crossorigin="anonymous">
27 نوفمبر , 2022
هل تشعر بالحزن المفاجئ عندما تبدأ النسمات الباردة بالانطلاق؟
فقدان الاهتمام في ممارسة نشاطاتك اليومية، التعب والإرهاق، والإفراط في ساعات النوم، ألست تواجه ذلك؟
ربما لا يقتصر الأمر على تقلب مزاجي بسيط أو حالة من الركود الشعوري! تكرار الأمر في نفس الموعد من كل عام إنذار قوي لإعلان إصابتك بمتلازمة الاضطراب العاطفي الموسمي. لا تقلق! الأمر ليس بهذه الخطورة، يمكن معالجته وتجنبه إذا ما تعرفنا على الأسباب وطرق العلاج.
ويعرف أيضاً بالاكتئاب الموسمي أو اكتئاب الشتاء، وهو أحد أنواع الاكتئاب الناتج عن تغير الفصول، غالبًا ما تبدأ وتنتهي في نفس الوقت من العام، يزداد هذا الاضطراب سوءًا عند نهاية الأيام المشمسة، أي في بداية فصل الشتاء.
قد يخلط البعض هذا الاضطراب بحالة “البلوز الشتوي” وهي حالة وسطية من الاضطراب العاطفي الموسمي، يشكل حالة من الشعور بالقليل من الإحباط في الأشهر الباردة، وقد يعود ذلك لحلول الظلام بشكل باكر وقضاء معظم الوقت في المنزل. أما متلازمة “ساد” فهي تتجاوز هذه المرحلة بكثير، حيث إنها نوع من أنواع الاكتئاب التي تؤثر على الحياة اليومية، متضمنةً ما يفكر ويشعر به المرء.
قد تبدو هذه الكلمات قاسية بعض الشيء لكن لا يجب عليك الخوف، لحسن الحظ يوجد أنواع متعددة من العلاج تمكنك من تجاوز هذه الفترة الصعبة.
وفقًا لجمعية الطب النفسي الأمريكية، صُنف الاضطراب العاطفي الموسمي رسميًا على أنه اضطراب اكتئابي رئيسي مرافق لتغير الأنماط الموسمية، لذلك قد يعاني المصابون بهذا الاضطراب من أعراض الاكتئاب وتقلب المزاج بما في ذلك:
1- الشعور بالحزن والإحباط أغلب اليوم، أو كل اليوم تقريبًا
2- الشعور بالقلق
3- زيادة الوزن والرغبة الشديدة في تناول الكربوهيدرات
4- انعدام الثقة والشعور باليأس
5- الكسل والإرهاق وانخفاض طاقة الفرد
6- صعوبة في التركيز
7- الشعور بالغضب والحساسية المفرطة
8- فقدان الشغف والاهتمام في ممارسة الأنشطة الممتعة عادةً، والانسحاب من الأنشطة الاجتماعية
9- مشاكل في النوم، عادةً ما تكون زيادة لفترات طويلة
10- الشعور بالثقل في الأطراف، خاصةً الذراعين والساقين
11- التفكير المفرط في الموت والانتحار
لم تستطع الأبحاث تحديد الأسباب الرئيسية التي تؤدي للإصابة بمتلازمة الاكتئاب الموسمي، قد يكون النقص في ضوء الشمس أو قضاء فترات طويلة في المنزل من أحد الأسباب، وتقترح النظريات أيضًا:
قد يسبب تغير عدد ساعات الليل والنهار في فصلي الخريف والشتاء إلى الاكتئاب، حيث إن وجود ضوء شمس أقل يؤثر على الساعة الداخلية البيولوجية للفرد، مما يؤثر على مزاجه، ونومه، وهرموناته، هذه التأثيرات تسبب تغيير في نظام الفرد الذي اعتاد عليه، مما يؤثر سلبًا على حياته.
والسبب في ذلك هو نقص في إنتاج مادة السيروتونين، وهي إحدى المواد الكيميائية التي تساهم في الشعور بالسعادة، ولأن ضوء الشمس يساعد على تنظيم السيروتونين فإن نقصه في فصل الشتاء يجعل الوضع أسوأ ويدفع للشعور بالاكتئاب.
أيضًا يتأثر مستوى هرمون السيروتونين بوجود فيتامين (د) الذي يساعد على زيادته، وبسبب نقص ضوء الشمس في الشتاء يترتب عليه نقص في فيتامين (د) مما يؤثر سلبًا على مستوى السيروتونين وتقلب المزاج.
حيث أجريت دراسة عام 2021 تحت عنوان “الحساسية الموسمية والأمراض النفسية” والتي طُبقت على عينة عددها 334 طالب من التعليم العالي والدورات المهنية، باستخدام استبيان تقييم النمط الموسمي ومقياس فحص الصحة العقلية، وأثبتت النتائج أن 36.6% من المصابين بمتلازمة “ساد” مصابون بأمراض نفسية.
غالبًا ما يعاني الأفراد المصابون بالاضطراب العاطفي الموسمي من التوتر والقلق والأفكار السلبية عن الشتاء، والباحثون غير متأكدين ما إذا كانت هذه الأفكار هي سبب أم نتيجة للاكتئاب الموسمي.
