crossorigin="anonymous">
10 نوفمبر , 2022
نعلم جميعنا الروتين عن ظهر قلب “يرجى التأكد من أن مقعدك في وضع مستقيم وطاولات الصينية مخزنة وستائر النوافذ مرفوعة وأجهزة الكمبيوتر مخزنة في الصناديق العلوية والأجهزة الإلكترونية على وضع الطيران”.
الآن، الأربع الأولى منطقية صحيح؟ نحتاج أن نرفع ستائر النوافذ حتى نتمكن من معرفة ما إذا كان هنالك حالة طوارئ، مثل الحريق، يجب تخزين طاولات الصينية والمقاعد في وضع مستقيم حتى نتمكن من الخروج من الصف بسرعة.
قد تكون أجهزة الكومبيوتر مقذوفات في حالة الطوارئ، لأن الجيوب الخلفية للمقاعد ليست قوية كفاية لاحتواءها.
ويجب ضبط الهواتف المحمولة على وضع الطيران حتى لا تتسبب في في حالة طوارئ للطائرة، صحيح؟
حسنًا، يعتمد الأمر على من تسأل.
تعتمد الملاحة الجوية والاتصالات على الخدمات اللاسلكية المصممة لتقليل التشويش منذ 1920م.
التكنولوجيا الرقمية المستخدمة حاليًا أكثر تقدمًا بكثير من بعض التقنيات التناظرية القديمة التي استخدمناها قبل 60 عامًا. أظهرت الأبحاث أن الأجهزة الإلكترونية الشخصية يمكنها إصدار إشارة ضمن نفس نطاق التردد لأنظمة الاتصالات والملاحة للطائرة، مما يكّون ما يعرف بالتداخل الكهرومغناطيسي.
لكن في عام 1992م، فحصت لجنة الاتصالات الفيدرالية الأميركية (Boeing) في دراسة مستقلة استخدام الأجهزة الالكترونية عند تداخل الطائرات ولم يجدوا أي مشاكل مع الحواسيب أو الأجهزة الإلكترونية الشخصية الأخرى خلال المراحل غير الحرجة من الطيران. (تعتبر عمليات الإقلاع والهبوط من المراحل الحرجة).
بدأت لجنة الإتصالات الأمريكية أيضًا في إنشاء نطاقات ترددية مخصصة لاستخدامات مختلفة- مثل الهواتف المحمولة وملاحة الطائرات والاتصالات- حتى لا تتداخل مع بعضها البعض.
طورت الحكومات في جميع أنحاء العالم نفس الاستراتيجيات والسياسات لمنع مشاكل التداخل في الطيران، حيث سُمح في الاتحاد الأوروبي بتشغيل الأجهزة الإلكترونية منذ عام 2014.
لماذا إذًا، مع تطبيق هذه المعايير العالمية استمرت صناعة الطيران في حظر استخدام الهواتف المحمولة؟ تكمن إحدى المشاكل في شيء قد لا تتوقعه وهو التدخل الأرضي.
تتصل الشبكات اللاسلكية بسلسلة من الأبراج؛ يمكن أن تصبح الشبكات مثقلة إذا كان الركاب الذين يسافرون فوق هذه الشبكات الأرضية يستخدمون هواتفهم.
بلغ عدد ركاب الطائرات في عام 2021 أكثر من 2.2 مليار، وهذا نصف عدد الركاب لعام 2019. قد يكون للشركات اللاسلكية وجهة نظر هنا.
بالطبع، عندما يتعلق الأمر بشبكات الهاتف المحمول، فإن أكبر تغيير في السنوات الأخيرة هو الانتقال إلى معيار جديد، وهو الشبكات اللاسلكية الحالية 5G -المصممة لنقل البيانات بسرعة أعلى، والتي تسببت في قلق الكثيرين في صناعة الطيران.
عرض النطاق الترددي اللاسلكي محدود، ومع ذلك ما زلنا نحاول إضافة المزيد من الأجهزة الجديدة إليه. تشير صناعة الطيران إلى أن طيف النطاق الترددي لشبكة 5G اللاسلكية قريب بشكل ملحوظ من طيف النطاق الترددي المخصص للطيران، مما قد يتسبب في تداخل أنظمة الملاحة بالقرب من المطارات التي تساعد في هبوط الطائرة.
أعرب مشغلو المطارات في أستراليا والولايات المتحدة عن مخاوف تتعلق بسلامة الطيران مرتبطة بطرح 5G، ولكن يبدو أنه طُرح دون مثل هذه المشاكل في الاتحاد الأوروبي. في كلتا الحالتين، من الحكمة الحد من استخدام الهاتف المحمول على الطائرات إلى أن تُحل مشكلات شبكة 5G.
توفر معظم شركات الطيران الآن للعملاء خدمات واي فاي التي تكون إما الدفع أولاً بأول أو مجانية. باستخدام تقنيات واي فاي الجديدة، يمكن للمسافرين نظريًا استخدام هواتفهم المحمولة لإجراء مكالمات فيديو مع الأصدقاء أو العملاء على متن الطائرة.
في رحلة طيران حديثة، تحدثت مع مضيفة مقصورة وسألتها عن رأيها في استخدام الهاتف أثناء الرحلات الجوية. سيكون من المزعج لطاقم الطائرة انتظار الركاب لإنهاء مكالمتهم لسؤالهم عما إذا كانوا يرغبون في أي مشروبات أو شيء لتناوله. وأضافت، على متن طائرة تضم أكثر من 200 راكب، ستستغرق الخدمة على متن الطائرة وقتًا أطول لإكمالها إذا كان الجميع يجرون مكالمات هاتفية.
بالنسبة إلي، تتعلق مشكلة استخدام الهواتف على متن الطائرة أكثر بالتجربة الاجتماعية لوجود أكثر من 200 شخص على متن الطائرة، ومن المحتمل أن يتحدثوا جميعًا في وقت واحد.
في الوقت الذي يتكرر فيه سلوك الركاب التخريبي، بما في ذلك «الغضب الجوي»، قد يكون استخدام الهاتف في الرحلة محفزًا آخر يغير تجربة الرحلة بأكملها.
تتخذ السلوكيات التخريبية أشكالًا مختلفة، من عدم الامتثال إلى متطلبات السلامة مثل عدم ارتداء أحزمة الأمان، والمشاجرات اللفظية مع زملائه الركاب وطاقم الطائرة، إلى المشاجرات الجسدية مع الركاب وأطقم المقصورة – التي تُوصف عادةً على أنها غضب جوي.
وأخيرًا، لا يؤدي استخدام الهواتف على متن الطائرة حاليًا إلى إضعاف قدرة الطائرة على العمل. لكن قد تفضل أطقم المقصورة عدم التأخير في تقديم الخدمة على متن الطائرة لجميع الركاب – هنالك الكثير من الأشخاص لخدمتهم.
ومع ذلك، فإن تقنية 5G تتعدى على النطاق الترددي اللاسلكي لأنظمة ملاحة الطائرات؛ سنحتاج إلى مزيد من البحث للإجابة عن سؤال 5G فيما يتعلق بالتداخل في ملاحة الطائرات أثناء عمليات الهبوط.
تذكر أنه عندما نناقش المرحلتين الأكثر أهمية من الرحلات الجوية، فإن الإقلاع هو خيار اختياري – لكن عمليات الهبوط إلزامية.
المصدر: https://www.sciencealert.com
ترجمة: شهد شعوان
تويتر: Shahadshibanii@
مراجعة وتدقيق: سراء المصري
تويتر: @Sarraa_mm
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً