العلماء يحذرون من أن ما يقارب نصف المؤشرات الحيوية لكوكب الأرض في حالة طوارئ

العلماء يحذرون من أن ما يقارب نصف المؤشرات الحيوية لكوكب الأرض في حالة طوارئ

14 نوفمبر , 2022

ترجم بواسطة:

ياسمينة مبطوش

دقق بواسطة:

أماني نوار

إن التقرير الجديد لتحالف دولي للعلماء حول حدّة الأزمة المناخية التي نعيشها لا لبس فيه، إذ إن 16 من أصل 35 مؤشرًا حيويًا مستعمل لتتبع تغير المناخ يصنّف على أنه الآن في حالة طوارئ أي أنه يبلغ درجات قياسية.

ويحذّر التقرير من أنّ عدد الكوارث المناخية في ارتفاع، فضلاً عن المعاناة الإنسانية الناجمة عنها والبالغة مستويات يصعب عدّها أو تصوّرها والتي تتزايد بسرعة أيضًا.

يتوجب علينا اتخاذ خيار صعب الآن، وهو القيام بتغييرات سريعة ومجدية في أساليب عيشنا لحياتنا وتعاملنا مع الكوكب، أو مواجهة احتمال حقيقي لانهيار مجتمعي عالمي على المدى البعيد.

ويقول عالم البيئة كريستوفر وولف من جامعة ولاية أوريغون: “بسبب الموجات السنوية لتغير المناخ، نحن الآن في خضم أزمة مناخية كبرى، وسيسوء الوضع إذا استمررنا في القيام بالأشياء التي لطالما قمنا بها”.

وأضاف: “نناشد زملاءنا العلماء للانضمام إلينا في الدفاع عن النظريات المبنية على البحث لاتخاذ القرارات المتعلقة بالمناخ والبيئة”.

وتشمل إحدى المشاكل التي يشير إليها الفريق التكرار المتزايد لموجات الحر الشديدة، واستمرار فقدان الغطاء الشجري العالمي (باعتبار الحرائق سببًا رئيسيًا في ذلك)، وحالات أخرى لفيروس حمى الضنك الذي ينقله البعوض.

وهنالك مشكلة مستويات ثاني أكسيد الكربون في الجو أيضًا، والتي تبلغ الآن أعلى معدلاتها منذ بدء التسجيل: 418 جزءًا للمليون. وفي نفس الوقت، فإن سنة 2022 في طريقها لتكون أحد أكثر السنوات المسجّلة سخونة.

وتشمل المؤشرات الحيوية الأخرى التي يتبّعها العلماء انحرافات درجة حرارة السطح، وتغير الكتلة الجليدية للقارة القطبية الجنوبية، وحموضة المحيطات، والفيضانات الكبرى في الولايات المتحدة والتي كلّف تنظيف مخلّفاتها مليار دولار كأقل تقدير.

ويشير التقرير أيضًا إلى وجود عدة حوادث متعلقة بتغير المناخ خلال هذه السنة فقط، منها أسوأ موجة حرّ في أوروبا منذ 500 سنة على سبيل المثال، وتساقط الأمطار الذي حطم الأرقام القياسية في الساحل الشرقي لأستراليا، وموجة الحر المميتة في الهند وباكستان، والعواصف الرملية التي انتشرت في الشرق الأوسط، والفيضانات الكبرى التي دمّرت الطرق في منتزه يلوستون الوطني بالولايات المتحدة، وغيرها الكثير.

وأوضح عالم الاستدامة سليم الحق من الجامعة المستقلة، بنغلاديش: “إن تغير المناخ ليس مشكلة قائمة بذاتها، بل إنه جزء من مشكل نظامي أكبر في التجاوز الإيكولوجي حيث يتجاوز الطلب البشري القدرة التجديدية للمحيط الحيوي”.

وأضاف: “ولتفادي كوارث إنسانية أخرى لا نعلمها، يجب علينا حماية الطبيعة، والقضاء على معظم انبعاثات الوقود الأحفوري وتشجيع التكيفات الاجتماعية العادلة مع التركيز على المناطق منخفضة الدخل، أي الأكثر ضعفًا”.

يتوقّع الخبراء ارتفاعًا قدره 3 درجات مئوية في الاحتباس الحراري بحلول 2100، وهي درجة حرارة لم يشهدها كوكب الأرض خلال حوالي 3 ملايين سنة. ومع ذلك، وبرغم التحذيرات المتكرّرة، لا تزال العديد من التيارات تتوجه صوب الاتجاه الخاطئ.

وقد جمّع الباحثون فيلمًا وثائقيًا مدّته 35 دقيقة يسمّى “ذا سيانتيستس وورنينغ” (The Scientist’s Warning) أي “تحذير العالِم” للتشجيع على مزيد من العمل ونشر الوعي. إذ يأملون أن يقف عدد أكثر من العلماء إلى جانب العمل العاجل الذي يتوجب القيام به.

لا يزال هنالك أمل. إذ يرى الباحثون أن عددًا غير مسبوق من العلماء يتكلّمون عن أزمة المناخ منادين بالتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه على نطاق واسع وفي الحين وذلك لمصلحة الأجيال القادمة.

وحذّر عالم البيئة ويليام ريبل من جامعة ولاية أوريغون: “انظروا إلى موجات الحر والحرائق والفيضانات والعواصف القوية هذه. إن شبح تغير المناخ يقف على بابنا ويقرعه بقوة”.

المصدر: https://www.sciencealert.com

ترجمة: ياسمينة مبطوش

مراجعة وتدقيق: أماني نوار


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!