إذا كانت لديك أعراض هذه المتلازمة فلا تحاول تشخيص حالتك بنفسك، يجب عليك مراجعة طبيبك الخاص للحصول على تقييم شامل، ربما يكون لديك أسباب أخرى للاكتئاب. في بعض الأحيان قد يكون الاضطراب العاطفي الموسمي جزء من مشكلة صحية أكثر تعقيدًا.
سوف تتم إحالتك لطبيب نفسي، سيسألك عن أعراضك ويحدد ما إذا كان هذا اكتئاب بسبب التغير الموسمي أو اضطراب مزاجي آخر، قد تحتاج لملء استبيان لهذا الغرض.
لا يوجد فحوصات أو اختبار دم لتشخيص الاكتئاب الموسمي، ربما يوصي الطبيب باختبارات لاستبعاد حالات أخرى بأعراض متشابهة، مثل فحص الغدة الدرقية.
قد يتم تشخيصك بمتلازمة الاضطراب العاطفي الموسمي إذا كنت تعاني من أعراض اكتئاب شديدة تمتد لأكثر من عامين ضمن مواسم معينة وتتكرر بشكلٍ خاص في تلك المواسم.
يوجد عدة طرق علاجية ينصح بها المختصون، ومن الممكن أن تحتاج إلى مجموعة من العلاجات، ويتضمن ذلك:
ويتم ذلك من خلال تسليط ضوء ساطع على المريض باستخدام مصباح خاص، مما يساعد في علاج الاضطراب العاطفي الموسمي، وحسب دراسة حديثة أُجريت هذا العام تحت عنوان ” تأثير العلاج بالضوء على عمال المناوبة الليلية” تم تعريض ستة رجال تتراوح أعمارهم بين (30 إلى 50) عام إلى 30 دقيقة من الضوء يوميًا لمدة 12 أسبوع، وأظهرت النتائج عدم تأثير العلاج بالضوء على العمليات الأيضية إلا أنه كان هناك تغيرات واضحة وملموسة على الساعة البيولوجية لهؤلاء الأشخاص.
وهو نوع من العلاج بالكلام، وأظهرت الأبحاث أن هذا النوع يعالج الاكتئاب الموسمي بشكل فعال، وينتج عنه آثار تدوم أكثر من أي منهج علاجي آخر.
في بعض الأحيان يوصي المختصون بتناول أدوية الاكتئاب، إما بمفردها أو برفقة العلاج بالضوء.
يمكن أن يساعد الحصول على المزيد من ضوء الشمس على تحسين الأعراض، حاول قضاء فترات أطول في الخارج خلال النهار، وزد كمية الضوء التي تدخل مكتبك ومنزلك.
قد يساعد مكمل فيتامين (د) على تحسين الأعراض، وحسب دراسة أجريت عام 2014 تحت عنوان “مكملات فيتامين (د) لعلاج الأعراض العاطفية الموسمية” أُعطي 34 مشارك من أخصائي الرعاية الصحية مكملات (د) يوميًا لمدة 12 أسبوع، كان هناك تحسن كبير في المراحل الأولية إلا أن الدراسة لم تستطع إثبات تأثير المكملات بشكل فعلي.
مثل ممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي صحي، وأيضًا يساعد الانخراط في الأنشطة الاجتماعية (التطوعية والخيرية) على توليد شعور بالإنجاز والسعادة، وتعزز الإيجابية لدى الفرد.
يؤثر الاضطراب العاطفي الموسمي على النساء أكثر من الرجال، رغم أن الباحثين غير متأكدين من السبب وراء ذلك. تعتبر هذه المتلازمة أكثر شيوعًا في سن الرشد ما يتراوح بين (18 إلى 30) سنة، أنت أيضًا في خطر أكبر للإصابة بهذا الاضطراب في حالة:
1- الإصابة باضطراب مزاجي آخر مثل ثنائي القطب أو الاكتئاب.
2- التاريخ المرضي للعائلة. تزيد احتمالية الإصابة لمن يمتلكون أقارب مصابين بهذا الاضطراب أو أي نوع آخر من الاكتئاب.
3- العيش بعيدًا عن خط الاستواء سواء شمالاً أو جنوبًا، قد يكون سبب ذلك وجود نسبة أقل من أشعة الشمس شتاءً وزيادة عدد ساعات النهار صيفًا.
4- نقص مستوى فيتامين (د)
يجب أخذ مؤشر الاضطراب العاطفي الموسمي على محمل الجد، حيث إنه قد يزداد سوءًا مع مرور الوقت، وقد يؤدي إلى مشكلات إذا لم يتم علاجه، وتضمن هذه المشكلات:
1- الأفكار أو السلوكيات الانتحارية
2- مشاكل في الدراسة والعمل
3- الانعزال الاجتماعي
4- تعاطي المخدرات أو الكحول
5- الإصابة باضطرابات الصحة العقلية، مثل القلق والتوتر واضطرابات الأكل
هل تشعر بأحد هذه الأعراض مع قدوم فصل الشتاء؟
شاركنا تجربتك في مواجهة الاكتئاب الموسمي!
المصادر:
بقلم: زينب عبد الله
لينكد إن: zeinababdullah
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً