الكشف عن دراسة توضح علاقة البكتيريا بالالتهاب الروماتويدي المفصلي

الكشف عن دراسة توضح علاقة البكتيريا بالالتهاب الروماتويدي المفصلي

1 ديسمبر , 2022

ترجم بواسطة:

شيماء عصام

دقق بواسطة:

زينب محمد

 يعد التهاب المفاصل الروماتويدي من الأمراض المناعية الذاتية حيث يهاجم الجهاز المناعي الخلايا السليمة الموجودة في المفاصل، ويؤثر على مفاصل اليدين والساقين، ولكن في بعض الأحيان قد تتفاقم خطورته ويمتد أثره إلى أجهزة الجسم مثل العينين، والرئتين، والقلب.

وقد أجريت عدة أبحاث لمعرفة أسباب حدوثه، وسنتطرق في هذه المقالة إلى دراسة أجراها نخبة من علماء جامعة كولورادو لتحديد نوع البكتيريا المسببة لمرض الروماتويد المفصلي وعلاقتها بالجهاز المناعي.

ما علاقة بكتيريا الأمعاء بمرض الروماتويد المفصلي؟

من الطبيعي أن تنطوي أجسامنا على عددٍ من البكتيريا النافعة والضارة، خاصةً في سبيلنا المعوي، فالنافع منها يعزز أجسامنا لإنتاج الفيتامينات ومحاربة السموم وذلك النوع من البكتيريا يلعب دورًا هامًا في تعزيز جهازنا المناعي، إضافةً إلى وجود بكتيريا ضارة قد تؤذي أبداننا وتسبب لنا العديد من الأمراض التي من الممكن مكافحتها بالمضادات الحيوية.

قد نُشرت دراسة تسلط الضوء على نوع البكتيريا المحتمل إدراجها من ضمن إحدى مسببات مرض التهاب المفاصل الروماتويدي بجامعة كولورادو، قد أجراها نخبة من الباحثين والتي تنص على أنه يوجد نوع مختلف من البكتيريا مسؤولة عن حدوث مرض الروماتويد المفصلي، وخاصةً الأشخاص المعرضين بخطر الإصابة.

 أثبتت أحدث الدراسات العلمية المنشورة في دورية science translation medicine التي أجريت على مجموعة من الأشخاص المصابين بالفعل بمرض الروماتويد في مراحله الأولى ومجموعة أخرى تعاني من تفاقم أعراضه دور هذه البكتيريا في المرض، ولفهم الأمر بشكلٍ أعمق، أجروا تجاربًا إضافية على مجموعة من الفئران للتعرف على نوع البكتيريا المسببة ومدى اقترانها بمرض الروماتويد المفصلي.

ساهم بعض الأطباء المساعدين بالجامعة في تدوين سجلات المرضى المصابين بمرض الروماتويد المفصلي مع الأخذ بالاعتبار وجود أي علامة سابقة بالدم قبل الإصابة. وأشار الباحثون أن من الطبيعي وجود أجسام مضادة في مجرى الدم، ولكن تلك الأجسام توجد في بعض الأحيان في الأغشية المبطنة للأمعاء أو الرئتين وكذلك الفم، مما أثار فضولهم وأثار عدة أسئلة في أذهانهم، وإحدى هذه التساؤلات هل من الممكن وجود أمر ما في تلك الأغشية يحث على الإصابة بمرض الالتهاب المفصلي الروماتويدي؟

كيف اكتشف الباحثون وجود البكتيريا؟

أجرى مجموعة من الباحثين اختبارًا يؤكد علاقة الروماتويد المفصلي بوجود البكتيريا.

وعزلوا الأجسام المضادة من الخلايا المناعية للمرضى المصابين بالفعل ودمجوها ببراز المرضى للبحث عن أسباب نشأة تلك الأجسام المضادة.

ولتأكيد تلك النتائج استعانوا بفئران التجارب كعائل وسيط لاكتشاف البكتيريا المسببة للأجسام المضادة، وتجدر الإشارة أن تلك التجربة لم تثبت نظريتهم فقط بل ظهرت أعراض الروماتويد المفصلي في ذروة نشاطه لدى بعض منهم.

وصرحت كون أيضًا في هذا الصدد: “إن تكاتف جهود باحثي الدراسة في دراساتنا العديدة للوصول إلى أسباب استجابة الخلايا التائية بدم المصابين بمرض الروماتويد المفصلي لذلك النوع من البكتيريا وأسفرت النتائج عن تحديد نوع البكتريا المسببة للإصابة، لكلٍ من الإنسان والحيوان الخاضع للدراسة، وأشارت أيًضا أنه بإمكانهم الآن استهداف البكتيريا المسببة لاستجابات مناعية تخص الروماتويد المفصلي.

مسار آخر للبحث في مستجدات مرض الروماتويد المفصلي

كما أوضح كليمان قائلًا: “هناك أنواع من البكتيريا تستهدف الجهاز المناعي لمهاجمة أجسامنا وتصيبنا بالعدوى، ويمكننا أن نكتشف بالبحث والدراسة نوع البكتيريا المستهدف وإنتاج العلاج اللازم لمقاومة البكتيريا ونشاطها، وبالتالي منع الاستجابة المناعية المسببة للإصابة بالمرض”.

وأضاف أيضًا: “إننا نسعى إلى أن نثبت لاحقًا مدى ارتباط الجينات الأخرى، والعوامل البيئية، والاستجابات المناعية وعلاقتهم بالبكتيريا التي تؤدي في نهاية المطاف للإصابة، وذلك من خلال الدراسات السريرية على عدد كبير من الأشخاص المصابين، حينها يمكننا الجزم بأن تلك الأدلة يمكن أن تساهم في معرفة الإصابة بالمرض واتباع طرق الوقاية المختلفة”.

 وستُتاح لنا فرصة الوصول لأسباب المرض والخلل المناعي الناتج عنه، وبالتالي تثبيط عمل البكتيريا ومنع حدوث استجابات مناعية”.

معرفة آلية الإصابة وأسبابها

كما أدلت الطبيبة كون: “إننا مضينا خمس سنوات في البحث والدراسة لندرك مسببات الإصابة وذلك بمساهمة عدد من المرضى المصابين والمتطوعين للدراسة، لتحقيق هدف وصول الباحثين لعلاقة البكتيريا بالتغيرات التي تطرأ على الجهاز المناعي للجسم”.

وأضافت: “هناك العديد من طرق الكشف عن أنواع البكتيريا الموجودة في السبيل المعوي، مما يتيح لنا منع تأثيرها على الجهاز المناعي للشخص المصاب”.

وتابعت: “يعتقد بعض الأشخاص إن المضادات الحيوية يمكنها أن تساعد في علاج المرض وعلى نحوٍ آخر، فإن استخدام المضادات الحيوية المعروفة في تلك الآونة لها تأثير كارثي على صحة المرضى، لأنها تقضي على شتى أنواع البكتيريا، علاوةً على ذلك لا يمكن استهداف نوع بكتيريا بعينها”.

ولا زالت الأبحاث قائمة لمعرفة الأسباب التي أدت إلى ظهور مرض الروماتويد المفصلي وغيره من الأمراض المناعية والسعي لمعرفة التغيرات التي طرأت على الجهاز المناعي وأخلت بوظائفه، وتحديد البكتيريا والعلاجات المقاومة لها.

المصادر:

بقلم: شيماء عصام

لينكد إن: shimaa-essam-farouk

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!