن وهذا النوع قد يستغرق فترة أكبر لتظهر نتيجة مُرضية قد تصل إلى ستة أشهر أو أكثر.
ويمكن استخدام نوع من الليزر يسمى إكسمير ليزر (Excimer laser) يستخدم في حالات البقع الصغيرة ويعطي نتيجة في فترة أقصر قد تصل إلى أقل من أربع شهور.
طريقة أخرى للعلاج وهي التدخل الجراحى من خلال:
ولأن الوصول لنتيجة مرضية بأى طريقة من طرق العلاج التى تحدثنا عنها تحتاج إلى وقت، فبعض المساعدات الأخرى قد تساعد في الوصول إلى نتيجة أفضل مثل:
بعد كل ما عرفناه عن هذا المرض من مفهومه حتى الوصول إلى طرق العلاج المختلفة التي لا تخلو من المشاكل أو العقبات، وما يتعرض له المصاب من ألم نفسي قد يكون أقوى من الألم الجسدى، لم يتوقف العلم والبحث العلمى للوصول إلى مفاجأة وحدث مهم قد يغير نظرة العالم، ويغير طريقة تفكير الأشخاص إلى هذا المرض، دعونا نكتشف سويًا هذا الحدث المهم.
وافقت إدارة الغذاء والأدوية الأمريكية مؤخرًا على الدواء الأول من نوعه في علاج مرض البهاق (غير القطعى) للبالغين والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 عامًا فما فوق، يسمى هذا الدواء أوبزيلورا OPZELURA وهو دواء على هيئة كريم موضعى يُوضع مرتين في اليوم على المنطقة المصابة لمدة 24 أسبوعًا، وقد أثبتت التجارب الإكلينيكية بالنتيجة المبهرة التي حققها العلاج بتحقيق نسبة شفاء تصل إلى 75% بعد استخدامه لمدة 24 أسبوعًا وإضافة 28 أسبوعًا لتأكيد النتيجة، وبالطبع لا يخلو أى دواء من الأعراض الجانبية، حيث قد يسبب الحكة، والصداع، والسخونة، واحمرار في المنطقة المستخدم عليها الكريم.
فى النهاية أصبح الآن الأمل موجود وحقيقي لكل المصابين بمرض البهاق الذي تحول إلى مرضٍ يمكن الشفاء منه، فدع الحزن والخوف من مرضك، وأفتخر بنفسك وبما أنت عليه، ولا تشعر بالخجل بعد الآن.
المصادر:
بقلم: هيا عبد المؤمن
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً